الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال الحريري..جريمة أمريكية - صهيونية لاغتيال المنطقة

قاسيون

2005 / 2 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


هز انفجار ضخم مدخل الوسط التجاري في بيروت، ظهيرة يوم الإثنين 14/2/2005، ليتبين بعد وقت قصير أن المستهدف من التفجير كان موكب رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي قضى ومجموعة من مرافقيه بشكل فوري.
وما إن شاع نبأ الاغتيال حتى تتالت ردود الأفعال الشاجبة والمنددة،وأخذت وكالات الأنباء تتناقل الوقائع وتطورات الأحداث والتصريحات المختلفة لكبار المسؤولين والشخصيات العربية والدولية واللبنانية، والتي أجمعت على إدانة عملية الاغتيال، واعتبارها تطوراً خطيراً في مسار الأحداث.
فلبنانياً، نعى كل من رئيس المجلس النيابي ورئيس مجلس الوزراء، الرئيس رفيق الحريري، وأكدا أن يد الغدر والفتنة اغتالته، وأن جريمة الاغتيال تستهدف وحدة لبنان واستقراره.
أما رئيس الجمهورية إميل لحود فقد نعى الراحل معتبراً أنه شهيد الوطن كله وأن هدف الجريمة هو تقويض السلم الأهلي و الاستقرار.
كما نعى حزب الله الرئيس الحريري، واعتبر أن فقدانه خسارة كبرى للبنان، ودعا اللبنانيين ليتحلوا بالوعي والحكمة والصبر.
وأكد على لسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، أن الجريمة كارثة وطنية كبرى، داعياً اللبنانيين إلى تعطيل أهداف الاغتيال المفترضة، ومطلقاً في الوقت نفسه مبادرة للتفاهم الوطني بين موالاة (عين التينة) ومعارضة (البريستول)، معتبراً أن الذهاب إلى مجلس الأمن، كما يدعو البعضن سيزيد الأمور تعقيداً في لبنان.
من جهة أخرى، كانت المعارضة اللبنانية، وفي أول رد فعل لها بعد حادثة الاغتيال، قد حملت السلطتين اللبنانية والسورية مسؤولية ماجرى، وطالبت المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للتحقيق في الجريمة، كما طالبت كذلك برحيل السلطة (الحكومة) بعد أن اتهمتها باللامشروعية.
كذلك أعلن وليد جنبلاط أحد رموز المعارضة، أن لامانع لديه من حماية أو وصاية دولية أو انتداب دولي على لبنان، ولم يستبعد إمكانية إحالة التحقيق في الاغتيال إلى المحاكم الدولية المختصة!!
وجاء موقف (المعارضة) اللبنانية منسجماً مع المواقف التي أطلقت في كل من باريس وواشنطن.
ففي أول إجراء تتخذه الولايات المتحدة بعيد الحادث، تم استدعاء السفيرة الأمريكية في دمشق «للتشاور» معها، في وقت أعلنت الإدارة الأمريكية أنها تبحث في فرض عقوبات جديدة على سورية.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض أن «الوجود السوري في لبنان هو قوة مزعزعة للاستقرار» ثم توعد «بمعاقبة المسؤولين عن الهجوم الإرهابي».
أما في فرنسا فقد أبدى المسؤولون الفرنسيون عدم ثقتهم بأي تحقيق يجريه اللبنانيون ودعوا إلى فتح تحقيق دولي في الحادث لمعاقبة المسؤولين عنه.
عربياً، فقد كان الموقف السوري واضحاً ولافتاً، فقد نقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن رئاسة الجمهورية إدانتها «للعمل الإجرامي الرهيب، الذي يستهدف ضرب اللحمة الوطنية اللبنانية والإساءة إلى السلم الأهلي».
كذلك عبرت وزارتا الخارجية والإعلام عن تضامن الشعب السوري مع اللبنانيين في هذا المصاب الجلل وأكدتا أن هذا اليوم هو «يوم أسود للبنان وسورية وللعرب جميعاً ولمحبي السلام وحقوق الشعوب».
ورفضت السعودية، في أول موقف رسمي بعد الاغتيال، الطلب الفرنسي فتح تحقيق دولي في هذا الحادث، وأكدت على لسان وزير خارجيتها أن «لبنان دولة مستقلة وقضاؤها مستقل، وهو الحامي لنزاهة التحقيق».
أما في إيران فقد أكد المتحدث باسم الخارجية أن إيران «تشتبه بوقوف إسرائيل وراء الاعتداء». ورأى أن «منظمة إرهابية مثل النظام الصهيوني قادرة على مثل هذه العملية».
وفيما لم تتضح حتى الآن، طبيعة الاعتداء والطريقة التي تم فيها تنفيذ العملية، إلا أن التقديرات الأولية تشير إلى وجود أكثر من احتمال، بما في ذلك احتمال عمل انتحاري، وقدرت أجهزة الأمن اللبنانية أن زنة العبوة التي استهدفت موكب الحريري، والتي تسببت بأضرار كبيرة في الأبنية والفنادق والمحلات التجارية والسيارات، قد تصل إلى أكثر من 350 كليو غراماً من مادة الـ TNT.

لمعرفة القاتل.. ابحث عن المستفيد!!
عند كل جريمة، يبحث المحققون عادة عن المستفيد منها، فلنرَ ماذا حقق اغتيال الحريري من أهداف على أرض الواقع:
1.تم إزالة أحد رموز المعارضة الحالية في لبنان، والذي كان يتميز بكونه الأكثر اعتدالاً، نتيجة علاقاته التاريخية مع سورية، ففي يوم اغتياله نشرت جريدة «السفير» تصريحاً له، يفهم منه أنه ليس مع غلو المعارضة في طرحها، وأنه ضغط عليها لإعادتها إلى ماتحت سقف الطائف، وهذا الأمر موضوعياً لايرضي الغرب عموماً، وتحديداً الأمريكان و الإسرائيليين، وبإزاحة الحريري عن الطريق، تزول إحدى المكابح الأساسية التي كانت تمنع تصعيد موقف المعارضة إلى نقطة اللارجعة سواء في الموقف من الحكومة اللبنانية، أو تجاه الموقف من سورية.
وعلم فيما بعد من مصادر موثوقة، أنه كان يجري التحضير لزيارة الحريري إلى سورية والتي كانت ستتم خلال أيام قليلة، لحل الإشكالات القائمة، كما كشف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الثلاثاء 15/2/2005 عن لقاءات أسبوعية كانت تجري مع الحريري والتي توصلت في نهاية المطاف إلى النتائج التالية:
■ ضمان عدم سحب سلاح المقاومة الوطنية اللبنانية، في حال عودته إلى السلطة.
■ التأكيد على اتفاق الطائف وتنفيذه.
■ إقامة أفضل العلاقات مع سورية، وعدم السماح بنشر روح الاستعداء لها.
2. بعد القرار الدولي رقم 1559، والذي يعد خطوة على طريق تعميم وتدويل قانون محاسبة سورية، كان الأمريكيون والإسرائيليون يبحثون عن حجة للتدخل المباشر في الشؤون اللبنانية تحت غطاء شرعي ودولي، فالقرار المذكور، لايمكن تنفيذه فعلياً، إلا بتدخل دولي عدواني يرتدي ثوب الشرعية، ومهيأ له داخلياً، من خلال مفاقمة وتسعير وتفجير الأوضاع الداخلية وصولاً إلى التغيب الكامل للدولة الوطنية وهذا ماحدث عملياً عقب اغتيال الحريري متجسداً في مطالب المعارضة وارتفاع الأصوات المطالبة بالتدخل الأمريكي ـ الفرنسي.
وكما يظهر في ردود الفعل الأولى للمسؤولين الغربيين، وخصوصاً الأمريكيين، فإن الحجة قد أصبحت جاهزة، وفي متناول ايديهم، للانتقال من تحقيق دولي بشأن الاغتيال، إلى وضع لبنان تحت الوصاية الدولية قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في نيسان المقبل، وذلك للتحكم بنتائجها، كما جرى في النموذج الأمريكي، وهذا إذا ماتم سوف يشكل خطراً كبيراً على لبنان وسورية في آن معاً، وقد لايتم تجاوز مخاطره إلا عبر مؤتمر وطني عام.
إذاً، مرة أخرى قل لي من المستفيد، أقل لك من القاتل!
3. بما أن القرار 1559 يسعى إلى إخراج القوات السورية من لبنان الموجودة هناك على أساس الاتفاق بين الحكومتين، واتفاق الطائف، فإن الاغتيال والطريقة التي وظف بها إعلاميا ًعلى المستوى ا لدولي والعربي، يضع سورية في موضع المتهم، قبل إجراء أي تحقيق، مع أن كل القرائن الموجودة حتى الآن، ترجح احتمال وجود أيد غريبة خارجية وراء هذه العملية البشعة.
وهكذا تنتقل عملية إخراج القوات السورية من لبنان إلى مستوى جديد المقصود منه زيادة الضغط على سورية ضمن الحل المركب من أجل إخضاعها والسيطرة عليها.
إن كل ذي بصيرة، حتى إن لم يكن لديه بصر، ولكن بشرط أن يكون موضوعياً وشريفاً في تحليله وتقييمه، يستنتج أن المسؤول الأول عما جرى في لبنان مؤخراً، هو الإمبريالية الأمريكية، التي أعلنت نفسها حاكماً أوحد للعالم وبالتالي، نصبت نفسها مسؤولة عن أمنه.
■■








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت