الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ادانة الاعلام الغربي بالتضليل

يونس الخشاب

2005 / 2 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


وجدت المحكمة الدولية حول العراق والتي عقدت جلساتها في الفترة بين 10ـ14 من شهر شباط الجاري في روما ان معظم وسائل الاعلام الغربية هي مذنبة في تضليل الرأي العام والتحريض على العنف بخصوص الحرب على العراق.
فهذه المحكمة الدولية ، والتي هي مبادرة شعبية عالمية تتقصى الحقائق في الحرب على العراق والاحتلال ، اصدرت اعلانها بعد ثلاثة ايام عمل ، وقد استمعت المحكمة الى شهادات صحفيين مستقلين واساتذة اعلام ونشطاء في مجالات حقوق الانسان اضافة الى عضو البرلمان الاوربي " ميخائيل سانتورو" . وقد اتهم قضاة جلسة هذه الدورة ،التي جاءت تكملة لدورات سبق عقدها في بروكسل ،لندن ،نيوورك ، هيروشيما ، كوبنهاغن ، ستوكهولم ، اتهموا حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا بانتاج الاكاذيب على المستوى العالمي وتضليل الراي العام اضافة الى اعاقة عمل الصحفيين في انجاز مهامهم . كما اتهم مجلس القضاة وكالات الانباء الغربية بحجب المعلومات والتغطية عليها وتهميش الصحفيين المستقلين وتعريضهم للخطر . فعدد الصحفيين الذين قتلوا في الاربعة عشر شهراً الاخيرة في العراق يفوق عدد الصحفيين الذين سقطوا ابان كل فترة الحرب الفيتنامية .
وذكرت المحكمة ايضاً ان تقارير التيار الاعلامي الرسمي حول العراق تشكل خرقاً للمادة السادسة من "محكمة نورنبرغ " ( وهي المحكمة التي تشكلت لمحاكمة الجرائم النازية ) والتي تقول :
"ان القادة والمنظمين والمحرضين وشركاؤهم والذين يساهمون في صياغة وتنفيذ خطة مشتركة او مؤامرة لارتكاب اي من الجرائم السابق ذكرها ( جرائم ضد السلام ، جرائم الحرب وجرائم ضد البشرية ) يعتبرون مسؤولون عن كافة الاعمال التي ساهم فيها اشخاص في تنفيذ خطة كهذه ."
كما استمعت هيئة المحكمة الى شهادات عديدة من ضمنها شهادة " فرانكو هاوتارت " مدير مركز القارات الثلاث في بلجيكا والذي سبق له وان دعم حركات شعبية في امريكا اللاتينية ، شهادة الدكتور سمير امين ، مدير منتدى السلم في العالم الثالث في دكار ، شهادة الدكتورة هالة افشار مدرسة العلوم السياسية في جامعة يورك في بريطانيا والمؤلف والصحفي الايطالي " ارنستو بالوتا " الذي كان مراقباً للاجراءات القضائية .
ويقول الدكتور " توتي اليساندريني " ، الناشط في مجال حقوق الانسان والذي كتب العديد من المقالات عن الاستعمار الامريكي للعراق : " ان هذه المحكمة هي ليست ببساطة مجرد ممارسة لكي نشجب وندين التيار الاعلامي السائد لانحيازهم وانعدام كفاءتهم ، فعمليات الشجب كانت جارية منذ اشهر ، نحن الآن في روما من اجل ان نمضي ابعد من ذلك ." ويضيف اليساندريني ، الذي ساعد في تنظيم هذه المحكمة " ان ما يتوجب علينا عمله الآن هو ليس فقط فضح انحيازوسائل الاعلام ، بل فضح التواطؤ الفعال لهذه الوسائل في الجرائم التي ارتكبت والتي لا زالت ترتكب على الصعيد اليومي ضد الشعب العراقي "
وبعض الشهادات كانت دامغة ، فقد ادلى الدكتور " بيتر فيليب " الذي يدرس مادة الاعلام في جامعة كاليفورنيا حيث قال " لم تكن الولايات المتحدة ، ومنذ الثلاثينات ، قريبة بهذا الشكل كما هي عليه اليوم من ( الاستبداد المؤسساتي ) " واضاف " لقد اصبح المجتمع
الامريكي الاسوأ في تزويده بالمعلومات والافضل في تزويده ببرامج الترفيه في العالم "
كما استمعت الجلسة ايضاً الى شهادة الدكتور " دافيد ميلر " من اسكتلندا ، مؤلف كتاب ( حدثني كذباً : الدعاية والتشويه في الهجوم على العراق ) حيث يذكر " ان الامر كله هو ادانة التواطئ الصحفي حول جرائم الحرب " ويذكر "ميلر " ان البنتاغون " لا يعترف بمفهوم الصحفيين المستقلين لانهم يقدمون معلومات عدائية " . ويضيف ان التيار الاعلامي الرسمي في الولايات المتحدة وبريطانيا
" يعتبر مشاركاً ومتواطئاً في مواصلة تسويق الغزو واستمرار الاحتلال . وكل الدراسات التي اجريت في صحافة التيار السائد تظهر هيمنة السياسات الحكومية عليها. اما تغطية الحرب في القنوات التلفزيونية في بريطانيا فانها تظهر تعاطفها مع حكومتها ."
كما شهد في المحكمة ايضاً " فرناندو سوارين " الذي فقد ابنه خلال الغزو على العراق عندما دعس على قنبلة عنقودية من النوع المحرم استخدامه دولياً . شهد "سوارين " انه اخبر اولا من قبل البنتاغون ان ابنه توفي نتيجة لاصابته بطلق ناري في الرأس ، بعدئذ قالوا انه توفي في حادثة ، واخيراً اخبروه انه مات نتيجة لتعرضه الى " نيران صديقة ."
واثناء فحص الجثة اكتشف " سوارين " ان ابنه قد مات نتيجة دعسه على قنبلة عنقودية ممنوع استعمالها دولياً .
" لم افلح مطلقاً في الحصول على الحقيقة منهم ، ووجدت الحقيقة ، وكانت بسيطة جداً . ففي يوم 26 آذار اسقط الجيش الامريكي 20 ألف قنبلة عنقودية على العراق ، ولكن ما انفجر منها كان حوالي 20% فقط ، اما بقية 80% فهي لا تزال في المدن والمدارس وتعمل عمل الالغام " ويضيف " لقد ارسل " بوش " ابني الى الحرب لانه قال ان العراق امتلك اسلحة محظورة دوليا ، غير ان ابني مات نتيجة لامتلاك امريكا اسلحة ممنوعة دولياً ، ولم يتكلم احد في هذا الموضوع ، فوسائل الاعلام لا تتحدث عن الاسلحة الامريكية الغير قانونية "
كما ادلى العديد من الشهود بشهادات حول التضليل الاعلامي في حصار الفلوجة حيث قدموا نسخ من الفلم الوثائقي الذي حاز على اكثر من جائزة وهو بعنوان " اسلحة الخداع الشامل " الذي اعده الصحفي " داني شيجتر ."
وذكر " اليساندريني " ان الاثباتات على التواطؤ الفعال في التيار الاعلامي السائد في الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب العراقي وجرائم التضليل والخداع هي كثيرة جداً
"نحن نعمل من الفهم القائل ان التاريخ سوف يسائل عن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد الشعب العراقي " ويضيف
"انها مسؤوليتنا ان نوثق هذه الجرائم لكي نضمن انها لن تتكرر في مكان آخر "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى