الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اوراق من المعتقل . الورقة الرابعة : من الثقافة إلى الممارسة الثقافية

باسم الخندقجي

2012 / 8 / 17
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


بعد ان كان حزبنا هو الاطار الجماهيري الاول الذي يتمتع بنوعية نادرة من الثقافة والمثقفين داخله .. وبعد ان كانت اليات تثقيفهم محددة وصارمة من اجل بناء العقل الحزبي .. ها نحن اليوم نعترف بصراحة ووضوح لافتقارنا الى الاجواء الثقافية مثل الندوات والجلسات والحلقات الفكرية الحزبية"..فعندما يقول احد رفاقنا القياديين ان الحزب ومنذ فترة طويلة لم يكن فيه أي نوع وشكل من الاشكال التعبئة الثقافية الفكرية..فان حالتنا يرثى لها والنتيجة واضحة ..تخبط.. تشويش..علاقات وقنوات تنظيمية ارتجالية وعلى "التساهيل"..
نستنتج من هذا مايلي: ان الافتقار الى ثقافة ملمة بكافة مناحي الحزب يعكس انعدام الإرادة المشتركة والى غياب وحدة الحركة الفكرية التنظيمية..والى انعدام في ممارسة سليمة وعلمية المفاهيم والضمانات التنظيمية ..وهذا كله سبب رئيس وهام في حالة الحزب الراهنة.
ان التثقيف شيء والممارسة الثقافية بمفهموم الهيمنة الثقافية شيءٌ اخر وان اكون مثقفا شيء وان اعمل في الثقافة شيءٌ اخر..فهل انتج حزبنا حتى الان نظرية او اليات ارتكازية خاصة به؟هل هنالك ثمة خط او نمط انتاج ثقافي لرفاقنا ورفيقاتنا ؟؟هل قام الحزب باعداد مادة ثقافية تربوية للجيل الجديد؟ ان التحول من الثقافية الى الممارسة الثقافية يتطلب ايجاد المناخ الثقافي .. لا ان تكون هناك نخبةٌ"نبوية"في قمة الهرم وحدها القادرة على التحديد العلمي ورسم الخطط التي لا تجسد عقلا محفزاً ..اذ ان هذه الاوليغاركية قادت الى عزل فكري ثقافي داخل الهرم الحزبي ادى الى تعطل ذلك العقل..اذاً الممارسة الثقافية البناءة وحدها القادرة على تجلي العقل الجماعي للحزب..
وعندما نثقف الشيء يصبح بامكاننا تملك روحية انتقادية وتصويب وارشاد وانضباط من اعلى الى اسفل وبالعكس..من جهة اخرى القافة الذاتية جيدة وقاراءة امهات الكتب من ادب وفكر رائعة ولكن هل تؤدي الى الممارسة الثقافية؟بالطبع لا..نحن بحاجة الى حالة ..اجواء ثقافية مميزة داخل الحزب محمية بضمانات تنظيمية ..فالوصول الى هذة الحاله هو بمثابة انجاز في استنهاض الواقع الحزبي .. المثقفون العضويون في صورتهم الكلاسيكية لم يعد لهم وجود ولهذا فان "القطع" داخل الحزب يتتطلب منا جميعاً الوقوف امام مسؤليتنا الثقافية المتمثلة في ترسيخ الممارسة الثقافية ومن ثم تصديرها دون أي خوف او حرج الى المحيط.ومن خلال تجربتي المتواضعة والسريع في العمل الطلابي في جامعة النجاح لم الاحظ يوما اننا نتثقف نحن فئة الطلبة اهم الفئات –لم يكن هناك ثمة خطة لا من اعلى ولا اسفل تكفل تثقيفنا وتربية ملاْكاتنا كنا ارتجاليون الى ابعد حد ونقرأ أي شيء من "عذاب القبر" مروراً بكليلة ودمنة ووصولاً الى سيْر رفاق الحزب الراحلين .. وكثيرون هم الرفاق والرفيقات الذين يفتخرون الى هذا الجانب الحساس ووحدها الضمانة التنظيمية السليمة من يسهم في اعادة واستعادة الثقافة.
الثقافة الحزبية فبعد كل هذة الممارسات الخاطئة لا ادعوا الى التمحيص في مجلدات راس المال بل الى الجديد الة اولئك الذين تعلموا وعرفوا وثقفوا واقاموا رؤية متجددة لليسار في هذا العالم ..
ان منهجنا العلمي الجدلي الذي امر على انه ليس نظرية بقدر ما هو محرك نظري على استعداد تام لتلبية رؤية أي فكرة حتى وان كانت فكرة الله ذاته .. فهل قام احد رفاقنا من ذوي الكفاءة والخبرة بكتابة نشرات تثقيفية معدلة فيه للمنظمات والقواعد الحزبية ؟
اذا علينا ان نعرف ان ازمتنا المقنعة حيناً والمكشوفة حيناً اخر اخر سببها الرئيسي ازمة معرفة..ازمة ثقافة ولربما كان هنالك من يعتمد ارساء حالة من الجهل داخل الحزب؟
ان الحاجة الان هي استنهاض الواقع الفكري والثقافي داخل الحزب دون ان نفهم من هذا اننا نريد العودة الى النظرية الحديدية السوفياتية الصدأة!
دعونا نقوم بتجارب دعونا نتعامل مع الحزب على انه مختبر تجرى فيه التجارب .. تجربة ناجحة واخرى فاشلة..ولطالما كان الفشل مفتاح النجاح دعونا نرسخ مفهوم الممارسة الثقافية في اللجنة المركزية قبل القواعد الحزبية.
واستعين في هذا العدد المقالة لي نشرت لي في جريدة القدس بعنوان"البداية معرفة":
"ان جهلنا في القدرة البناءة والمقضية على تحليل الواقع سببه السطحية والتقشف الفكري المتعمد والميكانيكية التي قتلت "التحليل الملموس للظرف الملموس" ونحن لا يمكننا ان نتوجه الى بناء واختراع هياكل ومحركات استراتيجية وتكتيكية للقضية دون ان نمتلك محرك عقلي تقني خاص بنا ينطلق باحترافية وبدقة من وفي عمق الواقع ... جوهر كل شيء هو ان نعرف وان نعرف وان نعرف ولكي ننجز التغيير علينا ان نمتلك النقد ولكي ننتقد جيدتسب المعرفة وهي المعادل الجدلي المحكم البناء والمتانة والمفتوح نظريا على الاسترشاد والاستخلاص والنقد "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسبانيا: آلاف المتظاهرين ينزلون إلى شوارع مدريد للدفاع عن ال


.. لماذا تتبع دول قانون السير على اليمين وأخرى على اليسار؟ | عا




.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا