الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولتنا الاسلامية/ هلّت بشائرها

حنان بكير

2012 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكن خافيا على أحد منّا، الدور الذي رسمته حركة حماس، أو رسم لها، منذ نشأتها. وهي ان تكون البديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي قادت النضال الفلسطينيّ لعقود طويلة. لن أكرر ما كتبته أكثر من مرة عن مخاطر أسلمة القضية الفلسطينية وتحويلها الى قضية دينية لا قضية سياسية، واغتصاب وطن بأكمله.
عندما فازت حركة حماس في الانتخابات، ووصلت الى سدّة السلطة، كان لأسباب معروفة، وهي انتهاجها، او لنقل رفعها راية الجهاد والمقاومة وتحرير كامل التراب الفلسطيني، واتهامها للسلطة الفلسطينية بالتفريط والاستسلام والاعتراف " بالعدو المغتصب". مع تهمة التعاون الأمني مع اسرائيل، والحفاظ على" أمن العدو".. ومطاردة " المقاومين" من الحركات الدينية!
حركة حماس، سارت على ذات الدرب وذات الخطى، بعد ان انقلبت ليس على السلطة الوطنية، ولكن على شعبها في غزة. فخاضت المعارك والمداهمات للحركات الدينية، حتى في المساجد وقتلت أئمتهم داخلها. ومارست القمع والتسلط على السكان. وكانت الامارة الاسلامية قد فرضت نفسها دون الاعلان عنها صراحة في بيان او تصريح واضح. ولا ننسى كيف استطاعت حماس قطف ثمار صمود غزة في الحرب الوحشية التي خاضها الجيش الاسرائيلي! فقد دفعت حركة فتح حصة الاسد من الشهداء والابطال، وكذلك سائر الفصائل الفلسطينية. بينما "استشهد أئمة" الحركات الدينية في بيوتهم وسط "حريمهم" ومع قطيع من الاطفال! وكانوا هم الابطال، بحسب الماكينة الاعلامية، بادّعاء انهم رفضوا مغادرة بيوتهم! دون ان نفهم سبب اختبائهم خلف اطفال هم مستقبل غزة وتعريض حياتهم للخطر!!
والان، أطلق الدكتور اياد السراج قنبلته وهي" اعلان الحكومة من غزة وقيام الدولة والهدنة الطويلة الأمد" والتي تقدم بها الى القادة الفلسطينيين والى القيادة المصرية في الاسابيع الماضية. وتقوم المبادرة على: تحويل مؤسسات الحكومة الى مؤسسات دولة... وتقديم عرض لإسرائيل توافق عليه حركة حماس، مع حملة لتسويقه يتضمن هدنة طويلة الأجل، ووقف للعنف بكل أشكاله وإدانة "الارهاب" والاستعداد للإعتراف بحق الجميع بالعيش بسلام.
مقابل انهاء الحصار على غزة، ووقف الاستيطان، وحرية الحركة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم مفاوضات لمدة سنة تنتهي باتفاق سلام عربي فلسطيني اسرائيلي شامل!!!
وقد صرح الجنرال جيورا ايلند، وهو الرئيس السابق لمجلس الامن القومي، والذي يدعم فكرة اقامة دولة فلسطينية في غزة بقيادة حماس، صرح يوم 5.7.2012، قائلا: يجب على السياسة الاسرائيلية اعتبار غزة دولة فعلية لها حدودها الجغرافية" الواضحة"!!!! في وقت لم تلتزم اسرائيل بحدود واضحة للسلطة الفلسطينية ولم تعترف بالأصل بدولة فلسطينية!
علما ان الدكتور اياد السراج، كان قد انكر في السابق، ما اعلنه الان! وهذه ممارسة للكذب الذي يفترض انه محرم دينيا! ولماذا كان الانقلاب على السلطة الفلسطينية الوطنية؟ ما دام البرنامج واحد والرؤية واحدة؟ مع ملاحظة أن:
برنامج السلطة الوطنية كان اقامة الدولة على الاراضي المحتلة عام 1967، وهي اراض محتلة باعتراف المجتمع الدولي.
أن قيام دولة اسلامية، يعطي المبرر لتمرير مشروع الدولة اليهودية، وما قد ينتج عنه من عملية ترانسفير للفلسطينيين، الذين لم تستطع كل وسائل الضغط والترهيب والقمع من حملهم على مغادرة ارضهم منذ عام 1948.
ان اعلان دولة او امارة اسلامية، هو جزء من المخطط المرسوم للمنطقة وتقسيمها الى دويلات دينية وحتى طائفية، دويلات" مشوّهة ومسخة" وهذا هو مشروع " الربيع العربي"، الذي حمل زورا يافطة الديمقراطية.
اسمح لنفسي بمقارنة ومقاربة بين لسان حالين: صرح بن غوريون ذات مرة من بداية الخمسينيات، واما الكنيست، بأنه لو كان بإمكانه انقاذ كل يهود المانيا بإرسالهم الى بريطانيا، أو انقاذ نصفهم بإرسالهم الى فلسطين، لكان اختار الامر الثاني.. أما حركة حماس وكل الحركات التي " فقّست" في أحضانها، فلو خيّرت بين اقامة امارة اسلامية على شبر واحد من فلسطين، أو دولة مدنية على كامل التراب الفلسطيني، فإنها ستنحاز حتما الى الخيار الاول!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من الخاسر الاكبر
علي جديد ( 2012 / 8 / 17 - 17:16 )
استسمح استادة ولكن خسرنا الكثير باسم القضية الفلسطينية التى اعتبرها العرب قضية عربية و اعتبرها اسلاميوا العرب قضية اسلامية رغم وجود مسيحي و يهودي هناك مند الازل .. ألم يحن الوقت بعد أن يعتبرها العرب قضية إنسانية قبل كل شيء إن هم في الحقيقة جديين في البحث عن حل عادل و شامل أم ستبقى القضية الفلسطينية موردا للتكسب للانظمة و الافراد على حد سواء و يبقى الخاسر الاكبر هم الاقليات الدينية و القومية في الدول العربية حيث كلما حاولوا الدفاع عن كرامتهم و معتقداتهم و لغاتهم يواجهون بالقمع و التطهير العرقي باتهامهم بخدمة الصهيونية و لا احد من كتابنا يتحدث عن معاناتهم كانهم حشرات تنغض عن العرب مخططاتهم .. القليل من المصداقية يا غخواننا العرب ..شكرا الاخت حنان ..


2 - رد للأستاذ علي جديد
حنان بكير ( 2012 / 8 / 17 - 18:12 )
لا أختلف معك اطلاقا! ولا انا ضد التفاهم السلمي، ولكن اردت كشف نفاق بعض الجهات التي تتاجر باسم الدين والنضال.. والدفاع عن الذين يسمونهم أقليات، بينما هم السكان الاصليون، واجب كل من يحمل قلما او عنده ضمير.. العنصرية بغيضة بكل اشكالها الدينية والقومية والطائفية.... ولكن كم من الوقت نحتاج لبناء ثقافة تقبل الاخر المختلف عنّا؟؟ لا ارى املا في المستقبل المنظور.. عذرا لتشاؤمي.. مع تحياتي


3 - فليصحح الفلسطينيون اوضاعهم
محمد البدري ( 2012 / 8 / 17 - 18:37 )
لو تلكأ الشعب الفلسطيني عن تصحيح الاوضاع المستجده عليه بدءا من انشاء حماس حتي انقلابها علي السلطة وتفتيت قضية الفلسطينية فانه سيكون من العبث الاستمرار في الدفاع عن القضية الفلسطينية، فانشاء كيان ديني في غزة واعتباره مستقلا هو حل اسرائيلي وسيكون جرثومة المنطقة باسرها حيث ان الاديان حاليا وفي زمن العلم والمعرفة هي آفة البشرية.


4 - رد للأستاذ محمد البدري
حنان بكير ( 2012 / 8 / 17 - 20:46 )
الشعب الفلسطيني نغلوب على أمره.. والمشكلة ان حركة حماس قد ادخلت فيروس الطائفية الى الشعب الفلسطيني.. وان تاريخنا يشهد عدم اكتراث شعبنا بالشأن الديني! هل تعلم ان ظاهرة دفن المسلم والمسيحي في مقبرة واحدة لا توجد الا عند الفلسطيني؟ ان ما نشهده الان ان هو الا ردّة الى مجاهل التاريخ والتخلف... ونحن لا نملك الا الكتابة والكلام، ولكن المخطط ماض وبسرعة هائلة نحو الهاوية.. آمل ان لا تصدق مخاوفي


5 - القضية الفلسطنية عندة الكرد
هوزان خورمالى ( 2012 / 8 / 17 - 23:52 )
الاثنان شعبان مظطهادان منذو عقود لم يسلموا من التفرقة والمخططات الدولية لمتزيق جثة الثورة اربا اربا ..نحن الكرد ايضا مرت علينا الكثير من المؤامرات والمخططات بهذ زرع التفرقة وبتالى ادي الى قيام رحب اهلية اختلافا على المصالح الحزبية التى اخذت الاعتبارها اعتبار الولاء وحب والوطن في فلسطين المحتلة ايضا هناك شعبا يعيش الذل والهوان على يد الاحتلال فعلى الاحتلال لعب بمسار تلك الثورة والقضاء على الحركات التحررية والوطنية بزرع الاسلام السياسي معارض لة علنا وحليفة سرا بحيث تبطبق كل الاهدافة مع الاهداف الصهيونية لكن بلوننا اخر ...قيام امارة الحماس في غزة ليس الا تلبية لمصالح العدو لنيل من وحدة الشعب الفلسطسيني وتغير اتجاة القضية الفلسطينية من قضية تحرر وطن وبلد الى قضية دينية يسهل لدول الاقليم التدخل بها ولعب على اوتار ها لمصحلة الخاصة دون شك كا ايران وغيرها من الدول التى تريد استمرار التوتر في الاراضي المحتلة ووتجعل من تلك الحركات الدينية نايب لها في حرب ضد اسرايل على حساب اطفال الفسلسطين ودماهم الزكية تحياتي


6 - مختبرات
حائر ( 2012 / 8 / 18 - 07:43 )
قبل ان يتولى الاسلام السياسي كامل التراب التراب العربي ،كان لا بد من اجراء اختبار له على ارض الواقع ،كان لا بد من اجراء هذه التجربة!!!!!!!
وكانت غزة المختبر المثالي لمثل هذه التجربة المخبرية ،فهي منطقة صغيرة محاطة ومحاصرة من كل الجوانب!!!
لقد اثبتت التجربة نجاحها ،فحماس تتعاون ولو بشكل غير مباشر مع اسرائيل في محاربة -مطلقي الصواريخ-الذين كانوا من روادها سابقا!!!!!!!!!
لقد اثبتوا لاسرائيل ان السلطة لم تستطع القضاء على هذه الظاهرة،وهم اجدر بهذه المهمة من غيرهم وهذا ما حدث بالفعل.
ان تبعيتهم للحركة العالمية ،وبرهنتهم انهم يستطيعون تزويد البضاعة المطلوبة ،سهل الطريق على حركتهم الام في الوصول الى السلطة بموافقة امريكيةواتباعها من مهلكات ومشيخات النفط.
الرغبة في السلطة هي الهاجس ،ولا شيء اخر!!!!!


7 - تحية للأخت هوزان
حنان بكير ( 2012 / 8 / 18 - 17:53 )
كل عام وانت بألف خير.. حقا نحن نتشارك ونتقاسم ذات الهم! قدر كتب لنا فكنا كلنا في الهم شرق.. أتفق معك كليا.. وان اطرافا تناصب العداء العلني للمغتصب، وخلف الكواليس ترسم الادوار.. ولا ادري كيف لا يدرك الكثيرون مخاطر تحويل الصراع في فلسطين الى صراع ديني! ولماذا؟ فلو لم تغتصب الحركة الصهيونية الارض، فهل كان لنا عداء مع اليهود او اليهودية كدين؟؟؟ لك تحياتي


8 - تحية للأخ الحائر
حنان بكير ( 2012 / 8 / 18 - 18:08 )
اصبح من الواضح جدا، التعاون او التنسيق بين حركات الاسلام السياسي والمخطط التجهيلي والتفتيتي للمنطقة! الغرب يريد الثروات والحفاظ على تخلفنا.. والاسلام السياسي لا يؤيد اكثر من اقامة الدولة الاسلامية وعودة الخلافة، مقابل اثراء الطبقة الدينية واصحاب الفتاوى والاسر الحاكمة.. أوافقك الرأي بما ذهبت اليه اخي الحائر وكل عام وانت بألف خير وسلام


9 - لاخت حنان لتنوية
هوزان خورمالى ( 2012 / 8 / 19 - 17:54 )
هوزان خورمالى الجنس غير مونث

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -