الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر مصرية لا مباركية ولا إخوانجية

محمد طلعت

2012 / 8 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


شهدت مصر منذ فجر تاريخها موانع كثيرة تحول بينها وبين التوحد.. وشاءت مصر وربها أن يولد من رحم الأم المصرية الرغبة فى اعلاء قيم التوحد والإنارة والمدنية، وجمع شتات المصريين من الشمال إلى الجنوب فى مملكة واحدة. ينبئنا التاريخ السحيق منذ مايزيد عن ( 3200 ق.م )،أنجبت مصر هذا الرجل "ميني".؟!

(يؤسس/ يشيد/ = المؤسس/ المشيد)، كلها مفردات باللغة المصرية القديمة تدل على الفعل الفرعونى القديم(مينى)، ثم حرف المصريون الفعل إلى الاسم (مينا) مؤسس القطرين/ موحد القطرين الشمالى والجنوبي، وهى عادة نبيلة فى اللغة المصرية القديمة وعادة المصريين القدماء فهم ارادوا أن يبجلوا عمل هذا الرجل المصري فى اسمه. وعليه جاء اسم او لقب (مينا) الذى عرف فيما بعد اسما مسيحيا خالصا كان يلقب به بعض القديسين فى الماضى وحتى هذه الأيام.

عرفت بعدها مصر للعالم بفضل هذا الرجل.. مصر الموحدة. مصر القوية ليست على الطريقة الإخوانجية الذى ابتكرها ثعبان الإخوان لتشتيت المصريين بمعسول الأقوال. بل مصر القوية بالوحدة لا فرق بين الشمال أو الجنوب، لا فرق بين أقلية أو أغلبية لا فرق بين ديانة وأخري. مصر الموحدة لتقول (لا) فى وقت الخطر.. مصر الشجاعة التى تحترم مليكها و(فرعونها/ سيدها) الحاكم باسم الشعب الخارج من الشعب. لا على رأسه ريشة ولا على رأس قبيلته وعشيرته نجمة تميزه عن غيره.!

هكذا كانت مصر مينا، وكما سُنة الطغيان وآفة العبيد فى فشخ مؤخراتهم لأي سيد، بدأ وضع هالات حول الفرعون وبدأت الكهنة يبعدونه عن الشعب تحت شعار (كيف لأله أن يخالط الشعب؟ كيف لخالق لأن يخالط المخلوق)! حرموا كل شيء باسم الدين الفرعونى حتى التنفس حتى التعبير عن الغضب. برطع الفرعون فى الحكم المطلق وبرطعت معه الحاشية والبطانة الدينية على حساب الفقراء. "عمت الفوضي أرجاء البلاد ولم يكن هناك من ضحية سوي العامل والفلاح الذين ذقوا الأمرين وما أن واتتهم الفرصة للتعبير عما تجيش به صدروهم حتي قاموا بثورة اجتماعية عارمة رافضين كل مافي المجتمع من ظلم وفساد" وكانت نهاية كل فرعون متجبر متسيد على حاشية عبدة المعبد وصولجان الدين.. خرج المصريين على الفرعون (بيبى الثانى) لأنه أفسد الدنيا والدين على شعبه.

فى أول أيام الثورة المصرية (25يناير 2011) ربط الناس بين مبارك وبيبى الثانى وحاشيتهما. وأربط الأن بينهما وبين مرسى وحاشيته. والمقارنه متقاربة بل طبق الأصل. فليس العبرة بالسنين بل العبرة فى أفعال الأيام، وجاءت أفعال مرسى وحاشيته ألعن من بيبى الثانى الذى حكم أكثر من 90 سنة وألعن من مبارك الذى حكم 30 سنة.

لم يمر 50 يوما على حكم مرسى وخرجت حاشيته علينا تكفر الناس وتهدد بإبادة من يعترض على حكم مرسي، لماذا؟ لأن مرسى كما يصفه عبدة المعبد الجدد(فوز محمد مرسي آية من آيات الله.. وزيارة مرسي الى السعودية هي اسراء وعودته الى مصر معراج // طاعة مرسي واجبة كطاعة الله ورسوله والهجوم عليه من المحرمات....) هذا مثال بليغ ومقتصر على كل النفاق الدينى وتحويل آيات الدين والأفكار الإسلامية لخدمة مرسى. فأهلا بالفرعون الجديد.

الشعب لابد أن يثور لمصر، لا تحريضا بل إيمانا بأن التنزيه للرب العالمين وحده مالك الملك لا شراكة بينه وبين مرسى ولا لقاء يتم بينه وبين مرسى.! كما يصفه أتباعه المضللون.!
مصر الموحدة بترابها وبوطنها وناسها وبرب العالمين يجب أن تخرج لاستعادة مصر وتصحيح المسار الثورى الذى فُرض على مصر وتاجرت به يعض من حثالة نخبتها العفنة وسلمت حلم مصر من مبارك الملعون إلى من هو ألعن منه.

هل عدمت الرجال فى مصر فالرب واحد والجنة يهبها لمن يشاء والقصر الآن يهبه لإرادة الشعب الذى اختار، فهل هذا اختيار الشعب كله ليعيش نفس الأمراض الدينية والعقلية والنفسية والصحية زيادة على الكهرباء المقطوعة ؟!

اخرجوا من أجل مصر ولا ترهبكم أقوال كهنة العبيد الجدد:( الخارجون فى مظاهرات 24 أغسطس خوارج ودمهم مهدر // قادرون على ذبح متظاهرى 24 أغسطس....).! فأين جبروت تتيى الثانى وعسكرته وكهنته، وأين جبروت مبارك وعسكرته وكهنته.؟!

المجد للمصرى الثائر بالتعقل وبالبصيرة.. الثائر الذى يريد خير مصر لا يهدأ إلا بتحقيق وحدة مصر وتقدمها.. الثائر المراقب لثورته القائم عليها يشعل مشعلها كلما برد وخفت. ما حدث بمصر ومن استولى على حكم مصر ومن يتحدث عن مصر هل جميعهم من ثوار مصر؟! وهل ما وصلت له مصر الآن نتيجة عن "ثورة"أم عن لعبة سياسية وصفقة حقيرة؟
مصر سوف تباع لحفنة من لصوص الطرق لا وطن لهم، فكونوا رجال واشتروها أنتم..!

مصر بمفردها أو بهذا الجيل أو الذى يليه أو فى الحفيد السابع سوف تخرج من أجل تحرير نفسها، لكن لا أحب لجيلى أن (يلبس الطرح) او يكتفى بالجلوس فى الحر ملط بقطونيل.!

نريدها مصر المصرية لا مباركية ولا إخوانجية...

اللهم أجعلنا فداء مصر.. وأضع روحى وبدنى ومستقبلى وحريتى ورزق أولادي فى معية الله إلى أن استرد مصريتي.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أفضل طريقة لأن تجعل الواقع يحترمك هو أن تحترمه
Yasin Idris ( 2012 / 8 / 21 - 10:23 )
إن ماتتحمله القيادات المصرية الجديدة هو أنها عبأة قواعدها وقواها الملتفة حولها وبإستمرار بل أحيانا بإصرار بتفاؤل خادع وخانق علي البعدين الآني والمستقبلي وتوحي اليوم لنفسها وقواها بأنها إنتصرت وبيدها الحكم وهي علي كل شئ قادرة ولكن الأيام والأزمات والنتائج تبرهن بداية التراجع للمد السلفي الأصولي المتطرف لأنها لاتمتلك كلمة السر للواقع المصري وهي إن أفضل طريقة لأن تجعل الإنسان المصري والواقع المصري أن يحترمك هو أن تحترمه . إن أصحاب اللحي والذقون المسيسين يحتاجون الي أعلي سقف نفسي للصبر ولإنتظار حتي يروا نتائج الأخطاء والهزائم والخسائر التي يحتم وقوعها الصراع وحتي تنتكس المسيرة وتنقلب الحسابات المزايدة وتتبخرالواهمات المتورمة بالكذب والمغالطات والمكابرات وقتها تأخذ الجماهير بالإنصراف عن الإصطفاف وراء تلك القيادات وأعلم أن التفاؤل الكاذب أو الساذج هو سراب لايزيد اللاهث وراءه الا عطشا

اخر الافلام

.. باريس تسلم -بري- الورقة الفرنسية المتعلقة بوقف إطلاق النار ب


.. ترامب يواصل تصدر استطلاعات الرأي في مواجهة بايدن| #أميركا_ال




.. الخارجية الأميركية: 5 وحدات في الجيش الإسرائيلي ارتكبت انتها


.. تراكم جثامين الشهداء في ساحة مستشفى أبو يوسف النجار برفح جنو




.. بلينكن: في غياب خطة لعدم إلحاق الأذى بالمدنيين لا يمكننا دعم