الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بؤس الفنان المغربي .. حسن بوضياف مثالا

رحمن خضير عباس

2012 / 8 / 17
الادب والفن


بؤس الفنان المغربي ..
حسن مضياف مثالا
رحمن خضير عباس
التمثيل في الغرب يعادل ذهبا , فما ان يظهر الفنان على الشاشة الكبيرة او الصغيرة حتى تنهال عليه ابواب الأرض بالعطايا والفرص والمال والشهرة . اما النجوم الكبيرة - فحدث فلا حرج -. بحيث ان الدخل السنوي لبعضهم يعادل الدخل القومي لبعض بلدان العالم الثالث . ولايقتصر الأمر على اجورهم السينمائية نتيجة لأدوارهم , بل يتجاوز ذالك الى اجور الدعايات التجارية والأعلانات وما يكتب عنهم وما تحققه افلامهم او مسلسلاتهم من ارباح . والممثل في الغرب ليس مجرد شخص عامل وانما يتحول الى رمز لبلاده. بعضنا يتذكر موقف الجنرال ديغول ,الذي اعتبر الممثلة الفرنسية بريجيت باردو رمزا لفرنسا . وقد كرّمت بريطانيا العظمى ممثلها الكوميدي المعروف ب ( مستر بن ) وجعلته يقدم مشهدا كوميديا في افتتاح الألعاب الأولمبية التي اقيمت بلندن هذا الصيف .وكأن بريطانيا تقول للعالم : هذه هي كنوزي عبر التأريخ ,والفنان ( مستر بن ) جزء منها. وحتى الفنان في مصر كان ومازال يعيش في بحبوحة من العيش , فقد بنى الكثير منهم ثروته من خلال التمثيل . وما زالت ذاكرتنا حية بحكاياتهم وطراز حياتهم وكأنهم لاينتمون الى واقعنا العربي المر .
حسن مضياف فنان مغربي مبدع . استطاع ان يجسد الواقع من خلال تقمصه للروح المغربية , وحينما يمثل دورا كأنه يعلو على النص , فيحيل العمل التلفزيوني الى واقع مجرد . حينما نشاهده يؤدي ادواره , ننسى انه امام كاميرا واجهزة إضاءة وفريق فني ومخرج. نعتقد انه يعيش الدور وكأنه صاحبه الحقيقي لم يكن بحاجة الى ماكياج . لأنّ وجهه ينضح بغبار الأرض التي انجبته . ينضح بالفقر والكبرياء ,ينضح بوجع الأنسان الذي يطمح الى تخطي المستحيل . ولعل مسلسل (وجع التراب ) يترجم موهبة هذا الفنان وعشقه لأرضه . ورغم انه يمثل ادورا غير رئيسية , ولكن المشاهد يشعر انه هو البطل الرئيسي . لقد ابدع في مسلسلات تلفزيونية اخرى ومنها ( رمانة و برطال ) وقد ترك وجهه الطيب اثرا كبيرا بين الكثير من محبي فنه .فدخل البيوت المغربية والعربية بدون استئذان .
لقد سقط حسن مضياف عن صهوة فنه مريضا يبكي ويتوسل الدواء ! الا نخجل من انفسنا ونحن نشهد أروع الفنانين يستجدون العطف ؟الا نخجل من انفسنا ونحن نرى دمعة حسن وهي تتدحرج على وجنتيه الهزيلتين ؟ وهو الأنسان الذي نذر حياته ليدخل البهجة بين مشاهديه . انني ادعو الفنانين المغاربة وكذالك المثقفين والأدباء , ان يبادروا الى انقاذ هذا الفنان , واعادة كرامته اليه من خلال المطالبة الجادة والحازمة من الحكومة المغربية ان تتكفل ليس بعلاجه فقط , وانما بان تجعل له راتبا قارا وكافيا لحفظ كرامته . يقال بان العملية التي يمكن ان تنقذ حياة هذا الفنان لاتتجاوز العشرين الف دولارا ! وهو مبلغ لايعادل مصرف ليلة لفرقة فنية هابطة تأتي من الخارج .
اوتاوة/كندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال