الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فاتورة القضاء على الإرهاب

موريس رمسيس

2012 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


سوف تستمر أمريكا و معها الغرب يتخبطون في تنفيذ الخطط و الإستراتيجيات ‏الموضوعة لمكافحة الإرهاب على مستوى العالم ، بسبب التداخل مع مثيلتها من ‏الخطط التي تنفذ في نفس الوقت على الأرض من أجل ضمان الإمدادات البترولية ‏لغرب و أمريكا و تقاطع ذلك مع الخطط التي يتم تنفيذها من أجل محاولة إبطاء ‏النمو السريع لاقتصاد الصيني و إبطاء أي انتعاش و تقدم روسي سريع على ‏المستوى السياسي و العسكري

انقلابات الأنظمة في الشرق الأوسط (ما يسمى بالربيع العربي) و تحويلها من أنظمة ‏عروبية إلى أنظمة إسلامية تصب في صالح هذا المخطط الكبير الذي يتم تجربته في ‏الشرق الأوسط و الذي يتم في نفس الوقت تعطيله و (فرملته) من قبل الروس و ‏الصين في سوريا لكبح جماحه‏

بغض النظر عن جميع الإستراتيجيات التي يجمع عليها قوى الغرب و أمريكا في ‏الشرق إلا أن القضاء على الإرهاب في العالم بدون اتفاق القوى الخمسة الكبرى و ‏ألمانيا و البرازيل و الهند و اتخاذهم ذلك كأولوية أولى في إستراتيجيتهم القومية فلن ‏يتحقق شئ تجاه القضاء على الإرهاب على المدى الطويل

ليس الغرض بالطبع من ذلك القضاء على الإسلام فساذج و جاهل من يعتقد و ‏يخطط لذلك و لكن الغرض أن يتم منع الجهاد (الإرهاب) و منع عمليات تجريم ‏الارتداد بين المسلمين حتى يتم القضاء عليهما كأفكار تتعارض مع الإنسانية و يجب ‏أن يتم ذلك بالقوة الجبرية كما حدث من قبل بالنسبة لعبودية في الإسلام و مظاهر ‏ممارسة الشراء و البيع لبشر
‏ استخدام القوة الجبرية و ليس الناعمة من قبل المجتمع الدولي أصبح مطلوب حتى ‏تتقبل الأجيال المسلمة القادمة لهذا المنع و التحريم الدوليان و حتى يصبح هذا جزء ‏من الماضي و من التاريخ الإسلامي فقط لا غير
لكي يتمكن العالم الحر من القضاء على فكرة الجهاد (الإرهاب) و فكرة (قتل و معادة ‏المرتد عن الإسلام) في الثقافة الدينة التي تمارس على الأرض ، فيجب عليه أولا ‏تجفيف منابع هذا الفكر و مصادره في مكانه و لكن بأسلوب مختلف

يعتقد العرب أهل الدول الخليجية أن الله قد انعم عليهم بثروات الأرض من البترول ‏و الغاز و بكميات وفيرة دون غيرهم من الأخريين دليلا على صحية معتقدهم ‏‏(الإسلام) و إشارة منه "أي الله" إلى استرجاع الجهاد المعطل (استعمال الإرهاب) ‏في نشره في الشرق و الغرب و كل العالم فقد أوُرث الله عباده الصالحين (الأخوان ‏و السلفيين الوهابيين و آل البيت) الأرض بمن عليها

هذا الاعتقاد الخاطئ هو إحدى أسباب انتشار الإرهاب بين المسلمين و هم لا ‏يعلمون في الحقيقة أن .. لا الله .. و لا محمد .. و لا أم المؤمنين عائشة أو فاطمة لهم ‏فضل في ظهور الغاز و البترول لكن الفضل يرجع أولا و أخيرا إلي الغرب في ‏اكتشافه و في استخراجه و تطوير استخداماته الصناعية و المعيشية
لم يفعل الرجل العربي شئ على الإطلاق في مقابل الأموال المتساقطة عليه غير ‏التباهي و التعالي و نشر مبادئ الفساد الإداري و الأخلاقي و الرشوة على كل ‏المتعاملين معهم بالإضافة نشر و تعميم الثقافة الوهابية الإسلامية عليهم و تصديرها ‏إلى الغرب من خلالهم حتى أصبحت تلك المنطقة المسماة عربية عبئ على البشرية ‏

ليس من المنطق وجود اله في السماء أو على الأرض يشارك في دمار الكون و يقوم ‏بتخريب الطبيعة من أجل نهضة الإنسان و أغراضه الصناعية .. ذلك لأن البترول ‏و الغاز هما السبب الأول في تخريب الطبيعة على الكرة الأرضية و في تكوين ثقب ‏الأوزون في الغلاف الجوى المسبب لاحتباس الحراري على الأرض

قد ساعد البترول على استمرار الثورة الصناعية منذ منصف القرن التاسع عشر ‏حتى الآن و لذا يعتبر بمثابة الانتحار الجماعي من قبل الغرب لو أقدم على وقف و ‏تجريم استخدامه الآن على الكرة الأرضية لعدم وجود البديل (الكافي) لشعوب ‏

أعتقد شخصيا حينما نصل إلي منتصف القرن الحادي و العشرين يمكن في وقتها ‏التحدث عن نقطة الصفر في استخدام المحروقات عموما على وجه الأرض

في حالة الاتفاق بين الدول الثمانية الكبرى سابقة الذكر فيجب وضع اليد على منابع ‏البترول و الغاز في منطقة الخليج الفارسي و بما يخص إيران منه أيضا و ليس ‏الغرض من ذلك سرقة تلك المنتجات و الثروات الأرضية و لكن بغرض التحكم في ‏الأموال الطائله الناتجة عن بيعها و التي تستخدم بأسلوب مباشر و غير مباشر في ‏نشر عقيدة الإرهاب حول العالم بين المسلمين و أنا لا أقصد هنا الإسلام ‏

جميع العمالة المتواجدة في دول الخليج منذ عشرات السنوات معبئة بالأفكار ‏الإرهابية الوهابية و هي تعتبر المنتج الأساس لأجيال القادمة من الإرهابيين و ‏لعشرات السنوات في المستقبل

احتلال تلك المنابع و أعاده توزيع الدخل الناتج عنها تحت أشراف دولي في صورة ‏مشاريع إنمائية اجتماعية و ثقافية و اقتصادية حقيقة مع وجوب "توطين" العمالة ‏المتواجدة بها من مصريون و فلسطينيون و غيرهم لكي يساعد سكان تلك المنطقة و ‏ما حولها من دول الشرق الأوسط عموما إلي الدخول في المنظومة الدولية الإنسانية ‏و بالتالي من الممكن أن تنتج هذه المنطقة من العالم في المستقبل بشر صالحين ‏أسوياء عقليا و نفسيا و اجتماعيا و روحيا

مع شكري و محبتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يكفي فرض حرية العقيدة
بشارة خليل قـ ( 2012 / 8 / 23 - 01:31 )
فرض حرية العقيدة هو اهم اداة في الحرب على الارهاب والفاشية الاسلامية
لكن للاسف الغرب يتخذ من الرجعية الخليجية حليف استراتيجي لدوام مصالحه ويضرب بعرض الحائط القيم الحضارية والديمقراطية وحقوق الانسان التي يتغنى بها عندما تمس هذه القيم والمباديء مصلحة معبوده والهه الاعلى - المال والمصلحة المادية


2 - اشكرك
موريس رمسيس ( 2012 / 8 / 25 - 12:12 )
الأستاذ / خليل
اشكرك على قراءة المقالة ... و على الأضافات

اخر الافلام

.. مسلسل إيريك : كيف تصبح حياتك لو تبخر طفلك فجأة؟ • فرانس 24 /


.. ثاني أكبر جامعة بلجيكية تخضع لقرار طلابها بقطع جميع علاقاتها




.. انتشار الأوبئة والأمراض في خان يونس نتيجة تدمير الاحتلال الب


.. ناشطون للمتحدث باسم الخارجية الأمريكية: كم طفلا قتلت اليوم؟




.. مدير مكتب الجزيرة يرصد تطورات الموقف الإسرائيلي من مقترح باي