الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب بلا عنوان

شهاب رستم

2012 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية



تغير العديد من الأنظمة العربية الشمولية بعد أن حكمت حكامها لعقود طويلة مارسوا في حكمهم ابشع الاساليب اللإنسانية ضد شعوبهم ، بكلمة أخرى ظلموا شعوبهم وحرموهم من الحياة الكريمة , إلا أن الشعوب وإن سكتت ، إلا أنها انفجرت لتقول كلمتها في النهاية فسقطت الحكومات الواحدة تلو الأخرى .
لكن الذي حدث ومنذ سقوط اول الدكتاتوريات في بغداد هو صعود نبرة جديدة في الحكم ، طفت على السطح ألا وهي لغة الطائفية والمعاداة بين ابناء الشعب الواحد بسبب الانتماء المذهبي ، ابتعدت المشاعر الوطنية والقومية الحقيقية ، بل وبدأت تظهر ظاهرة التكفير العلني من الطائفيين تجاه ابناء شعبهم دون المبالات بما سيجلب لنا هذه الطروحات من دمار وتخلف وبلاء نحن في غنى عنها .
يمكن للمرء أن يقرأ الأحداث وما ستؤول اليه في المستقبل القريب والمنظور من خلال الصراعات الدائرة بين الكتل والاحزاب السياسية في البلد الواحد ، وما ستنتج عن الصراعات بين الدول الاقليمية في الشرق الاوسط الى جانب مصالح الدول الكبرى في الشرق .
ما يحدث اليوم في سوريا من مجازر ، حيث يقتل العشرات يوميا ً والمجتمع الدولي منقسم ما بين دعم النظام الجاثم على صدور السوريين منذ اربعون عاما ً ، وربما أن نقول الابن يكرر تجربة الوالد في تدمير المدن السورية ، فحافظ اسد امر بتدمر مدينة حماه عن بكرة ابيها لانهم قالوا كلمتهم ولم يرضوا بالظلم . وها اليوم الابن سر ابيه يكمل مسيرة والده في قتل المزيد من ابناء شعبه .
الدولتين العملاقيين روسيا والصين يدعمان النظام السوري بسبب مصالحهما الاقتصادية في حوض بحر المتوسط ، والجمهورية الاسلامية الايرانيةو لها مصالحها في المنطقة ، ويبعدون المشاكل والصراعات بعيداً ساحة عن طهران .كما أن مشاكل ايران مع الولايات المتحدة الامريكية وكل من فرنسا وبريطانيا ومسألة الاسلحة النووية الايرانية وتهديدات اسرائيل بضرب المشأة النووية الايرانية يشكل خطراً كبيرا ً .
وهنا يصبح الشرق الاوسط ساحة الصراع بين مصالح الدول الكبرى من جديد مثلما كان الوضع قبل مائة عام ، حيث كان الصراع ما بين الحلفاء والمحور . وهنا يمكن للمرء أن يتساءل هل ستصطدم القوى العسكرية للدول الكبرى من جديد لتصبح الشرق الاوسط ساحة حرب تفرض على


شعوب المنطقة التي لا مصلحة لهم بهذا الحرب لا من قريب ولا من بعيد .
ولكن هل سيتخدم الاسلحة النووية من قبل ايران واسرائيل في هذا الحرب ليحرق الأخضر واليابس ، ومن ثم تنتشر الامراض والاوبئة في المنطقة ، إضافة الى الكوارث البشرية ، وكم مليون سيكون عدد القتلى من المدنيين ناهيك عن العسكر . وكم سيطول هذا الحرب ، وكيف تخمد اوزارها . ربما لا يطول اكثر من شهر ، ولكن من هو الرابح ومن هو الخاسر ؟
كيف يكون وضع الشرق الاوسط بعد هذا الحرب ، ومن سيكون الحاكم على رقاب المحكومين المصابين بكل المصائب .
ولكن ثم هناك سؤال لا يجد المرء جوابا له ، هل ستنتقل الحرب الى الساحة الاوربية ، وكيف ستنتقل ؟
ولا أقول ما هو دور منظمات حقوق الانسان و المنظمات العاملة والداعمة للسلام في كل هذا .؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف