الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عماء الأدلجة

ميس اومازيغ

2012 / 8 / 21
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


عماء الأدلجــــــــــــة

بالأمس القريب قال القدافي (ملك ملوك افريقا) السابق((من لا يحب القدافي لا يستحق الحياة)).
عجبا ان يلاحظ القارىء المحترم ان القدافي لم يكن الوحيد الذي يلبسه الغرور والنرجسية,
بل ان العماء ليس فقط عماء البصر بل والبصيرة ايضا الناتجين عن الغرق في الأيديولوجيا من قبل الغارق فيها, يجعل هذا شبيها للقدافي. بالرغم من ان هذا الأخير انتهى الى تشريح دبره بسلك حديدي يعرفه جيدا عمال البناء .غير ان العبرة قليل من يوليها الأهتمام.

غريب امر هؤلاء المؤدلجين الذين يعتقدون انهم وحدهم على صواب. بل ويتجاوزون ذلك الى اعتبارمخالفهم في الرايء لايستحق الأعتبار. اليس اصحاب الفكر الأطلاقي اسبق في
تفعيل والعمل بفكرة من ليس معي فهو ضدي قبل ان يصرح بها الرئيس الأمريكـــــــــــي؟
بل تجاوزوا ذلك لدرجة اعتبار هذا المخالف مجرد لا شيء. اتعلم ايها القارىء المحترم
السبب؟ انه فكر الجماعة الذي لا يولي أي اعتبار للفرد. فكر الجماعة هذا ليس سوى فكر الأستبداد واداة للمستبد لظمان موقعه ودوامه.

علمتني التجربة والملاحظة الدقيقة ان اجد لدى المؤدلجين الميل التام للأتباع والسير خلف
الزعيم القدوة حتى درجة تقمص الشخصية والتنازل التام عن الأنا.

علمتني التجربة والملاحظة الدقيقة ان اجد لدى المؤدلجين الميل الى محاولة تقليد الزعيم القدوة في مشيته , جلوسه وقوفه بل وحتى طريقة كلامه.

علمتني التجربة والملاحظة الدقيقة ان اجد لدى المؤدلج لهفته للظهور املا في التقرب
من الأنثى, و اتخاذه من مبادئه اداة للصيد, وان كان غالبا ما تفر الطريدة من بين يديه بمجرد اظهاره لأنيابه.

علمتني التجربة والملاحظ الدقيقة ان اجد لدى المؤدلج الرغبة الجامحة الغير الواعية
لتقمص دور الببغاء في التكرار, والأعتياد على ترديد السماع واسماع الغير اسطوانته
الخاصة حتى وان كان هو نفسه لا يدرك معاني مضمونها.

علمتني التجربة والملاحظة الدقيقة ان اجد لدى المؤدلج الرغبة في الرجوع بالزمن
الى الوراء. انه الحنين الى الرحم حيث لا عناء ولا الم.

علمتني التجربة والملاحظة الدقيقة ان استنتج في الأخير ان تاثير النظام الأبيسي
ما يزال له مفعوله على المؤدلج الذي يحن الى قائد للأسرة الكبيرة صاحب الراي
السديد والذي لا يرفظ له امر.
اليس هذا ما سبق و استعمله الحاكم المستبد وما يزال في انظمة اقطارنا لكي
يحصل على مبتغاه باعتماده اب الأسرة عند كل عملية اقتراع حاملا اياه
على فرض رايه الموالي طبعا على افراد اسرته رغم رشدهم بل وحتى تعلمهم
وجهالته؟
اليس فكر الجماعة سببا في تخلفنا لتنازل الفرد فينا مكرها عن اناه والرضى
بان يساق مع القطيع؟

علمتني التجربة والملاحظة الدقيقة ان اجد لدى المؤدلج الأستسلام التام لراعي القطيع.
ووضع نفسه رهن اشارته حتى فيما يتعلق بحياته الشخصية.
ومثالا لذلك اذكر القارىء المحترم ان الأمن المغربي سبق والقى القبض على جماعة
اسلامية يتزعمها شخص لا اتذكر هويته ,استطاع ان يقنع تابعيه على انه المهدي المنتضر.
وبلغ امر تاثيره عليهم درجة اللجوء اليه من قبل المريد لطلب حتى اذن مضاجعة الزوجة.

علمتني التجربة والملاحظة الدقيقة ان اجد لدى المؤدلج الميل الى الأحتقار والكراهية
بل ويا حسرتاه حتى للعنف. ليس فقط الرمزي بل والمجرد (انضر التشابك وتبادل الضرب بالكراسي في البرلمانت)

في بلدي مثل يقول(( دير راسك بين الريوس وعيط يا قطاع الريوس)) التي معناها في الأخير ان المصيبة اذا عمت هانت .غيران المصيبة في مثلنا انما يتسبب فيها القائل نفسه
بقبوله عن ارادة حرة وضع راسه بين رؤوس الغير ملغيا ذاته ومتنازلا عن مسؤوليته.

علمتني التجربة والملاحظة الدقيقة ان المؤدلج اذا اخرج من ايطار تفكيره فقد توازنه.
واستعمل كل حيله لأرجاع الفاعل لهذا الأطار او على الأقل اقتياده الى جزئيات خارج
الموضوع الرئيس, الذي اخرج بواسطته عن ايطار تفكيره. و فشله في ذلك يؤدي به الى محاولة الأستعانة بعبارات القذف والشتم والسباب وهي الدرجة التي يفتظح فيها انهزامه
وتعذيبه لنفسه قبل الموجه اليه القذف والسباب.


ان الذين تمكنت الأيديولوجيا غسلهم وعصرهم ونشرهم افقدتهم انيتهم وحرمتهم من
اهم ما يتعين ان يستفرد به الأنسان. والتي هي المبادرة الحرة العقلانية .وهذه بالصفة
المذكورة تستوجب في الأساس رد الأعتبار للفرد. هذا الفرد هو اساس الجماعة.
فهو المكون للجماعة وليست هذه هي التي توجده.رد الأعتبار للفرد يستلزم التشبع
بقابلية المنافسة المشروعة الممزوجة بروح الأخوة الأنسانية. رد الأعتبار للفرد يفتح المجال لتبادل الخبرات والتجارب التي تختلف من فرد لأخر بالنضر الى اختلاف درجات الجرئة
و القدرة على المغامرة نعم المغامرة الن تكون النتيجة هينة متى كانت هذه فردية اذا قدر ان كانت ماساوية منها اذا كانت جماعية؟

ان مقولة ما اجتمعت امتي على خطأ هي خطأ في حد ذاتها ما لم تكن مقرونة بالزامية
احترام رأي الفرد, حتى وان كان مخالفا. لأن الحقيقة نسبية ولأن الراي قد يتغيرولا يتمسك برايه الخاص رغم خطئه الا المجنون.

انهي مقالتي هذه بمقولة عاقل:
((لست مستعدا للدفاع عن رايي حتى الموت لأنه قد يتغير))
فليحاول المؤدلج تقبل الراي المخالف وبصدر رحب اذ لولا اختلافنا في الراي ما كنا لنجتمع.
وليعلم هذا المؤدلج ان السياسة اليوم اصبحت ممارستها ممارسة علمية تقتضي العقلانية اساسا, لا المكر والخداع لأن الفكر البشري في تطور مستمروان الذي يعتمد النضر من نافذ
واحدة محكوم عليه ان تغيب عنه كثير من الحقائق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اهو تحدي للأستفزاز يا فرسان التنوير؟
ميس اومازيغ ( 2012 / 8 / 21 - 16:58 )
هل من امكانية لنقل موضوعي هذين وبطريقة صحيحة يحمل الأول رقم 91 والحالي رقم 29 بالموقع الفرعي الأصلي المخصص للمواضيع التي اشارك بها بهذا الموقع المميز( الحوار المتمدن)؟
ساكون شاكرا للهيئة وارجوا ان لا يكون وراء عملية تشتيت مقالاتي نية سيئة سببها العماء الأيديولوجي هيييييييييييييييييه
رابط موقعي الفرعي الأصلي يا ناس هو التالي:
www.ahewar.org/m.asp?I=3468


2 - انها لاتعمى الأبصار
عبد الله اغونان ( 2012 / 8 / 21 - 18:21 )
انها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور
انت نفسك تتميز بعماء الادلجة اديولوجية عنصرية تشيد بالصهيونية وتتنكر لثوابت الأمة ولاتقبل الاختلاف وندعو الى الكراهية
لم تقولون مالاتفعلون؟


3 - شكرا ميس هذه باقة حلوة ومفيدة من التجارب الحياتيه
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 8 / 21 - 18:28 )
تحيه مخلصه للكاتب
نحن باشد الحاجه للعقلانية ولنتائج العزم لحل مشاكلنا
ولنعمل لالغاء استعمال الايديولوجيا في ادارة المجتمعات والدول وحل المشكلات
الايديولوجيا -اي كانت-غيبيه او قوميه او طبقيه يمكن ان تكون -مستعمله-في الحياة الشخصية الفردية لا ان تعمم على الناس بكل افرادهم-كما مثلا الان في البلدان المسماة اسلاميه في منع الاكل والشرب العلني على الجميع في رمضانهم
الماءساة ان بعض اصحاب الايديولوجيات يعتبرون الاخرين من المؤدلجين المختلفين عنهم انهم متخلفين او حتى تكفيرهم بالمعنى الديني او المدني للتكفير
القرن العشرين كان بامتياز قرن الادلجه
القرن الواحد والعشرين هو قرن الانتهاء الكامل لوجود الايديولوجيات والبداية المكثفة لاستعمال العقل والتاءخي بين البشر انطلاقا من الاحترام التام للفرد بصفته النسخه الانسانية الغير قابله للتطابق المطلق مع اي بشر اخر ولكن هذا الاختلاف اغناء للوجود الانساني
مره شكرا علما هذه المرة الاولى التي اتشرف فيها بقراءة نص للكاتب فانا قليل الامكانية على القراءة والكتابة


4 - رد الى العزيز الدكتور صادق الكحلاوي
ميس اومازيغ ( 2012 / 8 / 21 - 18:56 )
عزيزي الدكتور صادق الكحلاوي تقبل تحياتي/ انا ايضا اتشرف عزيزي بزيارك الميمونة لصفحتي و مشاركتك اغناءا لموضوعي.
ان العمى الأيديولوجي كان السبب الرئيس في فشل اليسار سيما الماركسي في اقطارنا لسبب اراه مهما لأنه حال دون الدراسة الموضوعية لمجتمعاتنا ومقدراتها وهو توقف المتشبعين عند التباهي في صناعة المفاهيم والمسطلحات الرنا نة ومخاطبة المتلقي من صوامع من العاج مع تولية المؤدلجين ضهورهم لكل من يخالفهم الراي اعتبارا لهؤلاء مجرد لا شيء انه الفكر الأطلاقي الأستبدادي.انه فكرالجماعة الملغي للفرد بالرغم ان هذا الأخير هو الأصل والأساس.
تقبل تحيلاتي


5 - ما رأيك
حسين طعمة ( 2012 / 8 / 21 - 21:37 )
عزيزي الكاتب ,لأجل ان توصل فكرك ورأيك في هذا المقال ,تنطلق من رؤية مسبقة تجعل منها اساس لتوضيح ما ترغب به .أليس كذلك .اذن سيكون هناك منطق فكري تعتقده صحيحا .واذا كان جوابك بالايجاب ,اذن انت تملك ايديولوجيا .هل وصلت الفكرة .لا اعلم لم تثير هذه العبارة الكثير من الكتاب


6 - نعم صحيح
ميس اومازيغ ( 2012 / 8 / 21 - 21:58 )
عزيزي حسين طعمة تقبل تحياتي. /صحيح ما اوردت في تعليقك لكن اعتقد انني اوظحت وبلغت عن الأدلجة المعنية.
تقبل تحياتي وشكرا على مرورك


7 - أيدولوجيا الصحراء
جبين عاري بلا أسماء ( 2012 / 8 / 22 - 15:49 )
نعم سيدتي.. ان تلك الأيديولوجيا العقائدية الفاشية الشمولية القاحلة انسانيا والتي تنضح بالحقد والبغض والكراهية ورفض الآخر ومعاداته والتي زاوجت بين قيم الصحراء والتلمود تجعل منهم كائنات عدمية لا تملك قرارها ولا مصيرها ولا إرادتها..مجرد قطعان بهائمية تسيّرها فتوى هنا وخطبة هناك

يطول الحديث حول هذه النقطة ولا أريد الاطالة عليك.. دمت بخير 


8 - رد الى جبين عاري
ميس اومازيغ ( 2012 / 8 / 22 - 17:44 )
زائري الجديد المحترم جبين عاري تقبل تحياتي/ اتقصد بجبين عاري :واظح ولا تستحيي ولا تهاب احدا في قول كلمة حق؟ ان نعم فانا كذلك.
ان العمى ألأيديولوجي يجرد الأنسان من انيته مما يجعله مجرد روبوط يردد ما يشحن به بحيث يكون رهن اشارة الزعيم وجنديا مهمته تنفيذ الأوامر بما فيها الأنفجار والتفجير.
شكرا على مرورك وليدم التواصل.

اخر الافلام

.. مظاهرات في القدس تطالب بانتخابات مبكرة وصفقة تبادل والشرطة ا


.. Boycotting - To Your Left: Palestine | المقاطعة - على شمالَِ




.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.