الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأظل أقولها .. ‏العدل‏ ‏حق‏ ‏للجميع‏ ‏فلا‏ ‏تقبلوه‏ ‏إحسانا‏

عمرو اسماعيل

2012 / 8 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


‏‎العدل‏ ‏والمساواة‏ ‏هما‏ ‏حق‏ ‏المواطن‏ ‏في‏ ‏أية‏ ‏دولة‏ ‏يحمل‏ ‏جنسيتها‏ ‏وليس‏ ‏منة‏ ‏أو‏ ‏إحسانا‏ ‏من‏ ‏أغلبية‏ ‏أو‏ ‏أقلية‏, ‏سواء‏ ‏كانت‏ ‏دينية‏ ‏أو‏ ‏عرقية‏ .. ‏هو‏ ‏حق‏ ‏دافع‏ ‏عنه‏ ‏مارتن‏ ‏لوثر‏ ‏كينج‏ ‏سلميا‏ ‏في‏ ‏أمريكا‏ ‏ودفع‏ ‏حياته‏ ‏ثمنا‏ ‏لذلك‏, ‏ولكن‏ ‏حلمه‏ ‏أصبح‏ ‏حقيقة‏ ‏قانونية‏ ‏ودستورية‏ ‏رغما‏ ‏عن‏ ‏تصرفات‏ ‏بعض‏ ‏الأفراد‏ ‏الذين‏ ‏مازالوا‏ ‏يحملون‏ ‏بذور‏ ‏التعصب‏ ‏هناك‏ .. ‏ولعل‏ ‏أوباما‏ ‏وقبله‏ ‏كوندوليزا‏ ‏رايس‏ هما المكافأة التي حصل عليها لانه لم يقبل العدل احسانا
‎‏
‎وأنا‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏المنطلق‏ ‏أدعو‏ ‏الأقباط‏ ‏والمرأة‏ ‏بالمشاركة‏ ‏السياسية‏ ‏والترشح‏ ‏لجميع‏ ‏المناصب‏, ‏وأحث‏ ‏أي‏ ‏إنسان‏ ‏شعر‏ ‏بالغبن‏ ‏أو‏ ‏أنه‏ ‏ظلم‏ ‏نتيجة‏ ‏ديانته‏ ‏أو‏ ‏طائفته‏ ‏أو‏ ‏جنسه‏ ‏سواء‏ ‏كان‏ ‏مسلما‏ ‏سنيا‏ ‏أو‏ ‏شيعيا‏ ‏أو‏ ‏مسيحيا‏ ‏من‏ ‏أية‏ ‏طائفة‏ .. ‏أن‏ ‏يرفع‏ ‏قضيته‏ ‏إلي‏ ‏القضاء‏ ‏والإعلام‏ ‏وقوي‏ ‏المجتمع‏ ‏المدني‏ ‏داخليا‏ ‏وخارجيا وأن يتظاهر سلميا ليحصل علي حقه فهي الطريقة الوحيدة لايصال رسالته الي العالم اجمع ‫..‬ وهو مايجب ان يفعله اقباط مصر الآن ان أرادوا حقوق المواطنة كاملة في بلدهم مصر ‫..‬دون منة او احسان من احد .. لا من رئيس الجمهورية ولا من شركائهم في الوطن فما اراه في الاعلام الآن من شعارات عن وحدة الهلال والصليب دون اي قوانين فعلية تؤكد المواطنة وتمنع التمييز علي اساس ديني وتؤكد علي حرية العقيدة والعبادة لن يأتي بحقوق بل يعمق التقسيم الطائفي في مصر .. الهلال والصليب لا يتعانقان .. مكانهما المساجد والكنائس .. اما في الشارع والعمل فالجميع يجب ان يكونوا مصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات .. من حق الترشح الي والتعيين في اكبر مركز في مصر الي واجب احترام اشارة المرور .. بطرس غالي الذي اصبح الامين العام للمتحدة لم يكن في مصر وزيرا للخارجية بل وزير دولة علي اعتبار انها وزارة سيادية من حق مسلمي مصر وهو بقبوله بذلك ساهم في أن تصل الامور الي ماهي عليه الآن .. الوزراء في مصر يرشحهم رئيس الجمهورية .. فلماذا لم يرشح الرئيس قبطيا نابها وما اكثرهم لوزارة الداخلية او الدفاع او الخارجية أو رئيسا للوزراء ،، شعار الدين لله والوطن للجميع يجب أن حقيقة وليس مجرد شعار أجوف ‫..‬‏.
‎‏
‎هذه‏ ‏هي‏ ‏الطريقة‏ ‏للوصول‏ ‏إلي‏ ‏مجتمع‏ ‏المساواة‏ ‏والعدل‏ ‏سلميا‏, ‏وأي‏ ‏قوة‏ ‏في‏ ‏المجتمع‏ ‏تري‏ ‏أن‏ ‏لها‏ ‏حقوقا‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏تكون‏ ‏قوة‏ ‏انتخابية‏ ‏ضاغطة‏ ‏وعندها‏ ‏سيسعي‏ ‏الجميع‏ ‏لإرضائها‏ ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏فهمته‏ ‏جماعة‏ ‏الإخوان‏ ‏ولهذا‏ ‏هي‏ ‏تستغل‏ ‏الديموقراطية‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏تؤمن‏ ‏بها‏.
‎‏
‎وأنا‏ ‏والكثيرون‏ ‏لا‏ ‏يوافقون‏ ‏أن‏ ‏الدين‏ ‏والوطن‏ ‏لله‏ ‏كما‏ ‏يدعي‏ ‏بعض‏ ‏الإسلاميين‏ ‏بل‏ ‏إن‏ ‏الدين‏ ‏لله‏ ‏والوطن‏ ‏للجميع‏ ‫..‬ الوطن للجميع ‏لسبب‏ ‏وحيد‏ ‏أن‏ ‏الوطن‏ ‏به‏ ‏غير‏ ‏المسلمين‏ ‏بالملايين‏ ‏وغير‏ ‏السنة‏ ‏بالآلاف‏, ‏ويجب‏ ‏أن‏ ‏يسعهم‏ ‏الوطن‏ ‏جميعا‏ ‏لأن‏ ‏هذا‏ ‏حق‏ ‏لهم‏ ‏وليس‏ ‏منة‏ او احسان ‏من‏ ‏أحد‏.‏
‎أنا‏ ‏لا‏ ‏أقبل‏ ‏العدل‏ ‏إحسانا‏ ‏من‏ ‏غير‏ ‏مسلم‏ ‏أو‏ ‏مخالف‏ ‏لي‏ ‏في‏ ‏الملة‏, ‏ومن‏ ‏حقه‏ ‏أيضا‏ ‏نفس‏ ‏الشيء‏ ..‏هذا‏ ‏الوطن‏ ‏هو‏ ‏ملكه‏ ‏تماما‏ ‏مثلما‏ ‏هو‏ ‏ملكي‏ ‏حتي‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏إلهنا‏ ‏مختلفا‏ .. ‏العدل‏ ‏هو‏ ‏طريق‏ ‏ذو‏ ‏اتجاهين‏ ‏وهو‏ ‏حق‏ ‏وليس‏ ‏‏إحسان‏ .. ‏هو‏ ‏حق‏ ‏إنساني‏ ‏وليس‏ ‏ديني‏ 
‎‏
‎ومن‏ ‏هذا‏ ‏المنطلق‏ ‏أنا‏ ‏لا‏ ‏أخفي‏ ‏معارضتي‏ ‏للإخوان‏ ‏لأنهم‏ ‏يعتبرون‏ ‏أن‏ ‏المساواة‏ ‏إحسان‏ ‏من‏ ‏المسلم‏ ‏لغير‏ ‏المسلم‏, ‏وأنه‏ ‏يعيش‏ ‏في‏ ‏كنف‏ ‏المسلم‏, ‏رغم‏ أن ‏الحقيقة‏ ‏التي‏ ‏لا‏ ‏تحتاج‏ ‏إلي‏ ‏أي‏ ‏إثبات‏ ‏هي‏ ‏أن‏ ‏مصر‏ ‏وطن‏ ‏الآباء‏ ‏والأجداد‏ ‏للجميع‏ ‏للقبطي‏ ‏مثل‏ ‏المسلم‏ ‏تماما‏, ‏وأن‏ ‏الجميع‏ ‏لهم‏ ‏فيها‏ ‏حقوقا‏ ‏متساوية‏ ‏بالتاريخ‏ ‏والدم‏, ‏وهذه‏ ‏الحقوق‏ ‏يترتب‏ ‏عليهم‏ ‏نفس‏ ‏الواجبات‏, 
‎‏هم يقولون‏ ‏الإسلام‏ ‏هو‏ ‏الحل‏ ‏وأنا‏ ‏أقول‏ ‏‏‏الدولة‏ ‏المدنية‏ ‏التي‏ ‏تستمد‏ ‏شرعيتها‏ ‏من‏ ‏الشعب‏ ‏وليس‏ ‏الله‏ ‏كما‏ ‏يدعون‏ ‏هي‏ ‏الحل‏ .. ‏الدولة‏ ‏التي‏ ‏تحترم‏ ‏كل‏ ‏الأديان‏ ‏وتعتبر‏ ‏أن‏ ‏الدين‏ ‏لله‏ ‏والوطن‏ ‏للجميع‏ ‏هي‏ ‏الحل‏.
‎‏
‎هذه‏ ‏هي‏ ‏الديموقراطية‏, ‏وليست‏ ‏كما‏ ‏يعتقد‏ ‏الإخوان‏ ‏بشعارهم‏ ‏السياسي‏ . ‏لسنا‏ ‏ضد‏ ‏الإسلام‏ ‏ولكننا‏ ‏ضد‏ ‏استغلاله‏ ‏سياسيا‏ ‏ووضعه‏ ‏في‏ ‏مواجهة‏ ‏أفكار‏ ‏سياسية‏ ‏وضعية‏ ‏وتعريضه‏ ‏للانتقاد‏ .. ‏إنهم‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏يسيئون‏ ‏للإسلام‏ ‏بفعلهم‏ ‏هذا‏ ‏لو‏ ‏كانوا‏ ‏يعلمون‏ ..‏
‎الإسلام‏ ‏السياسي‏ ‏لم‏ ‏يكن‏ ‏أبدا‏ ‏حلا‏, ‏بل‏ ‏كان‏ ‏المشكلة‏ ‏طوال‏ ‏تاريخنا‏ ‏الممتد‏ ‏أربعة‏ ‏عشر‏ ‏قرنا‏ ‏واللعب‏ ‏به‏ ‏كورقة‏ ‏سياسية‏ ‏كان‏ ‏السبب‏ ‏في‏ ‏إراقة‏ ‏دماء‏ ‏الملايين‏ ‏ولا‏ ‏يزال‏ ‏
‎هذه‏ ‏هي‏ ‏الديموقراطية‏, ‏والإخوان‏ ‏يحاولون‏ ‏استغلالها‏ ‏فليتحملوا‏ ‏تبعة‏ ‏عملهم‏ ‏هذا‏ .. من يقول ان الاسلام دين وسياسة ‫..‬دين ودنيا ‏فليتحمل ‏نقد‏ ‏الإسلام‏‏ ‏وكشف‏ ‏الحقائق‏ ‏التاريخية‏ ‏التي‏ ‏لا يمكن انكارها‫..‬
‎ ‏ 
‎الديموقراطية‏ ‏تعني‏ ‏الدولة‏ ‏المدنية‏ ‏وآلياتها‏ ‏من‏ ‏فصل‏ ‏الدين‏ ‏عن‏ ‏الدولة‏ ‏وحقوق‏ ‏المواطنة‏ ‏للجميع‏ ‏بصرف‏ ‏النظر‏ ‏عن‏ ‏الدين‏ ‏أو‏ ‏الجنس‏ ‏أو‏ ‏اللون‏ ‏والتداول‏ ‏السلمي‏ ‏والدوري‏ ‏للسلطة‏ ‏وحكم‏ ‏القانون‏ ‏المستمد‏ ‏من‏ ‏قيم‏ ‏العدل‏ ‏والمساواة‏ ‏بين‏ ‏البشر‏, ‏واحترام‏ ‏حقوق‏ ‏الإنسان‏ ‏وأولها‏ ‏وأهمها‏ ‏حرية‏ ‏العقيدة‏ ‏والدين‏ ‏وحرية‏ ‏التعبير‏ ‏وعدم‏ ‏التحريض‏ ‏علي‏ ‏العنف‏ ‏وليس‏ ‏فقط‏ ‏ممارسته‏.‏
‎العدل‏ ‏والمساواة‏ ‏ليسا‏ ‏منة‏ ‏أو‏ ‏إحسان‏ ‏من‏ ‏دين‏ ‏لأتباع‏ ‏الأديان‏ ‏الأخري‏, ‏ولكنه‏ ‏حق‏ ‏إنساني‏ ‏لأي‏ ‏مواطن‏ ‫..‬ 
‎وأنا‏ ‏أعلنها‏ ‏صريحة‏ ‏وعالية‏ .. ‏أنني‏ ‏أرفص‏ ‏العدل‏ ‏من‏ ‏أي‏ ‏مخالف‏ ‏لي‏ ‏في‏ ‏الدين‏ ‏أو‏ ‏اللون‏ ‏إن‏ ‏كان‏ ‏منة‏ ‏أو‏ ‏إحسانا‏, ‏ولكني‏ ‏أعتبره‏ ‏حقا‏ ‏لي‏ ‏مثلما‏ ‏هو‏ ‏حقا‏ ‏لغيري‏ .. ‏حقا‏ ‏أستحقه‏ ‏كمواطن‏ ‏وأنتزعه‏ ‏بهذه‏ ‏الصفة‏ ‏ولن‏ ‏أنتظر‏ ‏أن‏ ‏يحسن‏ ‏علي‏ ‏به ‏أحد‏ ‫..‬ لا رئيس الدولة ولا منافقيه ‫..‬ ‏وأدعو‏ ‏كل‏ ‏مواطني‏ ‏مصر‏ ‏بصرف‏ ‏النظر‏ ‏عن‏ ‏ديانتهم‏ ‏أو‏ ‏جنسهم‏ .. ‏نساءا‏ ‏كانوا‏ ‏أو‏ ‏رجالا‏ .. ‏إلي‏ ‏نفس‏ ‏الشيء‏ .. ‏إنه‏ ‏عصر‏ ‏المساواة‏ ‏وليس‏ ‏الإحسان‏ .. ‏العدل‏ ‏حق‏ ‏للجميع‏ ‏فلا‏ ‏تقبلوه‏ ‏إحسانا‏.‏










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عدلا أحسنت
عدلي جندي ( 2012 / 8 / 21 - 21:45 )
دكتور عمرو... أحسنت عدلا


2 - thank you
Raji Batarseh ( 2012 / 8 / 21 - 22:46 )
thank you for being so honest and loving for your humanity..thank you again and God bless


3 - في الصميم أستاذ عمرو
سامي بن بلعيد ( 2012 / 8 / 22 - 04:19 )
الحرية ألإنسانية هي المقياس والوطن ألأول


4 - الفرق كبير
محمد مختار قرطام ( 2012 / 8 / 22 - 07:41 )
تحياتي للكاتب المحبوب
بالنسبة لعنوان التعليق الفرق كبير لأنك اسمك عمرو والثاني اسمه عمرو ايضا انت تدافع عن حقوق الانسان وهو انتهك حقوق وحرمة الانسان بل وحقوق الاطفال والنساء بل وحقوق الحيوان نعم الفرق كبير
الان اصبح المواطن المصري المسلم يجب ان يطالب بحقه من الاخوان والسلفيين والجماعات الاسلامية بوجه عام الان اصبح المصري معرض للقتل في اي لحظة بدعوى من انسان جاهل يضع البامبرز على رأسه بدلا من موخرته
الان اصبح اهدار الدم حلال حلال وواجب شرعي الان اصبح الخروف له قيمة وله فائدة من الانسان المصري
فماذا تقول او تنادي يأستاذ عمرو لا مفر لنا او خلاص الا بالهجرة مسلم كنت ام مسيحي او اي ملة اخرى

اخر الافلام

.. قمر الطائي من انطوائية وخجولة إلى واثقة بنفسها ??????


.. قصص مؤلمة في كل ركن.. شاهد ما رصدته CNN داخل مستشفى في قطر ي




.. بين طلبات -حماس- ورفض نتنياهو.. كيف يبدو مشهد مفاوضات وقف إط


.. ماذا يحدث على حدود مصر فى رفح..




.. اشتباكات في الفاشر تنذر بانطلاق المعركة الفاصلة بدارفور