الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العيد يتزين باللون الاسود

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2012 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


يحل العيد ضيفا فنحتار كيف نحتفي به، اذ لا بد ان تكون الفرحة مساوية ليوم لا يختلف على اسمه اثنين، قد نختلف بطريقة التعبير عن الفرح لكننا نتفق على دمعة سوف لن تمر سريعا لانها تستقر بالعين حتى لا نستطيع ان نخفيها عن النظارة، لاول مرة نستعجل ايام العيد ان تمر سريعا حتى لا نضبط متلبسين بالفرحة وغيرنا يموت، لاول مرة نعف عن ملابس العيد الجديدة لان غيرنا لا يستطيع الاحتفاء بها حتى وان دفع ثمنها، نشم رائحة الكعك في العيد من دون ان نستطيع ان نتناوله او نخبر غيرنا بأننا شاركنا بصنعه، زيارة المقابر في هذا العيد لم يكن به عجب والدموع التي ذرفت كانت بعض من تبديد الغضب والعجز الذي يسكننا.

لاول مرة يجيء العيد ولسنا في حالة انتظار له، ليمضي العيد يوما عاديا ليقضي الله امرا كان مفعولا، ليس علينا الا ان نقر بأن هذا العيد صار فضفاضا في معناه على اناس صاروا خارج مجرة حياتهم.

طوال الوقت ونحن في حالة انتظار ليوم نسميه فرح او عيد ايما كان اسمه فهو شماعة السعادة التي ننتظر حضورها دون ان نستطلع جاهزيتنا لاستقبالها، معظم الاعياد تمر علينا ونحن في حالة انتظار، في هذا العيد الامر مختلف الغالبية منا اعلنت عن عدم جاهزيتها لاستقباله، وتم الاعتذار مسبقا عن ارسال او استقبال بطاقات التهنئة، معظما امتنع عن شراء الشكولاته والحلويات واعتبرها ممارسة مرفوضة ضمنيا للعيد، وبعضهم وصل الى حد الجريمة اذا ما فكر وقدم القهوة بالسكر لمن يزوره معايدا.
منهم من جربوا الاحتفال وممارسة طقوس العيد لكن لظروف اقتصادية صعبة لم يتمكنوا من شراء حاجيات العيد.

في بلد الحرب الآن كانوا يجاهرون بساحات العيد التي كانت ملاذا للكبار قبل الصغار ويجاهرون بالامن ليلا ونهارا، بيدا انهم في هذا العيد يجاهرون بالقناصة وكافة الاسلحة وانعدام الامن.
فاذا كنا في العيد لا نستطيع ان نفتح نافذة حتى نطل منها على حقول الامل والمستقبل المنير، متى نستطيع ان نستطلع ضوء القمر من خلال تلك النافذة؟ حالنا اصبح كحال راكب البحر نتمايل بين ضفة واخرى حتى لا نستطيع ان نختار الضفة التي نبني عليها بذور غدنا.
يبقى الامل بأن تنتهي العاصفة ويفرح الصغار ويتبدل وجه العيد الذي غلب عليه الذعر والقلق والدموع وتزين باللون الاسود الى عيد وقد ارتدى كل الوان الرمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق
مجدى زكريا ( 2012 / 8 / 22 - 21:01 )
سيدتى العزيزة والرائعة
تكلمت على لسان كثيرين بدأوا يشعرون بعمق المأساة
ماذا اقول ؟ قلبى منقبض.
يبدو ان الاطفال وضعاف العقول هم من يحتفلون
ويل للمطمئنين , ويل للمستريحين ,ويل لمن يتنعمون ولا يحسون بالالام
من كانوا يظنون انهم فى طمأنينة ولن تصيبهم الشرور فاجأتهم بغتة
السلام والامان والطمأنينة يتبدد شيئا فشيئا من حولنا
ولا نعرف ماذا سيأتى به الغد من اهوال
واخيرا سيدتى الكريمة تحية لقلبك الذى يفيض بالمحبة والانسانية





حح
حححححححححححححححححح


2 - اعتذار
مجدى زكريا ( 2012 / 8 / 22 - 21:39 )
اعتذر عن الحروف الاخيرة
والمسؤولة عنها بنت اخى الرضيعة التى كانت تجلس فى حضنى
وقد دقت على الكيبورد بدون ان الاحظ انها كتبت تلك الاحرف


3 - الاستاذ مجدي زكريا المحترم
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 8 / 22 - 22:19 )
تحياتي استاذي العزيز مجدي زكريا المحترم
شرفتني بأضافتك الكريمة وبذوقك البهي
الناس الرائعون يجعلون من الحياة امرا مستطاعا
فلا عجب ان اتقدم لقلبك الطيب بكل الشكر وانا كلي فرح
تحياتي لابنة اخيك الجميلة والتي اتمنى لها غد افضل فلم تبخل علي بحروفها الجميلة
كل الاماني بان يعم السلام والامان على كل الارض
سلامة قلبك من اي وجع
تحياتي وتقديري وشكري الجزيل اليك


4 - بلادنا تبكي
علاء علان ( 2012 / 8 / 22 - 23:55 )
مفارقات مؤلمة التي نعيش ، تذكرت ما قاله شاعرنا ذات مرة فكر بغيرك..


5 - الأستاذة عبلة عبد الرحمن المحترمة
ليندا كبرييل ( 2012 / 8 / 23 - 04:37 )
أتقدم إليك بالتهنئة ، يؤسفني أن تمر الأعياد وأنتم في حزن وكمد ، أدعو أن يعاد عليكم وقد تعافى الناس والبلاد لتعود البهجة لقلوب الجميع
كل عام وأنتم بخير


6 - عن أي عيد ..؟
سيمون خوري ( 2012 / 8 / 23 - 10:04 )
العزيزة عبلة المحترمة تحية لك هكذا عدنا ولا زالت الناس تتحدث عن العيد ؟ عن اي عيد يتحدثون عيد دفن المرأة في مصر في جلباب أسود قاتم أم عيد دفن مستقبل سورية على أيدي من سرق الحراك الثوري السوري وحولها الى حراك طائفي مقيت ..دائما هكذا نحن شعوب الشرق لا نجيد أتمام عمل ما حتى النهاية في منتصف الطريق نجلس لنحتفل بالعيد الذي لن يأتي طبعاً لم انسى كيف جرى تمزيق الكوفية الفلسطينية في مصر بفضل النضال الثوري - الأصولي ومرحبا بك ياعيد في بلدان القتل الحلال...


7 - الصديق علاء علان المحترم
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 8 / 23 - 16:43 )
تحياتي صديقي العزيز علاء علان
مرّ العيد حزينا حتى صعب علينا لملمة جروحه
نحتاج لاعلاء قيمة الانسان كأنسان وليس مجرد رقم سيحصى في نهاية الحرب العمياء
كل عيد وانت بخير


8 - الاستاذة العزيزة ليندا كبرييل المحترمة
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 8 / 23 - 16:51 )
الصديقة العزيزة ليندا محبتي اليك
شكرا لاضافتك الجميلة ولروحك الجميلة بأمل ان يكون العيد القادم عيدا ابيض من اي دم او اهات واوجاع
محبتي وتقديري


9 - الاستاذ المبدع سيمون خوري
عبله عبد الرحمن ( 2012 / 8 / 23 - 17:03 )
تحياتي استاذي المبدع سيمون خوري
اي عيد كان ينتظرنا وسينتظرنا بعد كل هذا الصراع الطائفي البغيض
اي عيد كنا ننتظره وقد تحول الربيع الى خريف
اضافتك كانت بمثابة وجه الحقيقة الذي لا شبهة به لاي بارقة امل
واقع مؤلم وبكاء سيطول
تحياتي واحترامي استاذي المبدع سيمون خوري

اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا