الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى دعاة المصالحة بين الضحية والجلاد

حمزة الشمخي

2005 / 2 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إذا كانت ذاكرة البعض من دعاة المصالحة، مع قتلة أبناء الشعب العراقي ضعيفة الى هذا الحد ، فأن ذاكرة أبناء العراق وخاصة، من الذين ضحوا وتضرروا وتعذبوا، وكذلك أهالي ومحبي الشهداء ، لا زالت نشطة وحيوية ، ولا يمكن أن تنسى سنوات حكم الدكتاتورية الظالمة. بكل إرهابها وحروبها وسجونها وإعداماتها ومقابرها الجماعية والى مانحن فيه الآن .
ونريد أن نسأل هؤلاء ... من دعاة المصالحة ، دعاة نسيان كل هذه الجرائم وآثارها التي لايمكن أن تنسى بهذه السهولة ، لأنها تركت أثرا داميا وجرحا عميقا في قلوب أغلب العراقيات والعراقيين.
نريد أن نسألهم ....؟؟ .
من يصالح من ؟؟ .
ومع من تريدون أن نتصالح ؟؟ .
وهل تريدون منا، أن نمد أيادينا ، الى تلك الأيادي التي تلطخت بدماء أبناء شعبنا العراقي ؟؟ .
وهل تريدون منا أيضا، أن نكافئ هؤلاء القتلة،على ما إقترفوه من جرائم بحقنا جميعا ، بدلا من تقديمهم الى المحاكم ؟؟ .
وهل يعقل أن يتساوى الضحية والجلاد في هذا العراق الذي نريد ؟؟ .
ومن خولكم أن تتحدثوا بإسم الضحايا والمتضررين ؟؟ .
ومن أعطاكم الحق أن تتصالحوا بإسمنا مع القتلة والمجرمين ؟؟ .
وأن تعملوا من أجل أعادتهم مرة ثانية، لكي يساهموا في العملية السياسية تحت يافطات ومسميات جديدة ، بعد أن غيروا يافطاتهم القديمة الدموية المخزية .
إذن لا يمكن الحديث عن المصالحة ، لأن الصراع كما تعرفون، كان بين الأغلبية الساحقة من أبناء العراق وأحزابه وقواه السياسية الوطنية من جهة ، وعصابة من المجرمين الذين سطوا على السلطة بالضد من إرادة الشعب من جهة إخرى ، وليس بين طرفين متخاصمين لكي يتصالحا.
فعلى من يكافح ويعمل، من أجل سعادة الشعب وبناء الوطن ، أن يطالب ويعيد كل حقوق الضحايا والمتضررين وفق العدالة والقانون ، بدلا من أن يجعل من الضحية جلاد ومن الجلاد ضحية !! أو أن يتساويا في الحقوق .
ومن المعروف، أن المتضررين والضحايا، لا يطالبون بالثأر والرد العشوائي على هؤلاء القتلة ، بل يريدون تقديم، كل من ساهم وإرتكب جرم بحقهم، أن يقف أمام القضاء لكي ينال جزاءه العادل .
فكل من يدعو الى مصالحة القتلة، لا مكان له في صفوف جبهة العمل والنضال من أجل عراق الأستقلال والأمن والعمران ، جبهة الشعب من أجل القضاء على الإرهاب والجريمة ، وبالتالي إنتصار دولة السيادة والقانون واليمقراطية ، التي تحفظ حقوق الجميع دون تمييز .
وأخيرا ، لا مصالحة مع الجلادين. ولا تهاون مع من يريد أن يتصالح معهم ، على حساب ضحايا العراق ومتضرريه وشهداءه الأبرار .
فعلينا جميعا أن نطالب وبقوة ، الإسراع بمحاكمة المجرمين، وفي مقدمتهم السجين صدام ، والعمل الجاد من أجل القاء القبض على المجرمين الآخرين، في داخل العراق وخارجه، وأحالتهم الى القضاء.
لأن صورة العراق الذي نريد ، العراق الجديد، لايمكن أن تكتمل، وقتلة أبناءه ، يسرحون ويمرحون من دون عقاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم الرهائن الأربعة الذين حررهم الجيش الإسرائيلي في قطاع غ


.. واشنطن تشارك في تحرير الرهائن الإسرائيليين | #غرفة_الأخبار




.. حزب الله يصف الحرب المقبلة مع إسرائيل بحرب -النهاية- | #غرفة


.. غنى لها نتنياهو.. الرهينة الإسرائيلية الأشهر المحررة من قبضة




.. الوسطاء العرب صعدوا من ضغوطهم على حماس بغية الوصول لتهدئة |