الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من قتل رفيق الحريري؟؟؟

محمد الحاج ابراهيم

2005 / 2 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


ذهب للسعودية للعمل بغاية تأمين حاجته من المال لإكمال تحصيله الجامعي كونه من وسط متواضع،وفي السعودية تمكن من نسج علاقات بناها بصدق الصادق ومن هنا بدأ مشواره مع الغنى والثروة.
لم يكن أنانيا إذ ميّز بين رأس المال الأعمى عن المبصر الذي يحقق تطورا اجتماعيا فسعى لمساعدة شبان بلده بتأمين أعمال لهم ليعودوا أقوياء ،وتطورت أعماله ومشاريعه لتتحول إلى ثقافة ووعي جديد يختلف كثيرا عن ممارسات الأغنياء الذين يكنزون الذهب والفضة من منطلق إدراكه بأن هذا المال يمكن أن يغير حياة الناس من الاستجداء إلى العمل الذي يصنع ويحمي كرامة الانسان وما أن دخل عالم السياسة حتى استطاع الحضور كرجل أعمال ناجح.
ثقافته القومية الوطنية الميدانية وليست التنظيرية مضافا لها إمكانياته المالية دفعته لرسم المشروع الذي يُنقذ بلده مما هو فيه من اقتتال صنعه أمراء الحرب التقليديين فكان مشروعه الثقافي الذي نبش الأرض ليصنع ثورة لم يعرف عنها أحدا إلاّ بعد استشهاده فكان التأسيس لمؤسسة الحريري التي، وحسب الاحصاءات، خرّجت مايقارب40.000جامعي بين طبيب ومهندس ومحامي و835خريج من حملة شهادة الدكتوراه جميعهم كانت وظائفهم مؤمنه،والميزة بهذا الأداء أن هذه الأعداد من الجامعيين لم يكونوا من طائفته بل كانوا لبنانيين وكأنه أوجد ديانة أسماها الدين اللبناني أي زرع انتماء كان لبنان بحاجة ماسة إليه،خاصة جيل الشباب ومن له علاقة بهذا الجيل .وهذا ماأدى إلى توحد لبنان علانية حول رفيق الحريري صاحب مشروع الوحدة الوطنية ذات البعد القومي العربي، كان مشروعه هو تحقيق الوحدة الوطنية الداخلية في لبنان خلال عقدين من الزمن والانتقال بالوعي من وعي ماقبل وطني إلى وعي وطني حداثي بكل مافي الكلمة من معنى وبذلك تبدأ رحلة البناء والاعمار بكل جوانبها الاقتصادية والثقافية والسياسية ففي الوقت الذي بدأ بالنهضة العمرانية لبيروت ومناطق أخرى من لبنان أرفقها بنهضة ثقافية سياسية غايتها التحرر من آثار الماضي لخلق وعي جديد يريح المواطن اللبناني من معاناته على أساس المواطنية الشريفة النظيفة التي عجزت الأحزاب والقيادات التقليدية عن تحقيقها.
كان يُدرك أن الأحزاب السياسية الفاعلة في الساحة اللبنانية لازالت تملك من ثقافة الماضي الكثير فراهن على الزمن المترافق مع البناء العادل والمشاركة العادلة لكل من يحمل هوية لبنان،ومن خلال انخراطه بالعمل السياسي أدرك موقعه المنتج الذي يحقق مشروعه الوطني فشكل مركزا للحركة السياسية اللبنانية بتناقضاتها إذ كان على مسافة متساوية من جميع الفرقاء وقام بجهد كبير من خلال علاقته بفرنسا لحماية المقاومة المتمثلة بحزب الله-شهادة أمين عام حزب الله-من عدم إدراجه على لائحة الارهاب التي سعت اسرائيل إليه.
علاقته بسوريا قامت على أساس البعد القومي الذي يؤمن به فكانت علاقة متوازنة كانت على أساس المصلحة القومية والضرورة التي يفرضها الواقع أمام مشاريع اسرائيل في المنطقة من تفتيت الدول المجاورة لهذا الكيان وإضعافها إذ كان يُدرك ذلك برؤية العربي المتحسس للظلم الواقع على الشعب الفلسطيني والعربي بشكل عام ولم يتوانى عن طرح قضية فلسطين والاراضي العربية المحتلة في أي محفل أو لقاء دولي.
بعد هذا العرض لمواصفات هذا الرجل يُطرح السؤال الصعب(من قتل الحريري؟)وهذا بدوره يطرح أسئلة أخرى:
1-من المستفيد من بقاء الحريري؟
2-من المتضرر من بقاء الحريري؟
3-من المستفيد من غياب الحريري؟
4-من المتضرر من غياب الحريري؟
المستفيد من بقاء الحريري:
1- لبنان بكل طوائفه وأحزابه فقرائه ومسحوقيه،المواطن اللبناني المحتاج للأمن والأمان والاستقرار الاقتصادي والسياسي، المقاومة الوطنية والاسلامية في لبنان، فرجل الاعمار هذا كان بطريقه لخلق ثقافة التوحد والعمل والبناء لشعب بأكمله.
2- العرب وبالأخص سوريا حيث التداخل التاريخي بين البلدين والتكامل الاقتصادي ووحدة الموقف السياسي بما يتعلق بالمفاوضات بخصوص الأراضي العربية المحتلة.
المتضرر من بقاء الحريري:
1-من كان ضد مشاريعه من بناء وإعمار ومشاريع دراسية لتكوين كادر علمي قائم على أساس الانتماء الوطني المتحرر من ذيول الماضي بما حمل من ألم لخلق متحد نفسي وثقافي ومكوّن جديد لشخصية جديدة للمواطن اللبناني قائمة على النهوض بالوطن.
2-من كان ضد المقاومة الوطنية والاسلامية في لبنان التي حاول بكل جهده حمايتها من أعداءها.
3-من كان ضد مشاريعه القومية العربية التي تشكل تهديدا له.
4-من كان متضررا من حماية حزب الله وإفشال سعيه لإدراجه على لائحة الارهاب.
باعتقادي ليس من فصيل في الساحة اللبنانية والعربية والاسلامية له مصلحة بغياب رفيق الحريري بل على العكس فغيابه شكّل فراغا كبيرا وألما لكل عربي في العالم أجمع والمستفيد الوحيد من غيابه اسرائيل المغتصبة لفلسطين والأراضي العربية المحتلة وهذا الكيان ليس له مصلحة في تشكُّل هذه الظاهرة الاعمارية اللبنانية القومية العربية في أكثر من مستوى والتي ترد على ضعف الأمة بمحاولة إنهاضها من جديد بدءا بلبنان الديمقراطي الحر.
يُمكن أن تكون الأداة محلية لكن المخطط اسرائيلي والأداة فردية على الأغلب وليست حالة أو حزبا أو دوله وبانتظار التحقيقات الجارية بهذا الخصوص وتبيان نتائجها ستنجلي ملابسات هذه الجريمة المستهدفة رجلا سعى بكل إمكانياته للنهوض بالأمه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على