الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغالطات الحجي

حميد غني جعفر

2012 / 8 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في كلمة الحجي المالكي بيوم الجلاء عند انسحاب القوات الأمريكية من العراق أواخر العام الماضي قال الحجي : إن الثورات الوطنية في منطقتنا العربية هي من صنع الشرائح والقيادات الإسلامية ... لكن هناك سراق وحرامية يسرقونها منهم ، هذا قول الحجي حرفيا ، وقد ردينا عليه – في حينها – بمقالة ( لا تبخسوا الناس أشياءهم ) ثم تبعناها بمقالة أخرى ( ثورات التحرر الوطني وقواها المحركة في التأريخ المعاصر- بخمسة حلقات - ) والمقالتان نشرتا على موقع – الحوار المتمدن الموقر – الأولى في – 15 – 1- 2012 – والثانية من – 2 – 2 – 2012 - حتى - 18 – 2 – 2012 – بهدف إيضاح حقائق التأريخ – للحجي – أولا - وبالتالي لشبيبتنا من الأجيال الجديدة والتي كان يرى – الحجي – أنه يستطيع بهذه المغالطة تشويه الحقائق وتضليل الشبيبة ، وتمنينا عليه أن لا يقع في مثل هذه المغالطات مرة أخرى وهو في هذا الموقع من المسؤولية .
لكن يبدو أنه كان منتشيا ومنشرحا بما حققه سيادته من انتصار عظيم ومجيد .. !! بجلاء القوات الأمريكية ، وبما حققه الإسلاميين – من شتى الأصناف والألوان – في ما يسمى يثورات - الربيع العربي - الذين تصدروا المشهد لتلك الانتفاضات والثورات الشعبية العارمة ضد أنظمتها الديكتاتورية الشمولية وحكامها الطغاة المستبدين ، وهم ليس لهم من دور – يذكر – في تلك الثورات ... فشعوب تلك البلدان هي صانعة الثورات والانتفاضات بدماءها وتضحياتها ... بعد أن بلغ السيل الزبى من ظلم واستبداد وطغيان أولائك الحكام الطواغيت ، لكن هذه القوى تصدرت المشهد بفعل تحالفها مع الغرب لتلتف وتسرق ثورات الشعوب وتحرفها عن أهدافها الحقيقية من أجل الخبز والحرية والكرامة ، ولكن يبدو إن ألحجي كان قد شعر بالفخار كونه أحد أطراف تلك القوى ، واليوم وبعد أن اتضحت الإخفاقات والارتدادات والفشل في تلك البلدان خصوصا في ليبيا كما تجلى في موقف الشعب الليبي - من الإسلاميين – في الانتخابات وانحيازه إلى العلمانيين كذالك ما يجري في مصر وتونس حيث لم تستقر الأوضاع لصالحهم ولا زالت الصراعات محتدمة بين الشعب وقواه الوطنية الحية وبين هؤلاء الذين تصدروا المشهد بفعل تحالفهم مع الغرب - وتحت ستار الدين – باستغلال مشاعر الناس ، مع أن هذه الشعوب الثائرة المنتفضة ما كانت ثوراتها من أجل الدين فهي بطبيعتها مجتمعات إسلامية وحكامها أيضا مسلمون ، بل كانت ثورات شعبية وطنية من أجل الخبز والحرية والكرامة التي سلبها منهم أولائك الحكام الطواغيت المستبدين المستهترين وهم جميعهم من المسلمين ابتداء من – صدام وانتهاءا بالقذافي – أو من سيتبعهم إلى نفس المصير من الحكام الطغاة المارقين – المتشدقين بالدين – وهم كثيرون في دنيا العرب والإسلام من الذين أبتلي بهم الإسلام كما ابتليت بهم شعوبهم ، هذا كله إلى جانب الفشل الذريع الذي شعر به الحجي من سوء الأداء الحكومي بكل مفاصله وتردي الوضع الأمني وانعدام الخدمات الأساسية وتفاقم البطالة وأزمة السكن وغيرها الكثير مما يؤكد بجلاء فشل هذه الحكومة وعلى كل المستويات ، وأيضا احتدام الصراعات بين الكتل المتنفذة ، وفشل حكومة المحاصصة الطائفية ، هذا الواقع عكر مزاج – ألحجي – الأمر الذي أوقعه في مغالطات أخرى في كلمته أمام التجمع الشبابي بمناسبة يوم الشباب العالمي في – 12 – آب – إذ قال متهما أولائك الثوار المنتفضين ضد حكامهم الطغاة وأنظمة الاستبداد بالجهالة والحقد والارتباط بأجندة خارجية ، فهل نسيّ ألحجي – أم يتناسى – حقيقة أن كل الحكام العرب – المسلمون – قديما وحاليا – ذات ارتباطات بأجندة خارجية ، ومنها حكومته – الحالية – وكل المتنفذين في حكومة الشراكة الوطنية .. !! ذات ارتباطات بأجندة خارجية وما الصراعات المحتدمة اليوم بين المتنفذين إلا تأكيدا لهذه الحقيقة التي ما عادت خافية على أبسط مواطن عراقي ، وباتت من الأمور العادية والمألوفة بغياب الحس الوطني وكل المبادئ والقيم الوطنية الأصيلة ، في ظل العولمة المتوحشة و ما يسمى – الشراكة الدولية – والتي هي من مبتكرات العولمة، ولا نرى في هذا التغير في الموقف ... إلا الشعور بالإخفاقات والفشل الذي يواجهه الإسلاميون ، من المعارضة القوية من شعوبهم وقواها الوطنية الحية في كل بلدان ما يسمى – الربيع العربي – التي قلنا عنها منذ البداية بأنها – ربيع الغرب - فحتى في بلادنا فشلوا ولم يحققوا ما كان يصبوا إليه الشعب من حرية وكرامة وعيش رغيد ، بل حتى تخلوا عن وعودهم التي قطعوها على أنفسهم – عند الانتخابات و الذي منحهم الشعب ثقته باسم الدين والطائفة .
ومن هذا الشعور بالفشل – كما نرى – تفتقت عبقرية – الحجي – بتصريح قبل حوالي الشهرين ، بأنه يريد أن يجعل من حزبه – الدعوة – حزبا عابرا للطائفية بأن يضم في صفوفه – السني والشيعي والمسيحي والعربي والكردي والسافرات والمحجبات – بحسب قوله – ولسنا ندري كيف يمكن أن ينضم المسيحي أو الصابئي أو اليزيدي أ ومن أديان أخرى في مجتمعنا العراقي المتعدد الأديان ، إلى حزب الدعوة الإسلامية وهو يتعارض مع معتقداتهم الدينية فحتى السني – المسلم – لا يمكن أن ينضم إلى حزب يتعارض أيضا مع معتقداته المذهبية ، و القائم منذ تأسيسه على الطائفية – ماكو ولي إلا علي – وانريد قائد جعفري - .
ومثل هذا التصريح في هذا الوقت بالذات ، يعبر عن فشل حكومة المحاصصة الطائفية وأيضا محاولة لامتصاص نقمة غضب واستياء الشعب العراقي وقواه الوطنية الحية ومنظمات المجتمع المدني وكل الوطنيين والمثقفين الحريصين على مستقبل الديمقراطية في بلادنا ، بفعل ما جلبته الطائفية المقيتة على شعبنا وبلادنا من دم ودمار وخراب فهي أساس البلاء في كل ما يعانيه شعبنا من ويلات ومآسي .
وكان هذا التصريح للمالكي خلال لقاءه مع الحزب الشيوعي العراقي – قبل حوالي الشهرين ، وكان اللقاء بدعوة من المالكي ، وبطبيعة الحال فإن الناس الواعين يدركون جيدا العوامل والأسباب والظروف التي دعت المالكي إلى اللقاء بالحزب الشيوعي وفي هذا الظرف بالذات ، وقد نتطرق إليها في مقالة – خاصة – لاحقا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي