الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة راقصات

حسين علي الحمداني

2012 / 8 / 19
كتابات ساخرة


أخبار سارة ينقلها بعض الأصدقاء من إن الحياة عادت لملاهي بغداد ، وهي أخبار تؤكد بداية تحسن تام للأوضاع الأمنية، قد يقول البعض بأنني من رواد الملاهي، لا أبدا لكن أجد بأن الأمان الحقيقي عندما تظل شوارعنا صاحية حتى الصباح ، وأفرح كثيرا عندما أسمع أحد الجيران يقول ( سرقوا ما طور الماء ) هذا يدلل على إننا بخير ، لأن سرقة ماطور ماء أو قنينة غاز يعني بأننا رجعنا لزمن اللصوص والحرامية وغادرنا مرحلة الخطف والدفاتر والتهجير .
لكن صاحبي الذي نقل الخبر كان مهموما لأن لا راقصات في الملاهي ، فقلت له بأن السبب يكمن بأن من كن يمارسن مهنة الرقص قد هاجرن أو هُجرن ، والكثير منهن ذهبن لدول الجوار وأبعد من الجوار ، معادلة سيئة في العراق كانت ، غادرت الراقصات والمطربات والممثلات وبدل عنهن جاء الإنتحارين ، يعني هجرة معاكسة صدرنا أميرات الرقص والغناء وصدروا لنا أمراء الإرهاب.
قلت لصاحبي بأن الأمر مفزع حقا أن نعاني نحن بلد ألف ليلة وليلة من نقص في الراقصات، وهذا إن دل على شيء فإنما يدلل على الجفاء العربي إزائنا ، والازدواجية الكبيرة في تعاملهم معنا ، متناسين بأننا ومنذ فجر التاريخ كنا أكبر مستورد للجواري في العالم وإن أسواق النخاسة في بغداد تشبه أسواق البورصة الآن ، وإن الكثير من العراقيين آنذاك كان عندما يذهب لشراء الفواكه والخضروات يجلب معه جارية ، لهذا فإن العرب وخاصة مصر ولبنان وسوريا وتونس مطالبة بهدم الفجوة بينها وبيننا ، لهذا فإن الدعوة لقمة عربية استثنائية من شأنها أن تضع النقاط على الخصور وتعالج مسائل عديدة ذات أولوية لنا كشعب فارقنا الفرح منذ سنوات ، وإن أكثر الفرق الموسيقية التي يتم استئجارها في الأفراح لازالت تعزف لنا ( يا كاع ترابج كافور ) و ( الله يخلي الريس )و( هي يا أهل العمارة) ، ويحق لنا كما يحق لغيرنا من أن نعيد المياه لمجاريها وأن تستعيد ملاهي العراق عافيتها المعروفة وأن نسعى جميعا لبلورة رؤية مشتركة لمعالجة مواطن الخلل في هذا الشأن.
وهذا ما يجعلنا أمام خيارات عديدة أهمها بأننا بلد نفطي ويمكننا مقايضة النفط بالهز على غرار النفط مقابل الغذاء ،مستغلين تداعيات الربيع العربي وسيطرة القوى السلفية على أكثر من دولة عربية مانعة الرقص والهز والطرب وبالتالي فإن أبوابنا يجب أن تكون مفتوحة لاستقبال لاجئات دول الربيع العربي من اللواتي تبدأ أعمالهن من العاشرة ليلا وحتى ساعات الصباح الأولى ، خاصة وإن الكثير من الدول العربية يعتمد اقتصادها بالدرجة الأولى على فيفي عبده ورفيقاتها وهن عبارة عن آبار نفط متنقلة وكثيرا ما إستفاد نظام سي حسني منهن في تلميع صورة مصر،لهذا فالمطلوب الآن أن نمحو نحن العراقيين صورة سيئة حفظتها ذاكرتنا عن الإنتحاريين العرب الذين جالوا وصالوا في شوارعنا ومدننا ، وجاء اليوم الذي نتصالح ونفتح عيوننا الواسعة لاستيعاب رقص فيفي عبده وأخواتها من أجل أن نمحو الصورة السيئة التي رسمناها لمصر وتونس وليبيا واليمن عبر صور ( الإنتحاريين وأمراء الحرب).
صاحبي لم يكن متفائل في وجود دعم عربي لقضيتنا هذه وقال لماذا لا نعتمد على الاتفاقية الإطارية الموقعة مع واشنطن في هذا الصدد ، وما فائدة الاتفاقية الموقعة مع الإتحاد الأوربي إن لم تكن تدعم النشاط الترفيهي في العراق؟ قلت له يا صديقي : أوربا وأمريكا ( ضاميها للأكبر ) أما مسألة إستيراد راقصات فهي مسألة بإمكان أي دولة عربية تصدر لك خاصة في ظل وجود فائض كبير لدى دول معروفة بإنتاجها الجيد وسمعتها العالية في هذا المجال.
هنا قال صاحبي وقد ارتسمت على محياه ابتسامه عريضة : فعلا إللي يصدر لك انتحاريين يصدرك لك راقصات.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا


.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ا




.. دوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة ال


.. أرملة جورج سيدهم تتبرع بقميصه في مسرحية المتزوجون بمزاد خيري




.. ندوة الرواية والفنون: روايات واسيني الأعرج أنموذجا- الجلسة