الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة سريانية مترجمة الأمانة

عادل دنو

2012 / 8 / 21
الادب والفن


قصيدة سريانية
الامانة
شعر وترجمة عادل دنو

"مواطنون بلا وطن"
هكذا دعينا
النعاس في جفون اولادنا المهرَّبين
بلا قيد وهوية مرحلين
وصاروا "مواطنين بلا وطن"
*
هل ياترى..! اصبحنا نحن اشرار هذا الزمن
في سوق العبودية
يشترينا البعض ويبيعنا البعض.!
نحن اصبحنا مثل عبيد ملوك هذه الدنيا
مرسلون صرنا من وليمة الى وليمة
ومن يم الى يم
ومن سلطة الى اخرى
ومن اله آشور وخمبابا
الى مسييّري هذا اليوم واله اوباما
هاربون خائفون مثل الدجاج
من بابل الى نينوى
ومن نينوى الى هكاري
ومن هكاري الى تلكيف واورمي
وروسيا القوقازية
ومن اورمي الى بعقوبة
ومن بعقوبة الى مندان وامريكا
ومن مندان الى خابور
ومن خابور
الى ابعد منثورين
حاملين أمانتك..!
*
تعلمنا
من بابل مبعثرون
ومن نينوى مبعثرون
ومزاودنا في كل الاوقات مُعدة
نبحث عن ارض تحمينا
عن سقف يغطينا
وخمية ومنزل يأوينا
واولادنا حوالينا
وعلى ظهرنا أمانتك..!
*
ابني..
نحن سريان ابناء سريان
سلخنا جلدنا
لمال الانكليز..!
واعتقدنا كلمة الروس
ستكون لنا دواء..!
دعوة فيصل
تكون لنا خبرة
وتعزية..!
غازي ونوري وصدقي
كانوا واحدا بعد آخر لنا ذابحون
لم يترك لنا البعثيون
فرصة ايقاد شموع الامل
ولنترك على اكتافنا أمانتك..!
*
عراقيون سريان
وطننا مجبول بدموعنا
مشاربنا مممزوجة باسمنا
عرقنا مدسوس في عظامنا
"كرذو" أكلتنا معجونة بتراب
بين النهرين
"صاجنا" محمي بفحم
وجمر اسوارنا
طعامنا وشرابنا
عاداتنا مفروشة على سورنا
رايتنا واحجار منحوتة
قبورنا وشهدائنا
مختومون بختم الموصل
وجبالنا...
لقد اضعنا أمانتك ايها الشهيد
وألواحنا تهشمت
وحروفها صدئت
واسمائنا تدحرجت
في الوديان
لم نعد معروفين
لا من اصدقاء
ولا من جيران
لا من اقرباء
ولا من البعيدين..
وان كانت امانتك على ظهورنا..!
*
صرنا نحن اصحاب امانة
محبوسة
في كراس كتبه
ملك ظالم
صرنا اسرى بدين الذي اراده
عظيمنا النائم
صرنا محبوسين في كذب الحزن
وحزن الكذب
مبحلقة فينا عيون العالم
في أعراسنا
في مآتمنا
في امانتك التي تعيش معنا
في أعيننا
في جيوبنا
في أضلعنا
تسير مع دمنا تجري
في كتابنا المقدس
في مزاميرنا
في صلواتنا
في دموع اطفالنا الصغار
في عكازات شيوخنا الكبار
في عرق عجائزنا واغنيات
وعرق امهاتنا خلف التنانير
وصرنا مثل من قطع لسانه
وجف حلقه
اينما ندير وجوهنا
هناك من يوقفنا
اذا صرخنا باسم الملك
سحرا يبيعون لنا
واذا صرخنا باسم يسوع
سيفا يرينونا
والمعروفون فينا
بإرسالهم الى الخارج يُقتلون
وها هي على ظهورنا أمانتك..!
والغربيون
يطلبون منا ان ننسى الأمانة
وننسى أسمنا
الى شفا القبر وصلنا
والذي لم يصل
دفعا يدفعونه
وعلى ظهر كل واحد منا أمانتك..!
*
ضاع لساننا
وتبعثرت حروفنا
يا شهيدا.. على اكتافنا أمانتك..!
*
حقا
صلبنا أمانتك على صورة الحسد
وعلقنا على سور الغرور
بغيرة ضربنا المسامير
على نعشك في طريق المقبرة
لا احد حمل الغيرة ليرسم
وطنه بقطرة صليبه
لا احد علّم ولده ليحفظ
وطنه
ويسفك بعضا من دمه البارد
ويترك على اكتافه أمانتك..!
*
أمانتك ايها الشهيد ظلت في الكهف
وكلب منزل جدنا يحرسها
صرنا مقلعين من أصلنا
وامام الرياح والعواصف
مثل الريشة
يهتز رجاؤنا
صرنا مهجرين حتى من احلامنا
السياسي يذبحنا
ملكنا يتركنا
واسيادنا
كل ما بقي في جيوبنا يشحذونه منا
ويشاركوننا خبز كفافنا
واكتافنا كدّت تحت أمانتك..
*
راح حلمنا
من مار برصباعي..
حين سمعوا حامل الأمانة
كتبوا الشهيد الجبار
ومع ذهاب التاريخ
اسجل والوثيقة ضاعتا في الحريق
ومار بنيامين..
قالوا وقالوا .. راغب
وآغا بطرس
قالوا انه طائفي
وعندما استشهدت انت اليوم
قالوا فات الزمان..!
ترك لنا الأمانة
ذهبوا كلهم
ومعهم ضاعت
الوان عيوننا
وأمانتك الثقيلة
وبقيت على ظهورنا أمانتك..!

آب 2012









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل