الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الى الذين يندبون الحظ لفوز ألإسلاميين

سامي بن بلعيد

2012 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الى الذين يندبون الحظ نظراً لفوز الاسلام السياسي في بلدان الربيع العربي
مفارقات لا يستصيغها العقل ... إرهاصات وأصوات متذمّرة واستنكار الى درجة تحوّل بعض من كان يتصف بالأُممية الثورية الى مشكك في مسار الثورات السلمية لا لأنها سلبية بل إن الأمر يتعلّق بواقع العداء والخلاف والاختلاف مع الاسلاميين

الأقطار العربية مفتوحة والثورة السلميّة تحرّكت على أوسع نطاق وشعاراتها ـ بغالبية ملحوظة ـ ثورية مدنية على درجةٌ من الاتساع إلى اليسار منها الى اليمين , والثورات ليست ثورات جياع كما يروّج لها حكام الفساد وأزلامهم فتلك نظرةٌ حيوانيّة بحته , وليست ثورات بتوجيهات غربية كما يدعون ويظهرون حرصهم على هوية الأمة ونسوا بأنهم يقطعونها إربا منذ عقود

الشعوب جاهزة ولا زالت جاهزة وقامت بأعمال جبّارة عجزت عن القيام بها أغلب النُّخب المثقفة في أقطار الربيع ... ولكن ردود الفعل والتجاوب مع الثورات السلمية من قبل اليسار الثوري وبعض الكيانات ذات الميول اليسارية كانت قاصرةٌ في أغلب ألأحوال ومجافية في بعض الأحوال ألأخرى وكأننا أمام إيحاءات ودلالات واضحة تتحدّث لسان حال أولئك المقصرين بحق الثورة وتقول ثوروا وجهزوا لنا الواقع وكراسي الحكم وأرسلوا لنا دعوة للحضور من أجل أن نقود البلاد

إنها فرصة تأريخيّة كانت سانحة ولا زالت وطريق الثورات الربيعية طويل ووصول الإسلام السياسي الى الحكم ليس بمشكلة بقدر ما هو قدر عظيم أخرج الاسلاميين من المتارس الخلفية التي كانت تشغل الشعوب الى السطح وأصبحوا تحت المجهر والتجرية فإن أزداد نجاحهم فمزيد من اللوم على الطرف الجامد ـ المُكتفي بالإنتقاد ـ أما في حال فشل الاسلاميين ـ وهو الأمر المرجّح ـ سيكون سقوطهم مدوي ونهوضهم ثانيتاً مستحيل

لكن دعونا نقف أمام ألأمر الأهم ... أولئك المكتفين بالعويل والنواح والصراخ والشجب والاستنكار لفوز الاسلاميين ... دون أن يسألوا أنفسهم أين هم غائبين ؟
ولماذا تركوا الأبواب مفتوحةً للإسلاميين ؟ لماذا لم يحسنوا الوصول الى الشعوب ... وفضلوا النظر الى مجريات ألأحداث من على قمة جبل عالي بخيلاء ونرجسية مفرطة وإختلاف فيما بينهم حتى أصبحوا مثل خيط العنكبوت

أتمنى ممن لا زال ينظر الى الواقع من عيون العقل والمنطق الأنساني أن يقف أمام ذوي الظاهرة الصوتية المزعجة ومن يعملون بطريقةٌ مجرّدة عن الواقع ويكتفون بالشعارات والنقد دون تقديم أدنى الحلول ألإستراتيجية التي تخرج الشعوب من أزماتها

من وجهة نظري الشخصيّة إن أولئك العاجزين لا يخدمون قضايا الشعوب ولا يخدمون النهج اليساري الحقيقي الذي يهدف للعمل لصالح الجماهير
فإن لم يتنبّه العقلاء لمثل ذلك سيندفع اليساريين نحو المزيد من التيه والضياع وسيظرب الحظ لصالح ألإسلاميين الذين صاروا أكثر إنفتاح على أنفسهم وعلى الآخر

أدرك مقدماً إن الواقفين في أقاصي اليسار قد لا يطيب لهم الكلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لهذا نخاف
عاصم كامل ( 2012 / 8 / 20 - 02:35 )
انا اندب الحظ نظراً لفوز الاسلام السياسي في بلدان الربيع العربي, لان للتخلف الديني . اصبح صبغة رسمية, والدولة العلمانية وقعت اسيرة في قفص الاسلام السياسي. والثورات في معظمها هي ثورات الجياع والعاطلين وحملة الشهادات. وبشرعية غربية من اجل استغلال الثورة خدمة للمطامع الاستعمارية


2 - أخذت الجماهير زمام المبادرة ورفعت شعار إسقاط 1
التيار اليساري الوطني العراقي - المكتب ( 2012 / 8 / 20 - 07:40 )
أخذت الجماهير زمام المبادرة ورفعت شعار إسقاط النظام وأسقطت الأنظمة في ثورات شعبية

لقد آمن التيار اليساري الوطني العراقي إيماناً عميقاً بالانتفاضة الشعبية طريقاً لإسقاط الأنظمة العربية التابعة للاإمبريالية, وتصدى بكل الأسلحة النظرية والسياسية والاعلامية للأفكار الذيلية الانهزامية التي سادت برامج اليسار التقليدي, هذه الأفكار المتنكرة للماركسية والتي ذهبت بعيداً في انتهازيتها لحد التعويل على الامبريالية لإسقاط هذه الأنظمة.فانفجرت الثورات الشعبية العربية لتستكمل ما عجزت حركة التحرر الوطني العربي في انجازه. فالشعوب العربية لم تعد قادرة على العيش تحت وطأة الظلم والقمع والفساد والبطالة, كما أن الأنظمة التابعة لم يعد بوسعها الاستمرار في الحكم لمواجهة الغضب الجماهيري, وبعد تخلِ الكثيرمن القوى اليسارية عن رفع شعارإسقاط النظام واتجهت نحوالتحالفات الذيلية والسياسات الاصلاحية, أخذت الجماهير زمام المبادرة ورفعت شعار إسقاط النظام وأسقطت الأنظمة في ثورات شعبية مستمرة حتى تحقيق أهدافها النهائية الطبقية والوطنية.

التيار اليساري الوطني العراقي - المكتب لاعلامي


3 - إن المشككين بتلك الانتفاضات والثورات،من المتشائمين
التيار اليساري الوطني العراقي - المكتب ( 2012 / 8 / 20 - 07:45 )
الوضع العربي : مرحلتان في طريق الشعوب العربية نحو الحرية وتأسيس الدولة الوطنية الديمقراطية
مرحلة الاستقلال الوطني
شهد الوضع العربي وبالضبط منذ بداية تفكك السياسة الإستعمارية المباشرة لبريطانيا وفرنسا بعد الأثر العظيم الذي تركه نجاح ثورة أكتوبر 1917 في حياة الشعوب التواقة إلى التحرر, واندلاع الثورات التحررية الكبرى, مثل ثورة العشرين في العراق........

مرحلة الثورات الشعبية العربية الهادفة الى تأسيس الدولة الوطنية الديمقراطية

إن المشككين بتلك الانتفاضات والثورات، من المتشائمين باحتمال نجاحها، الذين أبدوا الريبة المفرطة بالقوى التي أنضجتها أو قادتها، وكذلك بالأهداف التي أدّت إلى نجاحها، من حيث هي - حسب أولئك المشكّكين - (مؤامرة) إمبريالية جنّدت بعضاً من الشباب العربي واستخدمت ثورة البعض الآخر من أجل العيش الكريم والديمقراطية من أجل إسقاط أنظمة انتهى دورها ولم يعد لها ما تعطيه واستبدال أخرى بها، مشابهة لها، مبنية على قيادة تجمع بين العسكر والقوى الدينية، على غرار النموذج التركي...


البرنامج السياسي
http://www.alyasaraliraqi.net/Alyasaraliraqi-alaltaieralyasari.html




4 - الى الاخ عاصم
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 20 - 07:49 )
لماذا وقعت الدولة العلمانية في قفص الاسلام السياسي ؟
هل لان العلمانية ضعيفة والاسلام السياسي قوي ؟
لماذا دوركم جامد من زمن طويل ؟ لماذا لم تتحركوا بين الجماهير وتنظموها وتحرروها من الجوع والتخلّف والبطالة حسب قولك ؟
انت تقول إن حملة الشهادات والجياع تحرّكوا في الثورة بشرعية غربية
إذن من باقي معك على الساحة ؟
أضن إنك خالفت الصواب وذهبت بعيداً أخي عاصم








5 - اليسار الماركسي والديمقراطيه-1
احمد مجدي ( 2012 / 8 / 20 - 08:49 )
واهم من يظن ان الماركسيين يؤمنوون بالديمقراطيه والتعدديه والمساله هنا لاتتعلق بالنوايا ولكن جوهر المعتقد السياسي نفسه لايسمح بديمقراطيه ولاتعدديه
ولااحترام لدوله القانون بمعناها الحديث- ولك ان تتخيل ان الماركسيين جاءوا الى السلطه وشرعوا بتنفيذ برنامجهم القائم علي تاميم وسائل الانتاج الرئيسيه وتغيير الشكل القانوني لها من ملكيه خاصه لافراد الي ملكيه الدوله -هل من الممكن يتم هذا بدون تدابير ذات طبيعه قمعيه واهدار للقواعد القانونيه المحليه والدوليه المستقره والتى جري التوافق عليها عند كتابه الدساتير والاتفافات الدوليه
ثم لك ان تتخيل ايضا انه في ظل اانتخابات برلمانيه تاليه(اذا سمح الماركسيون بحدوثها اصلا) اخفق الماركسيون وصعد الليبراليون وقاموا بوضع ايديولوجيا السوق الحر موضع التطبيق وخصخصه المؤسسات الاقتصاه التى تم تاميمها علي يد الماركسيين-النتيجه خراب مستعجل للاقتصاد ثم فوضي اقتصاديه شامله والاكثر من هذا لايتحدث الماركسيون ايضا عن كيفيه مواجه معضله التحكيم الدولي حال امتداد يد التاميم لمؤسسا ت اقتصاديه اجنبيه ذات اوضاع قانونيه مستقره-يتبع


6 - تابع الماركسيون والديمقراطيه
احمد مجدي ( 2012 / 8 / 20 - 10:20 )
والمدهش ان الماركسيين دائمو الانتقاد للاسلاميين بحجه عدم ايمانهم
بالديمقراطيه وانهم يستخدمون التقيه لحين وصولهم للسلطه ثم ينقلبون عليها
وموقف الماركسيين هنا كمن يري القشه في عين خصمه ولايري الخشبه في عينه
فالايديولوجيا التى يستندون عليها لاتسمح لابتعدديه ولابتداول سلطه ولاقتصاد الدولتي القائم علي احتكار الدوله لوسائل للانتاج والتخطيط المركزي لايستقيم ومفهوم تداول السلطه اطلاقا-دعك من التجارب التاريخيه التي استندت الي الماركسيه فابدعت في اهدار الحريات العامه وحتي علي مستوي حقوق الابداع الثقافي والفكري وحتي البحث العلمي علي سبيل المثال في الاتحاد السوفيتى تبنت
الدوله رسميا نظريات باليه في علم البيولوجيا لمجرد تمشيها مع الماديه الجدليه
اما عن الانتاج الادبي والفني فحدث ولاحرج عن دول تتبني اجهزتها التقافيه الرسميه منهجا تلزم به المبدعين(الواقعيه الاشتراكيه)
فباي منطق يصدق الناس الخطاب الماركسي الحالي عندما يتبجح باتهام الغير بعدم احنرام الديمقراطيه-فعلي الرغم من صحه الاتهام فانه ينسحب اول ما ينسحب علي
الماركسيين انفسهم
وماذا يدفعنا لتصديق ان نفس الاخطاء لن تتكرر مستقبلا


7 - أنزلوا من أبراجكم العاجية و التحموا بالجماهير
khaled lela ( 2012 / 8 / 20 - 10:29 )
ابان يوم أحتشـاد الأسلاميين فى ميدان التحرير 29 يوليو 2011 ( جمعة قندهــــار الأولى ) كتبت على صفحتى موبخـــا الأشتراكيين بأنكم تكتفون بالمحاضرات فى القاعات المغلقة و التى لايحضرها سواكم بينما الأسلاميين يحشدون الالاف من كل مصر و يكسبون كل يوم أرضــا جديدة ..... قام يومهــا كل أصدقائى اليساريين بألغــاء صداقتى لديهم و كمان عملولى ( بــلوك ) يعنى مش عايزين نشوفك تانى...... كل هذا قبل استفتاء
الدستور .... و أنتخابات مجلس الشعب .... و انتخابات الرئاسة.... اليوم يلطمون الخدود و يشقون الجيوب على وصول الاسلاميين للحكم .... اعزائى قوى اليســار لا تلوموا الشعب المصرى بل لوموا أنفسكم فأنتم لم تزلوا أبدا للجمــاهير ( قاعدون فى أبراجهم العاجية العالية منتظرين أختيار الناس لهـــم )...صعبة
تحياتى لك أستاذ سامى
خالد


8 - ثورات الربيع العربي
د.قاسم الجلبي ( 2012 / 8 / 20 - 14:37 )
ان ثورات الربيع في تونس ومصر وليبيا قاما بها اصحاب الفكر التقدمي اللبرالي المنفتح على العالم, وان الاسلاميين في هذه البلدلن كانت تقف موقف المتفرج اي بمعنى مقفا انتهازيا من هذه الحركات التحرريه, وبعد نجاحها النسبي تحركت هذه الاحزاب الدينيه بعد ان تلقوا الدعم المادي والمعنوي من قبل دول الخليج حامله الفكر القمعي الشمولي السعوديه وقطر الى ان وصلت هذه , الثورات الى ما وصلت عليه الان من تشرذم وما الت اليها الامور الى اسوء حال ,, بالاضافه الى موقف امريكا من خوفها من وصول اليسار الى دفه الحكم كل هذه العوامل اوصلت احزاب الاسلامالسياسي الى الحكم وانهم سيفشلون لاءن الشريعه الاسلاميه ستصطدم في النهايه مع ا الكثير من مفاهيم امور الحياه الاقتصاديه والثقافيه المعاصره


9 - إلى الهيئة ألإعلامية للتيار اليساري العراقي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 20 - 20:26 )
ما طُرح من أمامكم كان إيجابياً ... ولو أن كل اليساريين تصرفوا كذلك لكانت أوضاع الثورات في حالٍ أحسن مما هي عليه
وبرغم طرحكم الجميل إلاّ أن تأثيركم لم يبلغ مداه
ومع ذلك يعتبر موقف ومشرّف ومحسوب
كما أن الاشارة الى المرجفين والخوافيين والمُشككين هي حقيقية ولها تأثيرها الخطير على مُختلف مراحل الثورات العربية , فأولئك يفترض إنهم أول من يحاسب
المآل الأهم
ما هي إستراتيجتكم بخصوص ثورة الشباب ؟


10 - أنأ اجيبك على سؤالك سيد بلعين وبكل سهولة
بشارة خليل قـ ( 2012 / 8 / 20 - 22:48 )
تتسائل حضرتك ((ولماذا تركوا الأبواب مفتوحةً للإسلاميين ؟ لماذا لم يحسنوا الوصول الى الشعوب)) حسنا متى امتلك اليسار والتيار التقدمي مئات آلاف المساجد والتكايا والزوايا كمنابر للترويض وغسيل الدماغ؟ متى امتلك اليسار فضائية واحدة يتيمة يتواصل بها مع البشر؟ متى تكلم اي مفكر يساري وتقدمي ولم تقم الدنيا ولم تقعد ضده ان لم يتم تصفيته جسديا او ارغامه على الهجرة من قبل الدول العلمانية بالقشور الفاشية دينيا بالواقع؟ متى توفرت لليسار جزء من الف من شلال البترودولار النابع من دول الرجعية الخليجية؟ هل نظرت حضرتك الى المواقع في انترنت؟ الم تلحظ الكم المهول من المواقع الوهابية للاسلام السياسي؟ لا بل ويهاجمون ويقيمون الحرب الالكترونية على المواقع التنويرية القليلة ومنها الحوار المتمدن ويستغلون التمدن لبث سمومهم حتى في هذه المواقع القليلة بينما يمنعون دخول الفكر المختلف الى مواقعهم بكل عنجهية ونذالة
هل غاب عن حضرتك كل هذا ام انها مجرد جلد مجاني؟


11 - التجربة الإسلامية
ياسين لمقدم ( 2012 / 8 / 20 - 23:58 )
سيدي الكريم تحياتي، إن الوقت لا يزال مبكرا على إصدار الأحكام على التجربة الإسلامية في الحكم ، وكنموذج مصر والمغرب، ولا يمنعنا هذا من إستنتاج بعض المقاربات. ففي المغرب تجاوز حكم الإسلاميين الثمانية أشهر وأهم القرارات التي إتخذتها الحكومة الإسلامية تشهد جدالا واسعا بين العامة والخاصة، وهي الزيادة في سعر المحروقات و إلغاء مجانية التعليم العالي ومراجعة دور صندوق المقاصة ثم القولتين الشهيرتين لبن كيران -عفا الله عما سلف- من المفسدين و-الرزق على الله- مخاطبا المعطلين . وأما في مصر فلقد بدا الرئيس مرسي أشد حزما بتحييده للجيش وتأمين سيناء وبعث الروح في الديبلماسية المستقلة. تحياتي مجددا


12 - ألاستاذ الكريم أحمد مجدي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 04:07 )
في البداية أشكرك على طرحك الموضوعي وأنا شخصياً أتفق معاك في ذلك
وأنا أتألم لحصول ما حصل لإننا كُنّا وما زلنا نطمح في أداء يساري منهجي يغيّر من واقع الحياة المُعطّلة
وأضيف الى ما تفضلت في طرحه وهو إن اليساريين بغالبيتهم مالوا الى التمسُّك بأفكارهم بطريقة متعصبة حاصرتهم في مربعات ضيقة والأهم من ذلك إن أدائهم لم للامس وعي الانسان وثقافته وكان التركيز على بناء منهجيتهم ونشاطاتهم على أساس نظرة مادية إقتصادية أصبح فيها الانسان ووعيه إستثناء تابع ... وفي هذه الحالة يستحال الوصول الى الهدف المرسوم ... لإن الوصول لا يتم إلاّ بالانسان
ففي تقديري الشخصي وطبقاً لما يطرحه المفكرون والعلماء إنه لا يمكن التحرر من التخلّف إلاّ إذا تم تحرير العقول ومتى ما تم عقلنة القيم والإخلاقيات للإرتقاء بوعي ألإنسان الى درجة يستطيع بها التعاطي مع ألأشياء من حوله ويتحرر من السلوك العاطفي ألإنفعالي الذي يقيد العقل النقدي والتحليلي الهادف
والمعروف إن الخلل في الشعوب العربية ليس في المادة والموارد والجغرافيا إنما هو خلل في الذات العربية التي إصبحت عاجزة عن صناعة المعرفة
فلا بد من ثورة شاملة تقلب طاولة المفاهيم بشكل


13 - يتبع للاستاذ أحمد مجدي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 04:30 )
وعند قلب طاولة المفاهيم بشكل منهجي يجب أن يتزامن معه إعادت بناء بنفس الطريقة .. لكي لا يكون تفكييك عشوائي يدفع الى الإنحلال
ومغزى القول إن الجميع لا زال غائب ومُغيّب ولا يجوز لأحد أن يدعي الحقيقة ويقصي ألأخر بقدر ما نحن جميعاً بحاجة الى إحياء العقول بطريقة علمية ممنهجة تعيد بناء حلقات الوعي ألانساني الجمعي الذي تنطوي في إطارة الشخصية العامة للشعوب الذي حل محلها الفرد
وأنا أرى إن اليساريين أكثر قُرب من ذلك إذا قاموا بإصلاح أدائهم على قواعد إنسانية عريضة تطرح التلاقح والتكامل محل التقاطع والإقصاء وتطرح التنوع محل الشمولية وتنطلق من العمق الحضاري للشعوب ( الثقافة ) وتمتلك الشجاعة بإنتقاذ ذاتها قبل غيرها وتخطط للوصول الى عقل الإنسان قبل الوصول الى الحكم أو الى الموارد
ومثلما ذكرت في حديثك تتجنب إلقاء أللآئمة على ألآخرين في وقت لم تستطع به الوصول الى الهدف
أما في حال الاستمرار في نفس ألأداء العقيم فليس هناك أي مؤشّر غير الفشل الذي تحرّكه إنفعالات الخيبة التي تدفع الى الضوضاء وخلط ألأوراق التي لا نجني منها غير ألإرباكات لمن أراد أن يقدم عملاً ناجحاً أو مقبولاً في أغلب الحالات


14 - الى ألإستاذ الواقعي خالد
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 04:39 )
لا أمتلك غير رفع القبُّعة لحضرتك
ومراجعة الذات هي حجر ألأساس لإعادت البناء
أتمنى من زملائك أن يفهموك ويحكموا العقل


15 - ألأُستاذ الفاضل قاسم الجبلي
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 05:00 )
قد أتفق مع بعض مدلولات حديثك ... ولكننا في النهاية سترى أنفسنا أمام نفس الوضع المُزري ... والمعروف إن الثورات قامت عن وعي ومن أجل أحياء وعي نستطيع من خلالة تحسين الحياة المعيشيّة للشعوب
وإشكاليات التآمُر الداخلي والخارجي وضعف الوعي الثقافي للشعوب أدخل الثورات منعطفات لم تلقى من خلالها إلاّ المزيد من المعناة
ما هو واجب ومفروض على كل مُثقف على مختلف ألأطياف الوطنية الثائرة هو الوقوف الى جانب ثورات الشعوب ممن ذكرتهم أنت ... أما في حال أن نطرح ألإشكالية ولا نمتلك لها حلول سنكون قد ظلمنا شعوبنا وظلمنا أنفسنا ومصرينا سيظل مرهون بأيدي المستبدين وأعوانهم
فمن الضروري جداً أن نفكّر بعقولنا لا بعواطفنا وأن نحب قضايا شعوبنا أكثر من كُرهنا لأعدائنا
تحيتي لجنابك


16 - د.قاسم الجلبي المحترم
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 06:10 )
أتفق مع الكثير من التخوفات التي أشرت اليها
وتخصيص ألأمراض المُزمنة لا يحقق الغرض إن لم تكن هناك وصفات طبيّة شافية
والغالب على النشاط العاطفي العربي هو النّقد والشكوى
ومن ألأحرى أن نتفحّص سيرورة ألأشياء وصيرورتها
نحن في عصر الثورات والذي أختلف معك فيما طرحت في هذا الجانب
فثورات التغيير لم يكن هدفها الوصول الى الحكم إنها بداية عصر جديد يُبشِّر ببزوغ فجر الحرية والمدنية والعقل والسلام ويعلن عن نهاية عصر طويل من الاستبداد والتخلُّف والتآكُل الداخلي والقهر ... فذلك العصر البغيض أنتهت صلاحية العمل بأفكاره ولا يمكنه ألأستمرار ... وعلى ضوء تلك الاهداف أنطلقت الشعوب من معاقلها قبل إنطلاق نُخبها لأنها تدرك الهدف عبر رؤيةٌ شبابيةٌ عصرية تخرج العربي من الصراع والعاطفة والأنفعال الى السلمية والعقل والمنطق ... بهذا المفهوم الناضج والجدير .. ألا تستحق الشعوب ألأحترام والمؤازرة من اجل الوصول الى أهدافها ؟
فعلاً تستحق ولكن ذلك لم يحصل لأن العقل السياسي العربي ـ الحاكم والمعارض ـ تائه في فلك الذات ولم يعد لديه من مكونات الوعي الوطني الجمعي ما يؤهله حتى لإدراك ألأهداف السامية السلمية لثورات الربيع


17 - ألاستاذ بشارة خليل
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 07:31 )
أخي اللعزيز من مكّن الطرف المعادي للعلمانيين من أمتلاك كلما ذكرت
. .. إنهم بشر مثلكم ... ويبقى السؤال لماذا تمكنوا من حشد الناس
لماذا لم يتمكن اليساريين والتقدميين العلمانيين ؟
هناك فرق بين من يقترب من الواقع وبين من يعيش حالة إغتراب فكري
من أراد أن يظفر بالشعوب عليه أن ينطلق من عمق ثقافتها , هويتها
جهاز مناعتها
عليه أن يوازن ويعتدل ويقبل الآخر ... ولم أقصد إن الاسلام السياسي يمتاز بهذه
الصفات ولكنه أستغل الفراغ الموجود وثبّت أقدامه
من أراد أن يحرر وطن ويدفع به نحو المعالي لا بد عليه من تحرير العقول من الجهل
والقلوب من الفساد والرذيلة
ركزوا على الانسان البشر قبل التراب والحجر ... فبالانسان وحده تتحقق الآمال والطموحات لأي أمّة
أما الظاهرة الصوتية البصرية أحياناً من المستحيل أن تحقق شيئ وهي معزولة عن وعي ألإنسان ودفئ الارض وأصالتها
وكلمة أخيرة أقولها والايام تكون شاهدة علينا
ثورات التغيير هي فرصة كبيرة لكل أبناء الامة وكبيرة بوجه الخصوص للتيارات الثورية الوطنية نظراً لتقارب الرؤئ والاهداف المدنية
وما باقي إلاّ إستخدام العقول


18 - ألاستاذ الكريم ياسين لمقدم
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 14:20 )
معاك حق فيما يخص الوقت ... لا زال مُبكراً ... ومبكّراً جداً
وأنا شخصياً أحاول تذكير النائحين والنائحات والعازفين على طرب الخلاف والعداوة على طول ودون توقُّف أو تغيير والذين لا هم لهم غير مهاجمة ألإسلام والمسلمين ... أكانوا على سدّة الحُكم أو خارج إطار سدّة الحكم ... ومع كُل ما يعملوه لا نرى إلاّ الخسائر والشتات وإلحاق ألأضرار بالشعوب ومصالحها ناهيك عن إن تلك ألأصناف تُسبب قلق كبير
وخسائر كبيرة لليساريين أنفسهم ... وأنا أشُك في أمر الكثيرين ممن يتمترسون الى أقصى اليسار ... ولا همَّ لهم غير نكران الله والتشويه بالاسلام والمسلمين ورفضهم للآخر بكل قوّة ... فأولئك أضن أنّهم يتقمصون العلمانية ... وهدفهم القضاء عليها
وحتى أولئك ليسوا كثيرين ولكنهم أمتازوا بالأصوات العالية والنشاز ومعاهم من يساعدهم على إيصال تلك ألأصوات
وعموماً أنا لا أكترث عن أمر من الذي وصل الى الحكم يكونوا يمينيين أو يساريين أو معتدلين من هُنا وهناك ... ما يهمني كأنسان عربي هو إستمرار حركة الثورات السلمية الذي يضن البعض إنها ترتبط بالساحات والميادين أو بمدى قدرتها على إسقاط النظام وإجراء التغيير السريع
فنحن نقول ... يتبع


19 - للأستاذ ياسين
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 14:45 )
نقول لهم إن الثورات الربيعية قد تتعثّر وتتأخر بعض الوقت ولكنها لم ولن تتوقف
وكما أشرنا سابقاً إنها بداية عصر جديد مُتحضّر ونهاية عصر قديم مُتخلّف
والثورات إن لم تُحسم في الميادين والساحات نظراً لآلة الحرب القاهرة فهي قد حُسمت في العقول والقلوب وكُل يوم يصغر حجمها في الساحات ..يكبر حجمها في العقول
والثورات الربيعية ليست وليدة اللحظة بل إنها نتاج لزمن طويل من التخلُّف والإستبداد
ذلك الزمن الذي أنتج خلل في كينونة ألإنسان العربي ـ عطّل دائرة وعيه وسلوكه ـ وحوله من إنسان كان يهتم بالعقل والقلب الى إنسان عاطفي ويذوب عِشقاً في هوى المادة وكل ذلك كان نظراً لأسباب القهر الذي تجرّعها ألانسان العربي على يد المستعمرين العُتاه او الحُكّام المستبدين من العرب أنفسهم والذي كانوا أكثر قِسوةً من الاستعمار
وذلك ألأمر ولّد الاحساس بالقهر الذي جعل العربي يتحرّك بالعاطفة ـ يحب سريع والى درجة العشق ويكره سريع والى درجة العشق ويتقلّب ويتلوّن على مُختلف ألوان الطيف ثائر على طول دون أن يفكّر بالبناء ـ وبالمقابل جمّد دور العقل الواعي والمحايد
وأصبح غير قادر على صناعة المعرفة وإنما مُجرّد حافظ عن ظهر قلب


20 - يتبع للاستاذ ياسين
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 15:06 )
أصبح ألانسان العربي جامد وجل العقول باتت وأمست وأضحت مثل ألأطباق تحمل المعلومات من زمن الى زمن ومن ناس الى ناس ولم يعد لديها قُدرةٌ على التحليل لإنها عاطفية ٌ إنفعالية ومهما قدّمت من نقل هائل لمعلومات وتراث الماضي فهو مجرّد حفظ وتلقين , ومهما قدّمت من نقل هائل لمعلومات الحاضر فهو مُجرّد نقل وتقليد للشرق أو للغرب دون تمحيص أو تبيئه للأفكار ... فلذلك نرى الدعاة الى الاسلام متعصبين إنفعاليين والدعاة الى الماركسية متعصبين وإنفعاليين والملوك والسلاطين والأُمراء متعصبين وإنفعاليين وأغلب الشرائح الاجتماعية المتعلمة أو غير المتعلمة صارت على نفس الشاكلة وكل أفكارنا غدت ترتكز على قواعد الصراع وإقصاء ألآخر وأصبح العنف سمةٌ رئيسية للمجتمعات ...ومستحيل وترليون مستحيل أن تُبنى شعوب لها ثقافة قائمة على العنف والقهر مهما كان عدد الثورات المسلّحة
ولكن ألإجابة تحملها الثورة ألأُم ـ الثورة السلمية ـ فهي وحدها تحمل الدواء وهدفها نقل العربي من مربعات الصراع والهدم الى ميادين السلام والبناء... ونرى الحكام العرب مع الصهيونية العالمية تفاجئت بهذه الثورة وقلقت وصارت تتآمر عليها بكل السبل من اجل الاحتفاظ بالعنف


21 - يتبع للاستاذ ياسين
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 21 - 15:15 )
من أجل الاحتفاظ بالعنف في ديار العرب ... ذلك العنف والصراع البغيض الذي يقضي على العقول ويبقي على العرب مثل قطعان الحيوانات كي يتسنى لقوى الاستكبار والمال والسلاح السيطرة على الانسان العربي وعلى كُل ثرواته ومقدراته .... وهي تحاول منعه من الوصول الى السلم والسلام وبناء الانسان بالعقل ... لإن ذلك إذا حصل سيحول العربي الى إنسان سوي وله عقل وقادر على أن يكون شريك قوي في هذا العالم المُتحرّك بسرعة فائقة وستكون له اليد الطولا على خيراته وجميع مقدراته وذلك الامر لا يرض الطامعين

للحديث بقية مع أطيب تحيه

اخر الافلام

.. تفاصيل بنود العرض الإسرائيلي المقدم لحماس من أجل وقف إطلاق ا


.. أمريكا وفرنسا تبحثان عن مدخل جديد لإفريقيا عبر ليبيا لطرد ال




.. طالب أمريكي: مستمرون في حراكنا الداعم لفلسطين حتى تحقيق جميع


.. شاهد | روسيا تنظم معرضا لا?ليات غربية استولى عليها الجيش في




.. متظاهرون بجامعة كاليفورنيا يغلقون الطريق أمام عناصر الشرطة