الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابو الهول السوري يلتزم الصمت حيال الاخبار المتعلقة بانشقاقه وهروبه للاردن

خليل خوري

2012 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ابو الهول السوري

الاخبار المتعلقة بانشقاقه
وهروبه للاردن


يتميز موقف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع بالضبابية وعدم الوضوح و بالتزامه الصمت لفترة طويلة حيال المواجهات المسلحة الدائرة بين الجيش النظامي السوري وبين الجماعات الاسلامية التكفيرية المسلحة " الجيش السوري الحر" ، فمنذ اندلاع ما تطلق عليه فضائيات مشيخات النفط والغاز " بثورة الشعب السوري " ضد " نظام الاستبداد والفساد " الذي يقوده بشار الاسد لم يعقد الشرع مؤتمرا صحفيا واحدا كي يجيب على اسئله الصحفييين المتعلقة بالاحداث الجارية وبالجهات العربية والدولية التي تقدم الدعم للجماعات المسلحة ، ولابداء رايه بالكيفية التي يراها مناسبة لحل الازمة ،، او للادلاء على الاقل بتصريح يتيم يعبر فيه عن موقفه حيال الازمة خلافا للرئيس السوري الذي التقى اكثر من مرة باعلاميين سوريين واجانب وحيث علمنا من ردوده على الاسئلة ان سوريا " تتعرض لمؤامرة امبريالية صهيونية هدفها الرئيسي الاطاحة بنظامه كونه نظام مقاوم وممانع ويقف سدا منيعا امام الاطماع الصهيونية في المنطقة العربية ومشاريع اسرائيل الهادفة لفرض تسوية مذلة على سوريا وفي نفس الوقت لتصفية قضية الشعب الفلسطيني الى اخر المصفوفة ، كما علمنا من هذه اللقاءات ومن خطاباته المتلفزة امام مجلس النواب السوري بانه يحتل موقعه تجسيدا لرغبة وارادة اغلبية الشعب السوري وبانه سيحارب العصابات الارهابية المسلحة بلا هوادة وسوف يواصل مطاردته لهم حتى يطهر سوريا من دنسهم ، وايضا خلافا لوزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي ضرب رقما قياسيا في عدد المؤتمرات التي عقدها للادلاء بارائه الثورية بهذا الشان وكان اخرها يوم امس الاول حيث اكد ان المؤامرة الدولية التي تتعرض لها سورية تقف وراءها الولايات المتحدة الاميركية وبان السعودية وقطر وتركيا مجرد ادوات تستخدمهم الولايات المتحدة من اجل تاجيج اعمال العنف في سورية عبر تقديم الدعم المالي والسلاح والمرتزقة للجيش السوري الحر وغيره من العصابات المسلحة العاملة على الساحة السورية . وما يثير الدهشة في موقف فاروق الشرع الذي احتل منصبه في قمة هرم السلطة لالتزامه من الناحية النظرية اكثر من غيره من الكوادر المتقدمة لحزب البعث بشعارت الحزب الثلات الوحدة والحرية والاشتراكية ، ما يثير الدهشة اضافة لسكوته ولعدم ادلائه بأي راي تشخيصا لما يسمى بالثورة السورية او على الاقل استنكارا لمقتل الاف من الجنود والضباط السوريين ولتدمير المرافق الخدمية والصناعية ولاغتيال الطيارين والعلماء السوريين على ايدي عصابات الاخوان المسلمين المسلحة فقد التزم الصمت ايضا ولم يظهر امام وسائل الاعلام لنفي الاخبار التي تؤكد انشقاقه عن النظام وتحديدا في هذا اليوم حيث نقلت وسائل الاعلام التابعة لمشيخات النفط والغاز عن مصدر موثوق في الجيش السوري الحر بان فاروق الشرع قد انضم الى قائمة المنشقين عن بشار الاسد وبانه بالتنسيق والتعاون مع الجيش الحر الذي يفرض سيطرته الثورية على 70% من الاراض السورية قد " شمّع الخيط ليلا وتوجه هاربا شطر الاردن وبصحبته اثنين من كبار الجنرالات الثوريين "، تاركا مهمة نفي الخبر جملة وتفصيلا للقدسي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية وللمتحدث الرسمي باسم مكتبه متمثلا بالاسلوب المتبع من جانب الهة الوثنيين والموحدين من اتباع الديانات السماوية في مخاطبة البشر وايصال وصاياهم وتعاليمهم لهم عبر الانبياء اليهود وابنه يسوع حصرا مع ان تعاليمه لا زالت تواجه رفضا ان لم يكن استخفافا من جانب الملحدين والوثنيين والكفار الذي يشكلون الجزء الاكبر من سكان الكرة الارضية ولن تكتسب تعاليمه اية مصداقية بنظرهم الا اذا خاطبهم الرب وبصوت ينطلق من سدرة المنتهى او بعث لهم رسلا تنادي بتعاليمه من اشخاص متوفين يمتون اليهم بصلات القربى ، اليس هو كما يؤكد ابنه الوحيد يسوع على كل شيء قدير؟؟ من هنا يمكن القول ان فاروق الشرع لا يقف الى جانب رئيسه بشار الاسد في تعاطيه مع الازمة السورية كما لا يؤيده في استخدامه الوسائل العسكرية للقضاء على الجماعات الاسلامية التكفيرية المسلحة ، فلو كان يؤيده في توجهاته لبادرالشرع عبر وسائل الاعلام المحلية والدولية الى الاعلان عن تاييده لكافة الاجراءات التي اتخذها بشار مع تاكيد رفضه التحاور مع ممثلي الجيش السوري الحر والمجلس الوطني للمعارضة السورية استنادا الى ممارستهم على الساحة السورية ومواقفهم حيال الازمة السورية وارتباطاتهم المشبوهة بالدوائر الامبريالية والانظمة الرجعية العربية التي اثبتت انهم لا يمتون للمعارضة الوطنية باي صلة وبانهم مجرد ادوات تستخدمهم هذه الجهات المعادية لمصالح الشعب السوري وتطلعاته من اجل تدمير الدولة السورية وتفكيكها الى دويلات ضعيفة تدور في فلك الامبريالية وتخدم مصالحها في المنطقة العربية ، ولما حاول الشرع ان يتوجه الى موسكو بعد وقت قصيرمن دعوة مجلس الجامعة العربية الذي يهيمن عليه ويوجهه ممثلو حكام مشيخات النفط والغاز الى تنحي بشار الاسد والى نقل السلطة لنائبه فاروق
الشرع للتباحث مع المسئولين الروس في هذه المسالة والحصول على موافقتهم ثم يعود على اعقابه من مطار دمشق بعد ان منعت اجهزة الامن السورية اقلاع طائرته المتوجه الى موسكو ، ولهذا لا استبعد انه حاول الهرب من سوريا باتجاه الاردن وفق الرواية التي بثها الناطق الرسمي باسم الجيش الحر، ولكنه فشل في التسلل الى الاردن بسبب القاء القبض عليه من جانب القوات السورية المنتشرة على هذه الحدود وفرض الاقامة الجبرية عليه ، والا لماذا لا يظهر عبر وسائل الاعلام السورية كي ينفي الفبركات الاعلامية للجيش السوري الحر، وليؤكد في نفس الوقت تناغمه وتاييده لكل خطوة يتخذها الجيش النظامي من اجل تطهير المدن والريف السوري من عصابات الاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة المسلحة ولاعادة الامن والاستقرار والحياة الطبيعية الى ربوع سوريا ؟ تبدو الانشقاقات بنظر طائفة كبيرة من المراقبين والمحللين السياسيين علامة على انهيار وشيك للنظام السوري وهو منظور لا يعكس واقع الحال حتى لو انشق بشار الاسد وشق عصا الطاعة على قيادة الجيش السوري التي امسكت بزمام السلطة ، بل يعكس عمليا تماسك وقدرة الجيش السوري في التصدى للمؤامرة الامبريالية وتصفية ادواتها الاجرامية على الساحة السورية كما تعكس توجهاته الثورية التي لا تنسجم مع توجهات المهادنين والمتواطئين والمتساقطين والفاسدين من بعض كبار المسئولين فى هرم النظام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا: السجن 42 عاما بحق الزعيم الكردي والمرشح السابق لانتخا


.. جنوب أفريقيا تقول لمحكمة العدل الدولية إن -الإبادة- الإسرائي




.. تكثيف العمليات البرية في رفح: هل هي بداية الهجوم الإسرائيلي


.. وول ستريت جورنال: عملية رفح تعرض حياة الجنود الإسرائيليين لل




.. كيف تدير فصائل المقاومة المعركة ضد قوات الاحتلال في جباليا؟