الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة رفح الكاشفة

اسلام احمد

2012 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


استيقظت مصر فزعة على حادث رفح الإرهابي , صحيح أنه لم يكن الأول في مصر ولكنه كان مختلفا في بشاعته إذ لأول مرة يتم استهداف جنود وضباط الجيش المصري فضلا عن أنه وقع في شهر كريم بل وأثناء إفطار الجنود والضباط

ولقد تباينت آراء المحللين إزاء الحادث وبوسع أي متابع أن يقسمها إلى قسمين : الأول يتهم عناصر إسلامية بارتكاب الجريمة بدعم من حركة حماس في غزة ويستند هذا الرأي إلى بعض الشواهد الأولية التي تدل على هوية الجناة

بينما يرى القسم الثاني أن إسرائيل تقف وراء العملية ويستند هذا الرأي الى أنه من المستحيل أن ترتكب حركة حماس هذا الفعل لأنها من جهة على علاقة وطيدة بالقيادة السياسية في مصر ومن جهة أخرى فان من شأن حادث كهذا أن يتسبب في غلق معبر رفح وإحكام الحصار حول غزة وبالتالي يصب في النهاية في مصلحة إسرائيل لا حماس

والحقيقة أن كلا الرأيين يحمل بعض الصواب فلا يساورني أدنى شك في أن إسرائيل تقف وراء العملية ولكن المؤكد أن من قام بالتنفيذ أيدي سيناوية بمساعدة من غزة , ليس بالضرورة حماس , ذلك أن الحادث يحقق لإسرائيل عدة أهداف تتمثل فيما يلي :

۱_قطع العلاقات الوطيدة بين حماس والقيادة السياسية في مصر

۲_تعطيل إتمام ملف المصالحة الفلسطينية بين حركتي فتح وحماس الذي ترعاه مصر منذ تولى الدكتور نبيل العربي وزارة الخارجية عقب الثورة

۳_غلق معبر رفح وبالتالي إحكام الحصار حول غزة

٤_استنزاف الجيش المصري في معركة ضد ما يسمى بالإرهاب الإسلامي في سيناء

٥_إحراج مصر أمام العالم بدعوى أنها لا تستطيع الحفاظ على أمنها وفي نفس الوقت خلق سمعة طيبة للجيش الإسرائيلي فهو الذي تمكن من قتل الإرهابيين

٦_الوقيعة بين الشعبين المصري والفلسطيني

باختصار إسرائيل لا ترغب في أي تقدم أو تغيير يطرأ في سياسة مصر الخارجية تجاه ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وإنما تريد أن تظل مصر حبيسة سياسة مبارك المهينة بالرؤية الإسرائيلية , وهو ما أشرت إليه بالتفصيل في سلسلة مقالات (سياسة مصر الخارجية)

وبغض النظر عمن يقف وراء الحادث فانه جاء ليكشف بعض الحقائق وهي :

١_أن سيناء كانت ولا تزال مهمشة من جانب القيادة السياسية وأن أهلها عانوا كثيرا في السابق ولم يتغير وضعهم عقب قيام الثورة وهو ما جعلها تربة خصبة للتطرف والإرهاب

٢_أن الجيش المصري ينقصه الكثير من القوة والاستعداد

٣_أن سيناء تعاني من خواء أمني كبير بموجب اتفاقية السلام التي تحد من عدد القوات المسلحة فيها

والمؤكد أن الحادث نتيجة طبيعية لانخراط الجيش المصري في السياسة بعيدا عن مهمته الأصلية وهي الدفاع عن حدود الوطن

في سياق ما سبق يتعين عودة الجيش بالكامل إلى ثكناته فضلا عن تعديل اتفاقية السلام بما يضمن زيادة عدد القوات المسلحة فيها ومن ثم تحقيق السيادة الكاملة على أرضها

وأخيرا فان الحل العسكري وحده في سيناء بدون معالجة مجتمعية لن يحل المشكلة لذا أتصور أنه يتعين فتح ملف سيناء بكل تعقيداته الأمنية والسياسية والاجتماعية علما بأنها تمثل البعد الأكبر للأمن القومي المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يكون قانون -الحريديم- في إسرائيل سببا في إنهاء الحرب؟ | ا


.. فيليب عرقتنجي ولينا أبيض: رحلة في ذكريات الحرب وأحلام الطفول




.. مصر: مشروع قانون الأحوال الشخصية.. الكلمة الأخيرة للمؤسسات ا


.. هآرتس: استعداد إسرائيل لحرب مع حزب الله بالون أكاذيب




.. إسرائيل تؤكد على خيار المواجهة مع حزب الله وواشنطن ترى أن ال