الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذئاب المخزنية تنهش لحم بعضها في الصراع على كعكة الشعب

زكرياء الفاضل

2012 / 8 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


هناك قاعدة في علم النفس تقول بأنّ الإنسان مهما كبر شأنه في المجتمع ومهما وصل من مركز اجتماعي مهم، تبقى تلك التربية التي تلقاها في طفولته ملازمة له ومؤثرة في تكوين شخصيته إلى الممات. هذه القاعدة أكدتها الحرب الكلامية القائمة بين بين نوابين في البرلمان المغربي، الأول عن فريق الحزب الحاكم العدالة والتنمية، والثاني يمثل فريق الأصالة والمعاصرة. المشادة الكلامية بينهما فاقت الجدل السياسي لتصل حدّ السب والقذف بما يندى له جبين كل ذي أخلاق. فالأول نعت الثاني بخادم ومنديل السيد الذي يمسح به يديه ثم يرميه في المزبلة. و الثاني رد بأن الأول مريض بمؤخرته. فهل هذا مستوى يليق بنائبين برلمانيين؟
لن نركز هنا على المستوى المنحط للنائبين إذ ما يهمنا من الحدث هو فضحهم لبعضهم البعض. فقد أفشى نائب العدالة والتنمية، تحت ضغط الانفعال، بعض أسرار خصمه، إذ قال بأن نائب الأصالة والمعاصرة كان مختبئا في فرنسا وقت الحراك الشعبي يبحث عن شهادة من جامعة السربون للحصول على منصب وزير الداخلية بدعم من جهات نافذة، لكن ذلك لم يتم. في حين جاء رد ممثل الأصالة والمعاصرة كتعرية لبعض زلات خصمه من العدالة والتنمية، حيث ذكر بأن غريمه استقوى على المغرب بدولة أجنبية الشيء الذي استنكرته الأحزاب، بما فيها حزبه العدالة والتنمية ونعته بالخائن للوطن. وللتوضيح فإن الحديث عن واقعة طلب نائب العدالة والتنمية من سفير فرنسا التدخل لدى السلطات المغربية لإطلاق سراح أحد المغاربة الحاملين للجنسية الفرنسية مما اعتبرته الجهات السياسية الوطنية استقواء بدولة الاحتلال على المغرب.
ممثل الأصالة والمعاصرة لم يكتف بهذا بل دخل في بعض التفاصيل، التي يمكن وصفها بالخطيرة خصوصا إذا علمنا أنه يعتبر الدراع اليمنى لأحد مستشاري عاهل المغرب (وهذا ما قصد به نائب الحزب الحاكم عند قوله ب"منديل السيد") أي أنه على اطلاع كبير بخبايا الكثير من قضايا الساحة السياسية الوطنية. على سبيل المثال فقد حمّل خصمه مسؤولية اغتيال أحد الطلبة القاعديين المدعو المعطي أومليل بمدينة وجدة شرق البلاد. وتساءل:"من أصدر فتوى قتله من داخل مسجد الجامعة بوجدة؟". ولم يكتفي ممثل حزب الجرار (هكذا المغاربة يسمون حزب الأصالة والمعاصرة لكون شعاره "الجرار") بهذا ، بل حمل غريمه، في العدالة والتنمية، المسؤولية المعنوية والإيديولوجية في اغتيال الكثير من المفكرين بالمشرق العربي أمثال حسين مروة ومهدي عامل وفرج فودة ومئات الآخرين وكذلك اغتيال بعض الرموز الوطنية، حيث تابع قائلا:"إن من قتل عمر بنجلون وبنعيسى هو الخطير، وليس الخطير منديل مثلي أنا". وهذا اتهام صريح وخطير يواجه به نائب حزب نافذ في القصر ممثل حزب يترأس الحكومة. هكذا تكشف مشادة كلامية بين تيارين عن أن من يتولى مسؤولية النيابة عن الشعب هم مجموعة من العناصر الانتهازية والخطيرة.
إنه بكل تأكيد سيجد ما يجيب به نائب الحزب الحاكم على خصمه الشيء الذي يلقي الأضواء على بعض القضايا الغامضة حتى الآن خصوصا في أمور الاغتيالات السياسية التي شهدتها البلاد. فمزيدا من الانفعال يا "نواب الشعب" وليزداد لهيب حربكم اشتعالا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد هجوم إيران على إسرائيل..مقاطع فيديو مزيفة تحصد ملايين ال


.. إسرائيل تتوعد بالردّ على هجوم إيران وطهران تحذّر




.. هل تستطيع إسرائيل استهداف منشآت إيران النووية؟


.. هل تجر #إسرائيل#أميركا إلى #حرب_نووية؟ الخبير العسكري إلياس




.. المستشار | تفاصيل قرار الحج للسوريين بموسم 2024