الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصائرنا المصفوعة بيأسها المريع

نصيف الناصري

2012 / 8 / 20
الادب والفن



سَهروا كثيراً يتعّجلون عودة الدليل في الأفياء المستسلمة لفجر
الصيف . دافع كبير من فضائلهم . ما يحتفظ به المغلوب ،
أشياء متماثلة في نضارة فقرها ، والغلبة مُنْضَّمة الى البرق
الذي ينطلق منه السهم . تواجه الأضحية في مشيتها المقدامة
صوب الصمت المفاجىء لطروادة ، النبوغ الساخط للموت
وكرامته . الماضي والحاضر يجدّدان ايماننا باللحظة المتطلّبة
موتنا . عفن ساعات تحت آفاق متزّمتة ، يصعب التحرّر من
أصيافها المضغوطة . يلزمنا الآن إيجاد منفذ . جرأة عظيمة
للافلات من الإجرام الذي يغمرنا بمهارته التي نحتقرها . كُلُّ
ما نُعظَّمهُ من دون احتراز ، تافه ، متلاف لاحتياطاتنا المتبدّلة
المحمومة . حياتنا المعْفيّة من الوميض الذي يؤدب الأمراض ،
تتصدّع بامتياز كبير في ليل المداخن ، والزمن في خراباته التي
يلطّفها تقدمّنا في السنّ ، يُنقبّ تحت دفاعاتنا ، ولا يخلد الى الراحة .
تحطيم بين الأشجار المقاومة للعافية ، يوقع بنا خسائر فادحة ، وما
من حاجز يصدّ الصخور المتدحرجة صوب أيّامنا الظامئة .







الموت والحياة



الى برهان شاوي



جُلنا من جيل الى جيل ، المتحرك واللامتحرك للعالم في عجاج
قاتم ، وفي فوضى مُذْعنة الى الوئام الضروري لأضحياتنا .
كلّ معْبر أقمنا بين ظلاله البائسة ، تَهدَّم ، ونزع القناع عن
شيخوختنا المحتومة ، ونذورنا نرفعها مخفورة بما يتعجَّل
احراق غيومنا نيئة . راياتنا المنكسة في ايماننا الساكن بين
الحواجز التي تفصلنا عن آلهتنا ، حضائن لما حلمنا به في
السنوات التي عشناها ونحنُ نصاهر الجمجمة . ما نفوّضه
قيادتنا في المُناخ المكْفهر للجنائز ، يزيح عن تنازلاتنا المعذبة
الغطاء بلا إنصاف . الندبات الفظّة لمصائرنا والمصفوعة
بيأسها المريع ، محمودة في قابليتنا على الندامة بين الأشياء التي
نخلّفها بأسى شاق . هل تثرينا عاداتنا المتوائمة مع الخديعة ، في
ملاقاتنا لقبورنا التي حفرتها لنا الحركة ؟ لا تثمر الكينونة في
الملح الذي ندوسه بين الطرق المتعدّدة للوصول الى ما يضرّجنا
بالعدم ، ولا الشُعل المرتهنة الى جهامة العصور ، تضيء ليل
الخلائق في شواطىء اليأس المعفرّة برعبها . الموت والحياة ،
وجهتان للنزول الى بئر الماضي والحاضر ، وعلينا إن حاولنا
الدفء في التناقضات المطمئنة لأعراسنا ، أن نحتاط من
ضيوفنا الأسخياء . الدودة . التحلّل . الفراغ بين الحجارة الصلدة .





في ما ينتظر إنحدارنا إليه



الى هادي الحسيني






صوتُ من اللامتناهي ، يتلو علينا عند النافذة المضادة للفجرّ ،
قوانين موتنا التي خدّرتها رغباتنا في السهر على الضفاف
المتقرّحة . حُلمنا في العودة الى العدم ، يتربّع على أنفاسنا
المرتخية . كُلُّ ما نربحهُ في صيف الحياة ، تقضمه الدودة ،
ويهلكنا النسيم المقاوم للنهود الكبيرة في أشجار أيّامنا . شعوب
كثيرة ، أضاعت غيضها في التزامات ، بسط عليها التاريخ
رأفته ، وتصدّعت في انهاك طويل . أعطيت لها أزهار دفلى
الموت ، مثلما أعطيت لها رائحة السنبلة ، وهي تتمسّك بغفلتها
المريرة . هل تلزمنا في سيرنا وسط الجفاف الدائم ، شرارت
إيمان ، عَظَمة نندفع في سطوتها الموسرة ، صوب الصداع
العُقابي للزمن ، طقوس مرتابة تتخلّى عن الاثبات في تشريعنا
لقواعد أكثر فظاعة من ضغائن يأسنا ؟ ينابيع جديدة ستتفجّر
وتهلكنا بحداثة الطوفان . سأم يجرح الزهرة السامية للوجود ،
ويعكّر صفاء كلّ شيء ، ولا إشراقة في ما ينتظر انحدارنا إليه .







الذين تأثّرنا بهم في حياتنا




الى علي وجيه





نُسافرُ في شكران عظيم ، تحت الحراك المملوك للنجوم ،
ونحتفظ بالأفياء المغرمة التي لا تُبليها العلامات
المحتجبة للطبيعة ، أولئك الذين تأثّرنا بهم في حياتنا
في التيّارات المداهمة لسناء الكلمة ، أعانونا بترحاب أصيل .
الكلمة على وشك السقوط ، لكن ما يعينها
ويعيننا ، في تذّكر الأشياء المنحنية في الطهر المريع
للصدى ، هم أولئك الذين ظلّوا لنا جسوراً ، وتراجعوا
في الوفاء المحتشم للماضي . إشاراتهم التي انتظرناها
في عبورنا للأنهار المهدومة في تعفنات العالم ، ملأت
الفراغ ، وعلَّقت المفتاح فوق الجناح المفلول للحلم .
مذاق تجربة ، مثقل برائحة الشهب الموغلة في ملحنا ،
يضيء الشاطيء المرير للأغنية المغطاة بنداوة الآبار ،
وتتلّمس فيه المرآة
الساكنة ، الظلمة الطليقة في نوافذ الصيّاد . شموع
كثيرة سفحناها في الليالي التي هجرتنا فيها غضبات
الفعل ، لكن في رياض مرتبة خلف الاهرامات الشعرية ،
صعدنا مع الطقوس الى الهدف الأخير للتلميحة المتحرّكة
في مراتب الزمان .




20 / 8 / 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر