الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزعيم قاسم .. وثقافة الإختلاف

كاظم الأسدي

2012 / 8 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


منذ الأزل و (( الأختلاف )) سمة البشر .. وتكاد تكون من مظاهر التفكير الجاد والتأمل الإيجابي في عدم الرضوخ للأمر الواقع و تقبل قناعات الآخرين وإملاءاتهم !! كمسلمات غير خاضعه للنقاش أو الأختلاف معها . إلا أن هذا الإجتهاد في الرؤى حد الإختلاف والتقاطع له مبرراته االموضوعية لحين إسدال الستارة عن تفاصيل وتاعيات القضايا موضع الإختلاف وبمجرد معرفة مآل الإمور على أرض الواقع !! عكدها يكون تحديد الصواب من الخطأ في جوانب الإختلاف !! جليا" لايحتاج الى نقاش عابر حتى !! وفي التأريخ العراقي شواهد كثيرة عن خصوصية نهج الأختلاف فيما بين الناس وحتى بعد معرفة نهايات القضايا موضع الخلاف ومصير ماآلت إليه الامور ؟؟ كما عاش العراقيون في إختلاف ولغاية ليلة ضرب بغداد ؟؟ حول مدى جدية موقف الأمريكان من صدام ؟ وهل سيتم توجيه ضربه عسكرية وإسقاط نظامه أم لا ؟ وبعدها كان موضع الإختلاف ..هل سيخرج الأمريكان من العراق أم لا ؟ وهل سيتم تسليم الملف الأمني أم لا ؟ و ... ,و .. ولازلنا لليوم نعيش الإختلاف فيما يخص إستجواب المالكي وسحب الثقه منه أم لا ؟ وهل ستتم المواجهة العسكرية بين الحكومة الإتحادية والإقليم أم لا ؟ ومما لاشك فيه فأن الإختلاف في النقاط الأولى والمتعلقه بالأمريكان قد تم حسمها لصالح أحد رأيي الأختلاف بعد الفترة التأريخية التي شهدت نهاية صدام في حفرة الذل والإهانه !! أم موضع الإختلاف في ما يتعلق بالحرب بين القيادة الكردية وشخص المالكي فبالتأكيد ستبقى قائمة طالما لم يتم إسدال الستاره عن نهاية فيلم الإستجواب موضع الإختلاف !! وطالما أن إتهامات سرقة وتهريب النفط من الشمال والجنوب تمتلك من الشواهد ما يؤكد حدوثها وبرعاية رسمية من الأقليم والمركز !! وفق تصريحات رسمية لكلا الطرفين ؟؟
ما دفعني الى تلك المقدمه هو الإختلاف القائم لليوم حول الموقف من ثورة 14 / تموز / 1958 وزعيمها عبد الكريم قاسم ورغم إسدال الستاره عن حقيقة الثورة وزعيمها والكشف عن الجوانب الخفية وخبايا الأمور الداخلية والخارجية التي رافقتها وبعد ما يزيد عن نصف قرن !! مما يبطل الإختلاف بحكم بيان الحقائق التي لاتقبل الإجتهاد وتبطله !!
ومن أجل الحقيقه التأريخية وللأمانة الوطنية ونبذا" للأختلاف من أجل الأختلاف !! فلنحاكم الثورة وزعيمها وفق مدعيات أعداءها !! ووفق ما جاء على لسان أدعياء التباكي على الدستورية الملكية من الليبراليين وغيرهم ...
وللأنصاف والموضوعية سأوجز في البدأ خلاصة لكل ما كتب عن الثورة ومنجزاتها .... طابعها الوطني الأجتماعي التحرري . وإنحيازها وزعيمها الى الفقراء والكادحين عموما و تسا مي الثورة وزعيمها عن مختلف العناوين الفرعية وصدق إبتعاده عن كل الميول والإتجاهات كما أثبتت الوقائع من بعده طبعا" وشواهد التأريخ تجسيده لمعاني النبل والعفة و السخاء و الوطنيه ألحقه وتبادله مشاعر الحب الأبوي والحنو مع الناس على إختلاف مواقعهم الطبقية والفكرية والسياسيةوهناك الكثير من الشواخص المنجزة في مختلف مناحي الحياة العراقيه تدعم ما ذكر آنفا" ؟؟ ولعل ما يميز الزعيم في رفضه للعنف ونبذه لإراقة الدماء والإحتراب بين أبناء الوطن الواحد !! ما لاينكره حتى أعداءه وقد تجسد بوضوح خلال موقفه البطولي المشهود في آخر يوم من حياته حينما رفض تسليح أبناء الشعب ومفضلا" تقديم حياته للمتآمرين على الحرب الأهلية في وطنه ؟
ولا حاجة بي الى سرد العديد من الوقائع التي تدعم نزاهته وزهده فقد تبدوا لأجيال اليوم من قصص المبالغة والخيال
وما أود التركيز عليه الآن هو ما أخذ على الثورة و الزعيم من مآخذ ووفق مدعيات أعداء الثورة أنفسهم ؟؟ بعد بروز تيار عريض ممن يدعون أنفسهم بالباحثين والمثقفين المعتدلين أوالليبراليين التي تهاجم ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة في ذكراها الخالدة وتصفها بالإنقلاب الدموي ولتصيبها باطلا" في مقتلين فقط لاثالث لهما ؟؟
الأول يتعلق بالحادث المأساوي الذي أودى بحياة العائلة المالكة يوم الثورة ؟؟ والثاني يتعلق بمحاولة البعض أن يصف ما جرى في 14 تموز بأنه فاتحة الانقلابات العسكرية في التأريخ السياسي العراقي الحديث ؟؟ بعد ذلك الإنسجام والسلام الإجتماعي العراقي في ظل الأسرة الهاشمية التي وصفها أحدهم بالنص ((تطول قائمة حسنات النظام الملكي، القائم على رؤوس رجال من سلالة عالية جناب، وما ثورة العسكر عليهم ليلة 14 تموز 1958 الا آفة جراد دمرت السنابل الزاهية، ومحقت الخير، احالته شرا، يفغر فاهَ جهنم على العراقيين، فتسيل الحمم منها، لعابا بركانيا مقززا وقاتلا،))
وبذلك يتم خلط الأوراق وتشويه الثورة وسمعة زعيمها امام الاجيال التي لم تتلمس نعمة تلك الأيام وزهوها من خلال اتهامه بالانحراف والدكتاتورية و دون ما يدعم تلك الإتهامات الباطلة ؟؟
ففيما يتعلق بمصير العائلة المالكة يثبت التأريخ اليوم أن ما حصل كان تصرفا" فرديا" غير مخطط له و خارج إرادة الثورة وزعيمها !! ولا يوجد لليوم ما يتنافى مع تلك الحقيقة وقد أبدى الزعيم أسفه على الحادثة وإدانته لها !!وأما بخصوص النقطة الثانية وإعتبار الثورة فاتحة الإنقلابات العسكرية ... فقد رد عليها الكثير من المخلصين والذين أظهروا بجلاء بطلان تلك المدعيات من خلال الإشارة الى عدد من الشواهد التأريخية (( هناك انقلاب بكر صدقي قبل 14 تموز 1958 بـ22 عاماً وبالضبط 1936، وفي عام 1941 كانت حركة رشيد عالي الكيلاني ثورة مايس التحررية قبل 17 سنة من 1958 )) ،التي تثبت بطلان تلك المدعيات !!وتبقى النقطة الأخيرة المتمثلة بتباكي البعض وذرف دموع التماسيح على فقدان العراقيين للعصر الذهبي الملكي وتصويره بفترة الهدوء والإنسجام الإجتماعي والتداول السلمي للسلطة !! متناسين عن عمد ومتغابين عن حقيقة معاناه السياسيين الوطنيين وهول أيام الملاحقة والسجون وإلإبعاد والتشريد على يد نظام التحقيقات الجنائية التي لم تجعل لها من هدف إلا ملاحقة الديمقراطيين والشيوعيين الوطنيين . وهل ينسى التأريخ الإعدامات الشهيرة لأبطال إنتفاضة الحي !! أم إعدامات وملاحقة عمالنا الأشاوس المضربين في كاوورباغي في كركوك !! .. إنكم تتباكون على نظام جريمة إعدام المناضلين الوطنيين الأبطال فهد ورفيقيه .. ـ نظام الألم والجوع والمرض .. نظام الباشوات والإقطاع الذي أنتهك أعراض الفلاحين في وسط وجنوب العراق من قبل أزلامه و كلابهم المتمثله بالشقاوات والسراكيل .... نظام يدعي الديمقراطية شعارا" فيما لم يتحمل عام 1954 فوز المعارضة بأحد عشر مقعدا فقط من أصل 134 مقعدأ نيابيا لإنتخاب برلمان جديد !! فقام نوري السعيد باشا على أثرها بحل المجلس النيابي ؟؟ ذلك ما يتباكى عليه البعض ممن يدعون الديمقراطية والليبرالية وبعد أن تراجع أعداء الزعيم أمام حقيقة نبله وصدق مدعياته وزهده كما ثبت وخلال نصف قرن من التآمر عليه !!يدعم ذلك ما تم الكشف عنه من وثائق الحكومة البريطانية وشهادات مختلف الساسة التي تم الكشف عنها وطنيا" وعالميا !!
...... وما علينا اليوم إلا ان نعيد النظر وبكل حيادية الى نهج ذلك الزعيم الذي اختار المجد و الخلود ,ليخرج من الدنيا نظيف اليد زاهدا .. وعاشقا للفقراء و المعوزين ,ليسكن قلوبهم ويعيش معهم إسطورة الخلود الأبدي بعد أن سخر كل حياته ليضمن حياة حرة كريمة لأبناء وطنه !!,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتهاد الألمان في العمل.. حقيقة أم صورة نمطية؟ | يوروماكس


.. كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير




.. ما معنى الانتقال الطاقي العادل وكيف تختلف فرص الدول العربية


.. إسرائيل .. استمرار سياسة الاغتيالات في لبنان




.. تفاؤل أميركي بـ-زخم جديد- في مفاوضات غزة.. و-حماس- تدرس رد ت