الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف يقيس البعض مواطنتك:

فلورنس غزلان

2012 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


أيها المواطن السوري، أينما كنت ..مشرداً داخل الوطن ، أو منفياً خارجه...تحسس يا أخي مناطق المواطنة في روحك وشرايينك وثنايا دماغك، فهي الآن موضع شك ومحط تهمة..وعليك أن تثبت براءتك وحسن انتماءك.. من كل من يختلف عنك بالتوجه السياسي أو المذهب الديني ..أو الانتماء المناطقي .أو القناعة ألأيديولوجية ، فأن تعلن أنك علماني النهج السياسي ، فهذا يعني أنك مواطن( غريب)!.. لايصلح أن يتساوى مع صاحب الذقن والثوب القصير أفغاني / باكستاني المنشأ ــ فهذا الشكل أقرب للانتماء الوطني منك!..لأنك بعرفه مستورَد( الفكر )، أما فكره السلفي فهو انتاج محلي / إسلامي، وماهو إسلامي لايحمل صفة الغربة والغرابة!...حتى لو كن باكستاني أفغاني ، إيراني...شيشاني.تيمي أو غزالي..فمن يحمله يخرج بثوبه من حي الأربعين أو السيبة، أو العباسية في درعا ــ على سبيل المثال لا الحصر، ونسبة لمعرفتي المحدودة بأحياء مديني.. لاتؤاخذونا ـ ،والحال من بعضه لمن يخرج ببنطال من انتاج وطني أو مستورد، أو من تصر على ارتداء مايناسب قناعتها الفكرية ، فتعتبر السفور علامة تميزها عن الأخرى..باعتبار أن جسدها لها وهي حرة بإلباسه ماتراه يتناسب وشخصيتها وقناعتها الفكرية، كما يمكنك أن تجد لدى بعض العلمانيين/ الطائفيين، أي من يتلطوا بالعلمانية لستر عورات الطائفية المقيتة، التي ينضح بها خطابهم، دون حق أو رادع، بل بالضبط يلتقي مع الأول بنسبة الحقد والكراهية التي يحملها في جعبته " الوطنية المشوهة"..وكلاهما لايميز بين المتشدد المتشنج في فكره وبين الوسطي والعقلاني ، الذي يريد أن يبني وطناً سورياً لجميع أبنائه متعددي الانتماءات وملوني المذاهب والأعراق والأجناس، ولا أريد هنا أن يتشعب الموضوع فأتطرق لبعض مناحي الشذوذ الجانبية الأخرى المُوَّلدة للكراهية والرافعة لجدران العزل والتفرقة بين أبناء الوطن الواحد والمهددة لوحدة سوريا مستقبلاً.
لهذا وددت التحدث عن النقيضين الأكبر والأكثر حضوراً بين ظهرانينا اليوم، ويبرزا بشكل فج وفاضح في الشهر الأخيرة من عمر الثورة، هنا تحضرني بعض الأسئلة أوجهها لطرفي الشد والجذب:ـــ
ماهو المعيار والمقياس ، الذي تقوم عليه أحكامهما؟، وماهي شروط المواطن الصالح برأي الطرفين؟، وهل الوطنية مربوطة بمقدار الإيمان الديني أو عدمه ــ علماً أن الدين علاقة ذاتية شخصية بين الفرد وربه والممارسة السياسية ـ الاجتماعية والسلوك والخلق هو مايبرز في الحياة العامة لهذا الفرد، ومايحمله في قبله وروحه من محبة وفي عمله من تفانٍ وإيثار من أجل نصرة وطنه وثورته؟
وهل الفكر الذي يحمله الفرد منا هو مايحاكم عليه المرء ويحدد حقوق مواطنته؟ يبدولي مما سلف، أننا نعيد إنتاج ماثرنا عليه من تراث الأسدين، الحكم على المواطن من خلال مقدار ولائه للنظام، أو ولائه الديني أو العلماني المشوه كعلمانية البعث أو الطائفية/ العلمانية!.
كيف يمكن أن يتصرف الحاقد على الآخر المختلف سواء كان من الطرف" المؤمن"، أم من الطرف " الكافر"؟ هل نقيم عليه حد القياس على طريقة سرير المغفور له " بروست"؟
نقص مايزيد عن السرير من أيدي وأرجل المواطن، أو نمطها إن قصرت عن سرير بروست المواطنة!...بالطبع ينطبق هذا على كلا الطرفين الذين يريدون حصر الهوية الوطنية بهما..وهي براء من كليهما..فالدين لله والوطن للجميع، وسوريا واحدة والشعب السوري واحد واحد شاء من شاء وأبى من أبى.
ــ باريس 22/8/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنباء متضاربة عن العثور على حطام مروحية الرئيس الايراني


.. العراق يعرض على إيران المساعدة في البحث عن طائرة رئيسي| #عاج




.. التلفزيون الإيراني: لا يمكن تأكيد إصابة أو مقتل ركاب مروحية


.. البيت الأبيض: تم إطلاع الرئيس بايدن على تقارير بشأن حادثة مر




.. نشرة إيجاز - حادث جوي لمروحية الرئيس الإيراني