الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما أحوجنا إلى مثل هؤلاء الزعماء الكبار... البسطاء في عيشهم!!!

المختار النحل

2012 / 8 / 19
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


ما أحوجنا إلى مثل هؤلاء الزعماء الكبار… البسطاء في عيشهم !!!

خصصت جريدة المساء في عددها 1837 بتاريخ 18-19 و 20 غشت 2012 اربع صفحات لملف يتعلق بالتعويضات السرية " لخدام الدولة " من كبار موظفيها و أطرها التابعون لعدة مؤسسات عمومية.
إن خطورة ما جاء في الملف تكمن في ما أقدم عليه كل من عباس الفاسي الوزير الأول السابق، و صلاح الدين مزوار وزير مالية حكومته من توقيعهما على عشرات المراسيم في يوم واحد ، كان ذلك يوم فاتح يوليوز 2011 ، تلك المراسيم التي قضت برفع و مضاعفة التعويضات التي يحصل عليها كبار موظفي الدولة !!!.
بعد مرور سنة على تلك القرارات المشئومة ، و بعد التصديق على دستور قيل أنه حصل على إجماع المغاربة يحق لنا الآن نتساءل :
- هل كان التوقيع على تلك المراسيم يوم فاتح يوليوز 2011 عن طريق الصدفة ، و هو نفس اليوم الذي كان فيه جزء من المغاربة يصوتون على الدستور الجديد ؟
- كيف أمكن لدولة تتبجح بنظامها الديمقراطي أن تقدم على مثل تلك الإجراءات في الوقت الذي تحرم فيه الآلاف من شبابها من الحصول على شغل يضمن كرامتهم؟
- هل يكفي فضح هذا المسلسل الطويل من الفضائح، دون اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالقطع معه و مع مخلفاته؟
لقد أنهى عباس الفاسي ولايته السابقة على رأس وزارة التشغيل و التكوين و التنمية الاجتماعية و التضامن بفضيحة " النجاة " التي ذهب ضحيتها ما يقارب 30 ألف من الشباب المغربي، و ختم ولايته وزيرا أولا بفضيحة أكبر منها إسمها " التعويضات ".
صلاح الدين مزوار الذي انفجرت أمامه فضيحة التعويضات التي كان يتقاضاها أثناء توليه منصب وزير الاقتصاد و المالية، اعتبرها بكل جرأة و بساطة تعويضات قانونية و هاجم معارضيه و نعتهم بأقبح النعوت !.

ملف جريدة المساء يستحق القراء ة لأنه يفضح سلوك الدولة في تعاطيها مع الأزمة في أوج الربيع العربي و ذلك بالاستمرار في تكريس اقتصاد الريع على طريقتها المخزنية في الوقت الذي لا يزال شباب حركة 20 فبراير مستمرين في رفع شعار إسقاط الفساد و الاستبداد.

بعد الاطلاع على ما جاء في جريدة المساء و على ما يتقاضاه حكامنا و أتباعهم من أجور عالية ، و يعيشون حياة خيالية، لا بد من وضع مقارنة للاسترشاد بسيرة رؤساء دول، الموتى منهم و الأحياء، الذين أعطوا و يعطون أروع الأمثلة في التفاني في خدمة شعوبهم، عاشوا و يعيشون عيشة البسطاء و الفقراء، فدخلوا التاريخ من أبوابه الواسعة... عظماء !

1- جمال عبد الناصر ثاني رؤساء مصر:
يعتبر عبد الناصر من أهم الشخصيات السياسية في الوطن العربي وفي العالم النامي للقرن العشرين والتي أثرت تأثيرا كبيرا في المسار السياسي العالمي. عرف عن عبد الناصر قوميته وانتماؤه للوطن العربي، وأصبحت أفكاره مذهبا سياسيا سمي تيمنا باسمه وهو "الفكر الناصري" والذي اكتسب الكثير من المؤيدين في الوطن العربي خلال فترة الخمسينيات والستينيات.
بعد وفاته في 28 شتنبر 1970، قامت الأجهزة الرسمية بإحصاء ممتلكاته بالداخل و الخارج، فلم تعثر على أي شيئ يثبت امتلاكه لثروات خارج مصر.
كان يتقاضى راتبا شهريا صافيا قدره 395 جنيها و 60 قرشا و 7 مليم.
بعد وفاته كان يحمل في جيبه 84 جنيها ، لم يترك لزوجته دخلا خاصا غير معاشه، و تم نشر كل ممتلكاته بالتفصيل لعموم الشعب المصري الذي تأكد له بالملموس تواضع رئيسه الراحل حيا .

2- خوسيه موخيكا :

رئيس دولة الأوروغواي، هو مناضل ثائر حمل السلاح في وجه النظام الدكتاتوري الذي حكم الأوروغواي سابقا، تعرض لعدة جروح أثناء المعارك إلى أن انتصرت الثورة و حصل التغيير الذي قاده ليصبح رئيسا لبلاده في سنة 2012.
بعد توليه الحكم، لم يطلب مهلة ( 100 ) يوم أو إعطاءه الوقت الكافي كما يفعل ملوكنا و رؤساؤنا ، و رؤساء حكوماتنا، بل أبان في زمن قياسي عن عظمته كرئيس حقيقي يريد الخير لبلاده و لشعبه، و ذلك عن طريق الفعل و ليس القول كما يفعل حكامنا العرب و خدامهم .
يتقاضى راتبا شهريا ( 12500) دولار، يأخذ منه 90% أي (11300) دولار و يتبرع بها للفقراء و المحتاجين و يحتفظ لنفسه ب 10% أي(1250) دولار.
لم يكتف بهذا بل فتح القصر الجمهوري لإيواء المشردين إلى حين توفير مأوى يليق بهم كمواطنين بعيدا عن أي ضجيج أو بهرجة إعلامية ! كما سبق له أن احتضن في قصره امرأة و أبنائها إلى أن قامت المصالح الاجتماعية التابعة للدولة بتوفير مأوى لهم.

3- محمود أحمدي نجاد :

رئيس دولة كبيرة بسكانها و بقوتها العسكرية ، غنية ببترولها، يعيش ببساطة في جنوب طهران الذي يعتبر الأفقر في المدينة ، يقيم في بيت صغير الحجم ورثه عن أبيه. أجره الشهري يعادل 250 دولار يتقاضاه بصفته أستاذا في الجامعة، يركب سيارة قديمة تعود إلى سنة 1977. يفرض على الوزراء الجدد شروطا عديدة تلزمهم بالبقاء في مستواهم المعيشي إلى أن يغادروا الوزارة كما دخلوها، و ألزم المصالح المختصة بمراقبة حساباتهم البنكية و مصاريفهم، و حرم على أقاربهم الاستفادة من موارد الدولة. همه الأول و الأخير جعل إيران دولة كبرى ، يدافع عن حق بلاده في امتلاك القوة النووية و العسكرية لمواجهة الخطر الامبريالي الصهيوني.

فهل يا ترى يستطيع الملوك و الرؤساء و الوزراء العرب أن يصرحوا بممتلكاتهم للرأي العام ، و أن يعيشوا عيشة البسطاء، و يأخذوا العبرة من أمثالهم الذين جرفهم سخط الجماهير إلى مزبلة التاريخ؟
في انتظار ذلك، نقول باعتزاز :
ما أحوجنا إلى مثل هؤلاء الزعماء الكبار البسطاء : جمال عبد الناصر، خوسيه موخيكا محمود أحمدي نجاد .


المختار النحل
سلا في 18/08/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم