الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
بمناسبة عيد الفقر المبارك..
حسين القطبي
2012 / 8 / 22مواضيع وابحاث سياسية
تشير التقارير الى ان حوالي 400 مليون فقير يعيشون في 31 دولة اسلامية، استقبلوا العيد وهم محرومون ليس فقط من الطعام الكافي، وانما من امكانية توفير مستوى لائق من التعليم، ومن الطبابة، والسكن، فضلا عن الخدمات العامة، نسبة كبيرة منهم تعيش في الاحياء العشوائية والقرى النائية.
هذا فضلا عن البلدان الاكثر فقرا في العالم، ويبلغ عددها 86 دولة تسمى بـ "نادي الفقراء"، جلها في قارتي اسيا وافريقيا، وهي تشمل اغلبية الدول الاسلامية.
كما ان التقديرات تشير الى ان خمس سكان العالم محرومون من نعمة العيش الكريم، ففي هذه البلدان يقبع الملايين من البشر في مستوى "الفقر المطلق"، حيث لا يستطيع الانسان ان يستوفي من دخله الخاص مستلزمات الحياة الكريمة من ملبس وسكن وتامين صحي. وبالاضافة الى ذلك هنالك الملايين ممن يصنفون بمستوى "الفقر المدقع"، حيث لا يستطيع الانسان ان يستوفي من دخله الخاص عدد كاف من السعرات الحرارية التي يتطلبها الجسم من اجل العيش الطبيعي.
ولو تركنا عالمنا الرحب لحاله، وتابعنا وضع العالم العربي فقط، وهو بالتحديد من اكثر مناطق هذا الكوكب فقرا، لدهشتنا لغة الارقام التي لا تجيد المساومة وتطييب الخواطر.
ففي مصر مثلا، يشمل معدل الفقر 41% من السكان، ويقل دخل الفرد عن دولار واحد في اليوم، حسب تقارير منظمة التنمية العربية، وهذا الرقم يبدوا متفائلا قياسا باليمن التي تبلغ النسبة فيها 59.9%، وبالمقابل فان الحد الادني للفقر في لبنان وسوريا، التي تعتبر افضل حالا يصل الى حوالي 30%.
اما عندنا في العراق فان نسبة خط الفقر تغطي 23% (حوالى ربع العراقيين) هذا فضلا عن نسبة اكبر تعد قريبة من هذا الخط، ذلك بالرغم من الميزانيات السنوية الضخمة التي يحرقها النظام الاقتصادي المتردي في العراق بسبب عدم كفاءة السياسيين، وغياب الخطط الاقتصادية. وهنالك بعض المحافظات التي يكاد خط الفقر فيها يلتهم نصف عدد سكانها مثل محافظة المثنى (49% فقط).
والفئات الاكثر عرضة للتاثر بالفقر وتداعياته السلبية هم الاطفال، والذين من المفترض ان يكونوا الاكثر فرحا في العيد، فتعمد العوائل الفقيرة في الكثير من بلدان العالم الى دفعهم للعمالة من اجل تامين قوتهم على حساب صحتهم وفرص تعليمهم، وهذا في افضل الاحوال، اذ يتعرض البعض منهم لاعتداءات تتراوح بين النفسية والجسدية والجنسية، تصل البيع، او المتاجرة بهم للدعارة –الاناث خصوصا-.
واعداد الفقراء في ازدياد متسارع بسبب توسع المدن وازدياد عدد السكان من جهة، وتطور وسائل ابتزاز اموال الفقراء التي تستخدمها القلة المتخمة حول العالم، من جهة اخرى، وهذه القلة المتخمة تزداد ثراءا وفي نفس الوقت تقل اعدادها.
هؤلاء المحرومين استقبلوا شهر رمضان دون خوف من الصيام، لانهم اعتادوا الجوع والعطش، ولرمضان معهم علاقة صداقة قديمة، تربطه مع الفقر والفقراء، فبما ان هذا الشهر يفرض التضور على المسلمين الاغنياء ليذكرهم بجوع الفقراء فقد سمي بالشهر "الكريم"، او شهر "الفقراء".
وعلى امل ان يفتح رمضان ملف الفقر، والفارق الشاسع في المستوى المعيشي بين الاغنياء والفقراء، من اجل ايجاد حلول انسانية لهذه المشكلة، وقد بدأ البعض من الاغنياء بالفعل التعود على اجواء الجوع، ومشاركة الفقراء في واحدة من اهم معاناتهم.
الا انه العيد، عيد الفطر المبارك، داهمنا لينقذهم، فيعود الاغنياء للتخمة من جديد، ويصحوا الفقراء من احلامهم، ويعودوا الى عالم المفقر من جديد.
الف تهنئة اقدمها لاغنياء المسلمين بمناسبة عيد الفقر المبارك.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من
.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال
.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار
.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل
.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز