الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحادي عشر من أيلول/سبتمبر اللبناني

نايف سلوم
كاتب وباحث وناقد وطبيب سوري

(Nayf Saloom)

2005 / 2 / 20
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


عندما كانت الطائرات تصدم بجسدها المعدني البارد مبنى برج التجارة العالمي كان النظام الأمريكي متواطئ معها في سبيل تأسيس مرحلة جديدة من غزو بلدان العالمين الثاني والثالث خاصة ما كان خارج التحكم الإمبريالي . والخروج من الانسداد السياسي الذي كانت تعاني منه السياسات الأمير كية والإسرائيلية . وليعطي النظام الأميركي لنفسه شرعية قومية أميركية ؛ شرعية للنظام الإمبريالي ، ولإسرائيل فوق "الشرعية الدولية" المعهودة ، بالتالي شرعية للبطش بالعالم، ولينزل بقواته العسكرية والأمنية حيث يشاء ، وليقتل من يشاء ولينتهك أي بلد يشاء. هكذا قرر الحرب على العراق واحتلاله باسم هذه "الشرعية القومية " الأمير كية (أمن أمريكا قبل أمن العالم أجمع ) ، وهاجم أفغانستان ويوغسلافيا/صربيا وقصف ليبيا وحاصرها مع إيران وكوريا الجنوبية وسوريا واجتاح بنما واعتقل رئيسها ودخل هاييتي وقبلها اجتاح جزيرة غرينادا الصغيرة بهذه الشرعية الأمير كية وبحجة تخليص هذه الشعوب من أنظمة مستبدة ، كون هذه الأنظمة تشكل خطراً ليس على شعوبها هي بل على الأمن القومي الأميركي وعلى رفاه الشعب الأميركي !
لقد كان التواطؤ الأميركي في 11 أيلول منطقياً لخلق خصوم شبحيين في العالم أجمع ولتبرير استعادة ما خسرته الإمبريالية الأمير كية من مناطق نفوذ وسيطرة بعد الحرب العالمية الثانية.
ويأتي تفجير موكب رفيق الحريري ليشكل 11 أيلول لبناني أو "ميني 11 أيلول" الهدف منه الخروج من مأزق "الشرعية" المحلية والإقليمية الذي كرسته عشرات السنين من السيطرة السورية في لبنان ومعها انتصارات المقاومة اللبنانية . وبالتالي وضع السوريين وحلفائهم خاصة المقاومة اللبنانية تحت ضغط التحريض "اللبناني "الإضافي والتهديد الأمريكي الإضافي خاصة وأنه بعد مقتل الحريري مباشرة صعّدت الولايات المتحدة الأمير كية حملتها الدبلوماسية ووعيدها ضد إيران وسوريا وضد السودان في إقليم دار فور السوداني . بينما تم تجاهل الوضع العراقي وتهدئة الوضع في فلسطين .
يشكل الراحل الحريري صلة الوصل بين المعارضة اللبنانية من جهة وبين السلطة اللبنانية وسوريا من جهة أخرى . وضرب هذه الصلة يهدف إلى تأليب اللبنانيين على بعضهم البعض وتأليب المعارضة على المقاومة وسوريا وهذا يعني أن مصرع الحريري سيشكل بداية حملة قوية لإخراج الجيش السوري من لبنان ولقطع طريق الإمداد البري للمقاومة اللبنانية بحيث يصبح عزلها ومحاصرتها سهلاً سواء من البر أو من البحر والجو . وسيشكل مصرعه أيضاً بداية حملة قوية من التحريض ضد كل تواجد سوري في لبنان من العمالة السورية إلى الجيش.
بهذا تظهر الولايات المتحدة، عبر تحريض المعارضين اللبنانيين وتشجيعهم، على إظهار أي تدخل عسكري أمير كي لاحق على أنه مطلب شعبي لبناني وإظهار تدخلها على أنه تدخل عسكري إنساني .
لم يستطع 11 أيلول الأميركي فتح الشرق الأوسط وتفكيكه في سبيل بناء الشرق الأوسط الكبير الأميركي الإسرائيلي ، لذلك كان لا بد من 11 أيلول لبناني ليساعد في إنجاز المهمات اللاحقة التي واجهتها مقاومات وعقبات . وقد تزامن كل هذا بتكثيف المراقبة على إيران ، وزيادة الضغط والوعيد لسوريا . ولن يكون بعيداً دفع المعارضين الموارنة والدروز في لبنان للقيام بأعمال عنف ضد الوجود السوري في لبنان بكل أشكاله لدفع الجيش السوري للتورط في معارك صغيرة تستدعي تدخلا عسكريا أميركياً إسرائيليا مشتركاً لقطع الإمداد البري للمقاومة اللبنانية . بالتالي جر المقاومة اللبنانية إلى مواجهة مباشرة مع القوات الأميركية .
من مفارقات عمل النظام الإمبريالي في العالم وخاصة في الشرق الأوسط أن نشاطه العولمي ودعوته للديمقراطية عبر الأعمال المسلحة ، وادعاءه بتحديث هذه المجتمعات تتزامن بنمو مبالغ فيه للحزب الديني وللطائفية والعشائرية ، ولكل أشكال الروابط وأشكال الوعي ما قبل القومية الحديثة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل