الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاث قصائد

نصيف الناصري

2012 / 8 / 17
الادب والفن





ما يندفع باتجاه حقولنا اليائسة



الى صلاح فائق



نَبْحَثُ في أقْبيَتنا المهجورة ، بمشّقة ، عن تمثالٍ أودعنا فيه
حَماسة رصيد ضئيل . سأمنا المتأصل في الانهيارات المتلاحقة
لتنفّساتنا ، يقرّبنا من الرائحة المنْجمية للماضي ، ونزولنا الى
الأعماق الفاترة للحظة الاحتضار ، يُخَفّف عنَّا جفاف الساعات
الدبقة للسير في العيوب المستترة لرغباتنا . في أوج ما ينضب ،
نَسمعُ الريح تغري الأنهار بالهجرة من منازلها التي يتعذَّر اصلاحها .
نطوي أغلالنا ، وتكّسر الحركة كُلّ ما يندفع باتجاه حقولنا اليائسة .
يُخيّم صمت كبير على الأرض التي وُلدنا فيها ، والغلال في
عطورها المترعة ، تبعثرها شيخوخة الصيف وتحرّرها من صوامعها
التي تُغنَّي فيها الشمس المهانة . تعلّقنا بما نَظنّهُ العذوبة الكاملة للعافية ،
اشارة نائحة بين الأبنية التي ننسى فيها الالتماعة الوديعة لزمننا .




17 / 8 / 2012







ميراث يتصدّع





صعدنا مع نذورنا الصارمة ، الى العتبة الأخيرة للحّظة المعّظمة لموتنا
واصطفّت معنا في احتياط ثقيل ، عصّابة الشمس وأفعالنا المجبولة على
الخنوع . رنين أصواتنا يذوب في الهواء الريفي لمؤسسة الشكّاكين ،
وميراثنا يتصدّعُ ويستسلمُ لبراءة اللصوص . كلّ شيء يقهرنا في لمسنا
للقبضة السوداء لرتاج الطبيعة ، ولا يمكننا العبور الى الدودة التي
تترّصدنا ، إلاّ بنزعنا تنفساتنا كلّها على الحجارة وطحلبها الأسود .
جفاف يتحرّك في أعماقنا ، وتبجحات المعرفة هامدة وتثقلها الأختام .
تعيق خطونا في ليل المحنة المحرّمات ، وايماناتنا خطأ فظيع في أسفل
القاعدة . نعلّق تحت النفايات الدينية في حياتنا ، قناديلنا المصّمغة ونطلب
الخلاص من الآلهة ، لكن الآلهة تحّطمت في أبنيتها الشاحبة ، وهجرتها
المعجزات ، وكلّ إله يحاول الآن إدامة مهنته ورمي الرماح الجافّة على
الأعداء ، عُبّاد الآلهة الأخرى . انزلقت الانسانية في تسويات تتعّقب الرماد
في نار المجازر . انقتل الضمير ، وبعثرت الثقافة المعاصرة ، عظام الشعراء
والفلاسفة والأنبياء .





الثمانينيات



الى صلاح حسن




شيَّدنا أضرحة نموذجية للمتثاقلين في تراب السنوات الماضية .
لا نريد لشواطىء الشمس أن تسوَّد في فراغات أحلامنا ، ولا
الله أن ينزوي في جهة صامتة . أصوات النهار بنصلها الحادّ
تجلو عن سقوف ضجرنا ، النوم والمسامير . كلّ باب يفقد
ذخيرته من الاشارات الصائتة للستينيات ، نسلمه الى هاوية
مصانة في البئر الصافية للحرّية ، وكلّ متثاقل يدَّعي صلته
بالطليعة ، سنوثقه الى جزر خافتة في ميزان الشيخوخة .
نبايعُ تحت استقامة المديح ، الرغبة الواعية للامعقول في الشِعر
الحديث ، ونتخلّى عن المشلول العتيق ، في هجران طويل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه


.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز




.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال