الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفاخر آخر الزمان في قمة طهران!

خليل الفائزي

2012 / 8 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


صرعنا الإعلام الرسمي منذ أسابيع بمشاركة او عدم مشاركة قادة ينتمون لمنظمة عدم الانحياز وهي المنظمة التي انتهى دورها عملياً وانتهت صلاحية بطاريتها بانتهاء ما كانت تسمى بالحرب الباردة جداً بين أمريكا و الاتحاد السوفيتي.
و لتسليط الضوء على أهمية او عدم أهمية دور معظم الحكام و الرؤساء المشاركين في قمة طهران وهي القمة السادسة عشر لمنظمة عدم الانحياز اخترنا بعض الشخصيات التي ابهرنا بها الإعلام الرسمي و كأنها ملائكة نازلة من السماء ذاك الرئيس والحاكم كأنه ولي من أولياء الله الصالحين!.
فمثلاً رئيس كوريا الشمالية الابن كيم جونغ اون الذي استلم الحكم بقوة السلاح و الإرعاب والقمع من والده جونغ ايل صاحب القبضة الحديدية الذي حكم البلاد هو و والده لمدة 63 عاماً في نظام مغلق بالكامل أطلق عليه زيفا الجمهورية الشعبية وهو النظام الذي أشبه بجمهوريات الموز و حكم الخازوق التي شهدناها في العقود الماضية أمثال جمهورية زين الدين بن علي وجمهورية الكتاب الخضر للقذافي و جمهورية الخلافة العسكرية لحسني مبارك والضباط الأحرار الذين استلموا النظام الجمهوري المزعوم منذ عقود وكرّسوا لتوريثه بقوة الأمن والسلاح لأولادهم و انجال أنجالهم.
و عودة لكوريا الشمالية و رئيسها الثوري والشعبي، فنظامها حقاً جمهوري و شعبي يحتذى به و قدوة للجميع! ... هذا النظام لا يعرف القمع و الإرعاب ولا يحكمه العسكر المجرمون والتافهون وفي كوريا الشمالية تنشط فيه بكل حرية مئات من الأحزاب و المنظمات المعارضة اكثر عدداً من الرؤوس النووية التي لا تهدد السلام العالمي و حياة ملايين من البشر!.
و الشعب الكوري الشمالي لا يعرف مطلقا معنى الفقر والحرمان وهو يعيش خلافاً لقادة الجيش والأمن و قوى القمع والإرعاب في جنان عدن تجري من تحتها انهار العسل و الخمر و تنتشر في ربوعه أنواع أشجار الفواكه و النعيم المطلق ولا يأكل هذا الشعب أوراق الشجر لسد جوعه و يرفض أكل البيتزا و الماكدونالد والوجبات السريعة الغربية المحرمة.
و يتنعم الشعب الكوري الشمالي بحريات شخصية واسعة النطاق و معدومة تماماً في الغرب الوحشي ، فالصحف الرسمية والمعارضة بالآلاف و الإعلام مناصفة بين الحكومة والمعارضة والانتخابات لا لعب في نتائجها و لا تزوير بها بتاتاً اذا فرضنا بالطبع وجود وإجراء انتخابات بالأساس!.
أليس مثل هذا النظام قدوة للجميع و مفخرة لدول عدم الانحياز و انه يجب مد البساط الأحمر للرئيس الكوري الشمالي من بيونغ يانغ الى طهران بل وعلينا حمله بركوع على الأكتاف و الترحيب به بكرة وعشية و الصلاة و السلام عليه في الأرض و السماء!.
مفخرة قمة طهران الثانية الرئيس المصري الجديد محمد مرسي الذي يمثل "الإخوان" اكثر مما يمثل الشعب المصري في قراراته ومواقفه الثورية!.
الشعب المصري البطل و خلافاً لمواقف "الإخوان" المعادية لإسرائيل لم يهاجم مبنى السفارة الإسرائيلية في القاهرة ولم ينزل علمها من الطابق الحادي عشر، بل ان هذا الشعب العميل والخائن ظل يطالب بالإبقاء على علاقته مع إسرائيل الجارة الصديقة للعرب و المسلمين، بينما الرئيس مرسي انزل العلم الإسرائيلي فورا واغلق سفارة الكيان الصهيوني ومزق بغضب معاهدة الاستسلام "كامب ديفيد" مع العدو ورفض بيع الغاز المصري الطاهر لتل ابيب ونشر القوات المصرية في سيناء المحتلة أمريكيا و لم يستقبل لا هلاري كلينتون ولا وزير دفاع امريكا ليون بانيتا رافضاً معونات المليار دولار الأمريكية النجسة وقمحها الملوث ودقيقها العفن المعجون بدماء شعوب العالم، ولم يتفوه مرسي باي إساءة للمذاهب الإسلامية الثورية بل واصدر قراراً بتطبيع و تنشيط علاقات مصر مع الدول الإسلامية بدلاً من إسرائيل المجرمة وأمريكا القاتلة لارادة الشعوب.
أليس الأحرى بنا جميعاً التفاخر بمثل هكذا رئيس ونفرش له بساط الترحيب الأحمر من القاهرة لطهران؟، مع ان مرسي سيزور طهران من بوابة بكين!.
مفاخر قمة عدم الانحياز الأخرى رؤساء جمهوريات الموز الزائفة والأنظمة التوريثية والدول التي هي حقاً غير منحازة لأمريكا و لا لروسيا و لا بريطانيا و ليست فيها قواعد عسكرية أجنبية بالعشرات خاصة بالقرب من حقول النفط والغاز! ولا تتآمر على دول اخرى ولا تشارك في المخططات الصهيونية و لا تتعاون مع إسرائيل في إذلال الأمة الإسلامية و العربية ولا تقمع شعوبها بالحديد و النار ولا ترسل قواتها لقتل معترضين و محتجين سلميين في بلدان مجاورة ولا تزور نتائج الانتخابات و لا تنتقص حقوق الانسان وتحترم جداً رأي أكثرية الجماهير وتسمح للمعارضة المشاركة في الحكم ولا تحتكر السلطة والإعلام ولا تنهب ثروات الشعوب و لا تختلس الاموال العامة والخاصة ولا تبطش بالمواطنين بقدرة القوات المسلحة التي أسست وجهزّت بأكثر الأسلحة قمعاً و قتلاً للمواطنين و ليس الدفاع عن عزة و كرامة الأوطان.
معظم حكام و رؤساء هذه الدول ليسوا عاراً على المجتمعات البشرية و لا تحقد عليهم الشعوب والملل بل انهم ذخراً و فخراً لنا على مدى العصور و الأزمان وغير منحازين لا لإسرائيل و لا لروسيا و لا لأمريكا و لا أم أمريكا و أذنابها!.
• إعلامي و قانوني مقيم في السويد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية في فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين وانطلاق ال


.. المستوطنون الإسرائيليون يسيطرون على مزيد من الينابيع في الضف




.. بعد نتائج الانتخابات الأوروبية: قادة الاتحاد الأوروبي يناقشو


.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟




.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية