الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الفساد و الإستبداد و الإستفزاز

احمد الطالبي

2012 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


إعتقد جل المغاربة أن حكومة بنكيران ، منبثقة من الشعب و لها مشروع يرتكز على محاربة الفساد و الإستبداد . و الحقيقة أن السياق الذي جاءت فيه الحكومة الشعبوية هذه يوحي ظاهريا بذلك للذين ليست لهم دراية بعلم بواطن الأمور . ذلك أن المخزن إعتمد تكتيك الحياد في الإنتخابات الأخيرة فاسحا المجال للعدالة و التنمية للظفر بهذا الفوز الشكلي ، محققا بذلك هدفين أولهما الإلتفاف على الحراك الشعبي و ثانيهما الظهور بمظهر الدولة الديمقراطية أمام الرأي العام و ساهم الحراك الشعبي الشرق أوسطي و المغاربي في تسهيل هذا الصعود الإسلاموي إلى الحكومة مع قرصنة الشعار المركزي لحركة 20 فبراير المتمثل في محاربة الفساد و الإستبداد و امتلأت قلوب المغاربة بالآمال مع الزيادة في منسوب الخطاب الشعبوي لدى جل و زراء بنكيران .
و الآن بعد مرور أشهر على تنصيبها يحق لنا أن نتفحص مدى صدقية الحكومة في ادعاءاتها و الشعارات التي رفعتها ، و لا نحتاج إلى كبير عناء لنتبث شعبوية خطابها و أنها حكومة مخزنية و ظيفتها تتمثل في عكس ما تدعيه و ذلك من خلال النقط التالية .
1-عن الفساد:
تتبع المغاربة مؤخرا حوار بنكيران على الجزيرة و الذي أكد فيه بصريح العبارة وواضح الكلام أن محاربة الفساد غير ممكنة و مستحيلة بل طمأن المفسدين بالعفو عما سلف و جاء الرميد بعده ليقول إن ذلك مسؤولية الجميع دون أن يحدد طبيعة هذا -الجميع- و معلوم أن الهدف هنا هو تعويم نقاش الفساد و التنصل من المسؤولية الأدبية و السياسية و الأدهى من ذلك أن محاكمه الآن بصدد الزج بالمناضلين الفبرارريين -المطالببن بمحاربة الفساد- في السجون .
2- عن الإستبداد :
منذ توليه و زارة العدل أكد السيد الرميد أن من أولوياته استرجاع هيبة الدولة و منذ ذلك الحين لم يدخر جهدا في الإعتقالات التي طالت و ما تزال العديد من النشطاء المطالبين بالمزيد من الحقوق و الديمقراطية مستعينا بزراويط وزارة الدخلية . ومن جانبه ذكرنا أحمد التوفيق وزير الأوقاف ببعض الثوابث التي تشرعن الإسبداد بتوظيف الدين ولم يبد السيد رئيس الحكومة أية ملا حظة بهذا الشأن مما يبين أن شعار حملته الإنتخابية عن محاربة الإستبداد ماهي إلا طعم لإستمالة الناخبين البسطاء .
3 - عن الإستفزاز .
نعود إلى حوار السيد بنكيران الذي استفز فيه مشاعر المغاربة خاصة النساء عندما قال في معرض حديثه - هذي ماشي هضرة العيالات- معتقدا أنه بذلك يضفي الجدية على كلامه ليزيد من رصيده في احتقار المرأة المغربية و الحركة النسائية الذي بدأه بخرق الدستور و عدم احترام المناصفة و المساواة بين الجنسين في المناصب الوزارية -إمرأة واحدة .
إن الملا حظات التي أوردناها أعلاه رغم بساطتها تؤكد أن دار لقمان ما زالت كما هي بل إن تتبع الأمور بعين نافذة يؤكد أن المغرب قد عاد إلى زمن سنوات الرصاص ، بالنظر إلى الحملات التي تشنها السلطات على المناضلين و أن الدولة ماضية في حملاتها القمعية و هي الآن بصدد تجهيز قوات القمع بوسائل جد متطورة في زمن التنزيل الديمقراطي للدستور كما يدعون بينما الحقيقة أن الإقتصاد و السياسة و الدين في المغرب كلها توظف لتقوية قلاع الإستبداد و القادم من الأيام سيكون عصيبا لأن الحكومة مصرة على المضي قدما في تطبيق سياسات لا شعبية ستنهك القدرة الشرائية للشعب و ستنهار الطبقة الوسطى وتكون الحكومة الإسلامية بذلك أسدت خدمة جليلة لولي نعمتها و سيدها المخزن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أسلحة الناتو أصبحت خردة-.. معرض روسي لـ-غنائم- حرب أوكرانيا


.. تهجير الفلسطينيين.. حلم إسرائيلي لا يتوقف وهاجس فلسطيني وعرب




.. زيارة بلينكن لإسرائيل تفشل في تغيير موقف نتنياهو حيال رفح |


.. مصدر فلسطيني يكشف.. ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق ل




.. الحوثيون يوجهون رسالة للسعودية بشأن -التباطؤ- في مسار التفاو