الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقل الأضاحي

نصيف الناصري

2012 / 8 / 23
الادب والفن






الى محمد مظلوم





حماقاتنا الانسانية





يَتَخطَّى الانسان في تقويضه للخيلاء ، الميول والمخاتلات التي تراقبها
نداوة شجرة حمقه . في مرض معرفتنا الراهنة ، أُخمدتْ سنبلة ساعاتنا
المضاءة ، وأحاطها الصقيع . في تعرّضنا للتابوت الذي يتكىء على الحيّ
نَتَنّفس التعاقبات المُهيّجة لتعذيباتنا التي تلفحنا بجمالها العميق ، وصفائح
جروحنا تلمعُ فوق حجارة زمننا ، مُتيحة للطريدة ، اقترابها من الحُمَّى
التي تضربها . وسادة تلْميحية مسعورة في عفنها المتضوّع ، تنتعلُ أفياء
حماقاتنا الانسانية ، وتضخّ موتنا الذي يتباطأ في خلاصه منّا . كلّ
ترتيب نحقّقه في الظلمة الملسوعة للحظة ، تدّكه مفاتيح هلاكنا المحبوسة
قبل مجيئنا الى نتانة العالم .









ثقل الأضاحي




أممٌ وشعوب تجهل الرنّات البدائية المصهورة لحيواتها ، عاشت
في أنقاض متجّمعة تحت رياح بؤسها ، وغادرت العالم من دون
أن تتفرّغ للصباحات . كلّ شعب سار بينَ الندى الأزرق للحصاد ،
صلّى لآلهته بشهوانية شديدة للإيمان ، وفؤوس شرّه العتيقة ،
لا تتريّث في الإبادات . العمر قصير ، يقول الانسان الطامع في
الخلود ، لكن وهم الخلود الذي ترفعه تيّارات خوفنا المضطربة ،
يُنسينا إننا جئنا الى العالم بعد الحجارة . تصدّنا القيمة البائسة
لوجودنا عن الرغبة المؤلمة في البقاء ، ويفرض علينا الوعي
ثقل الأضاحي المثرثرة لتجاربنا التي نعيشها بنواح طويل . الزمن
لا يتحرّك في السقوف المتّضعة التي نغفو تحت قنوط عناكبها
اللزجة ، وآمالنا غُطيت بالهذر المُعيب للمراثي . إصابة انسان ما
بالسرطان ، نعمة عظيمة , المعالجة تدّمر الكرامة الانسانية . ينبغي
للمريض أن يصطحب فرقة كشّافة ، وينتحر في الفجر تحت ضوء
النجوم الشافي . يمنحنا الموت المشترك ، أجمل النوم في قبورنا التي
تعانق جليد أوهامنا .




العيش مع الرهائن





يضربُ أسيادنا الذين نحرسُ صوامع غلالهم في الطقس الجاف ،
وجوههم ، بالجدران التي هدّمها الزلزال ، ويصلّون لأجل المراكب
التي غرقت بتجارتهم . هل يخلّصنا الاحتماء بإيماننا المحفوظ في
ندائف الثلج ، من أعدائنا ؟ يُفلّي الموتى
رؤوسهم تحت الأثداء البضّة لنجوم الربيع ،
والشمس والقمر ينسدلان عليهم في اللحظات اللامتساوية . ريش
كثير كان يدّنس الأغلال التي نوثق فيها التماثيل العارية للأسياد .
يتوّجب علينا الآن بعد أن استنفدنا كلّ خبراتنا في النفخ بحجارة
العالم ، أن نتقبَّل العيش مع الرهائن في الأجمات . المساء العطوف
يطلق البوارج الفوسفوية ، ويحمي آلهتنا في عصمتها المعرّضة
لخطر السهاد . في الماضي الذي بلا أفق ،
كانت خلايا القتلى الذين لا يتم دفنهم بعد نهاية المعارك ،
ترتجف في كلّ تبديل لبصمات القانون . شيء غير متعيّن ، نبحث
عنه بتحفظات ، ونتنبأ بالخطأ مع الخاسرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب