الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يُحبِط وما يُغبِط

سامي العامري

2012 / 8 / 24
الادب والفن


ما يُحبِط وما يُغبِط
*-*-*-*-*-*-*-*-*

فلنلاحظْ بطءَ السلحفاة على الساحل
ورشاقةَ عومِها وسطَ جبالِ الموج
فيا صديقي
إذا كنتُ قد خذلتك في موقفٍ ما
فهذا لأنك لم ترني في محيطي المألوف

***

فلقَ الناسَ
بالدعاية لـ ( ديوانهِ )
وكيف أنه مُنِعَ من التداول
في أغلبِ البلدانِ العربية ...
حتى أخجَلَهُ صاحبي بالقول :
نعمْ إنَّ ديوانَكَ مُنِعَ من التداول
ولكن ليس بسبب خطورتهِ على الأنظمة العربيةِ
وإنما بسببِ لغتكَ العربية الهزيلة !

***

الكون ارتعاشٌ دائم
يسيرُ نحو السلام
بعد هزيمة لذيذة
وأنا
في أشد لحظات اليقظة والتوفّز
ألمسُ جسد الحلم , جسدَ اللامعقول وليس غيرَهُ
ذلك لأن اليقظة الطاغية
كالحلم الطاغي
منهِكة , ملغزة
تقوُّضُ ألـ التعريف
وترمي به في متاهة
***

يقولون عمَّن يولد تواً أنه يرى النور لأول مرة
فماذا يا تُرى في رَحِم الشمس سوى الأنوار ؟
وهذا القمر الذي كان جنينَها يوماً ما
هل خرجَ توقاً للعتمة ؟
ليأتِ إذن إليَّ وسأريه من عتمة قلوب البعض
ما يجعل ضياءه فحماً
غير أني سعيدٌ لأنَّ طاقةَ أشواقي وأشعاري
لم يعد مَصدَرُها الفحم !

***

لا يأخذنَّك الوهمُ بعيداً
فمَهما لوّنت جسدَك بأزياء مبهرةٍ برّاقةٍ
فهو يبقى مرتدياً
زِيّاً من دقات الساعةِ
وهذا الزيُّ سيخسرُ دائماً
في عُروض دار الأزياء
ولكنه عندَ غيرِك الرابحُ الوحيد
في ( دار الحكمة ) .

***

أيها القمرُ يا مُعادِلَ الوردةِ الموضوعيَّ
إجعلْ من المرأة التي حدَّثتْني وذهبتْ للتَّو ,
إجعلْ منها معادلي الضوئي !

***

أيها السنجاب المسترخي بسكينة إلهية
على غصن لا أطاله ,
ما دمنا صَديقَين
فارمِ لي شيئاً مما تأكل !

***

تعال أيها الضوء
وتكوِّرْ على راحة يدي برتقالة أو عصفوراً
فإذا كنتَ برتقالة فسأعصرك فتكون شراباً سائغاً
وإذا كنت عصفوراً فسأدَعُك تلتقط
ما تخفى في يدي من مصافحاتٍ حميمة
ولتعذرْني إن كانت قليلة !

***

لا أحتاج الآن إلا إليك
أيتها الصواعق المغردة عن بعد
فمثلي لن يتعمد إلا بهكذا أنوار :
بهذه الأواني من رحيق العدم

***

نكرةٌ شمطاء ,
كلُّ مجدِِها هو التباهي بمنجَز غيرِها .
حين أدركتْ أنها وشيكاً ستستلقي
بين أحضان ( ناكر ونكير )
استبدلتْ ما في جَرَّة العسل
بمساحيقَ كيمياويةٍ كانت تتجمُّلُ بها ,
ولماذا ؟
:
عليَّ وعلى أعدائي يا رب !

***

سألنَي عابرُ سبيلٍ مشاكسٌ قليلاً :
إلى أين أنت ذاهب ؟
فقلت : إلى الحديقة العامة
فعلَّقَ : إذن وصلتَ .......
كانت أثوابه مزركشة تماماً !!

***

بعد حوارٍ جسديٍّ شاهقٍ
أجريناه
وكأننا كنّا نثأر من بعضنا البعض ,
قالت بين النشوة الدامعة والشك
وشفتاها ترتجفان :
أخشى أنك معي لأن حبيبتك بعيدة ...
قلتُ لها بثبات :
لا أحب إلا مَن أراه في القلب
فلو كنتُ أحبها
لرأيتُها من وراء عواصفَ تزخُّ ظلماتٍ
وكذلك مَن يبتعد عن قلبي فلن أراه
حتى لو تأرجحَ برموشي !

***

الشمسُ جمرةٌ سقطتْ
من موقد الله

***

أيتها البعوضة التي قرصَتْني قبل قليلٍ
وامتصَّتْ شيئاً من دمائي ...
أولاً شهيةً طيبة
ولكنْ ألا تخشين أن تتحولي
إلى شاعرةٍ بسبب ذلك !؟

-----------------
برلين
آب - 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشاعر الصديق الرائع سامي العامري
عمّار المطّلبي ( 2012 / 8 / 24 - 18:11 )
الشاعر الصديق الرائع سامي العامري:
الهجاء لا يليقُ بشعركَ و إنسانيّتكَ المُرهفة.
لا يُعيّرُ إنسانٌ بعمره، فكيف بتعيير سيّدة !!
لا أطيق أنْ أجرح مشاعر امرأة .. إنّها الأخت و الحبيبة و الأمّ و الصديقة .. إنّها الملاذُ من قسوة الحياة .
قصائدكَ الأخرى رائعة و عميقة و مترعة شعراً.
محبّتي.


2 - تنويه
سامي العامري ( 2012 / 8 / 24 - 19:50 )
مرحباً بك يا صديقي عمار الشاعر البديع فهذه ( السيدة ) حقودة تماماً حتى أني لأعجب كيف تلوث نفسها في أحقر ما في الوجود وأعني السياسة في الشرق , والسياسة فن حسب تعبير أرسطو وليس لغة المكيدة والنفاق كما هي لدينا بل هي أولاً تفاخر بانتمائها للبعث وهذا يعني أنها تفاخر بالمقابر الجماعية ومأساة حلبجة والأنفال والقائمة عريضة !! كما تعرف ثم إنها ولهزال حججها عليّ راحت تبحث في تأريخي الشخصي دفاعاً عن أحد معجبيها وهو بعثي أيضاً طرد كما طردت هي من العديد من المواقع المهمة الرصينة فهي تعتبرني خائنا للوطن وذلك لأني لجأت إلى إيران أثناء الحرب العراقية الإيرانية !! وتنسى هي أن مئات الآلاف من العراقيين ومن بينهم مئات العوائل سبقوني إلى إيران هرباً من جحيم البعث ومن بينهم الشعراء الكبار والفنانين والعلماء والمثقفين ممن أصبحوا أسماء لامعة في دنيا الثقافة في المغتربات فالتشهير الكاذب سلاح الفاشلين
ودمت بخير ومحبة


3 - الشاعر الاستاذ العامري
سلام كاظم فرج ( 2012 / 8 / 25 - 10:46 )
اتفق مع الشاعر عمار المطلبي فيما ذهب اليه.. فقد احببناك وتعلقنا بقصائدك لانها
تنضح عذوبة وجمالا ورقة وشاعرية وشعرية. من هنا افهم ماذهب اليه المطلبي
واتفاقي هذا مع الشاعر المطلبي لا ينفي تضامني معك في غضبك وحيرتك وسخطك من مواقف غريبة وغير مفهومة ومزيفة أساءت بها اليك منصاعة لحماس غريب لاعلاقة له بالإبداع بل هي رود افعال لهواجس تخيلتها
ما يهمني هنا قصائدك الجميلة التي اغبطك عليها والتي احتوت على خطرات عرفانية صوفية ترنو الى مطلق الجمال والعدل ونبذ الزيف والظلم والافتراء
هكذا فهمت النص.. .. وهذا ما يهمني واتلذذ به.....


4 - تصويب نحوي
سامي العامري ( 2012 / 8 / 25 - 12:26 )
ومن بينهم الشعراء الكبار والفنانون والعلماء والمثقفون


5 - تحية واستدراك للزميلين الرائعَين سلام وعمّار
سامي العامري ( 2012 / 8 / 25 - 12:42 )
نعم ألف شكر لحرصكما على بقاء قصائدي نقية من كل شوائب الآني والطارىء
وإبعادها عن حقد الحاقدين وطالما أن إساءتها لي لم تتعدَّ حدود موقع الحوار المتمدن العزيز فقد رفعتُ المقطع الذي سخرتُ فيه منها على أمل أن تتعظ وقد نشرتُ النص قبل ساعة في موقع صوت الحرية خلواً من هذا المقطع وسأنشره لاحقاً في المواقع التي أنشر فيها دورياً وأما عن المرأة ورقتها فهي تعرف قبل غيرها كتاباتي المدافعة عن حرية المرأة بجسارة ولكن ما رأيته استغلالٌ ضيق الأفق لمعاني الحرية وأما بصدد عمر الإنسان فأقول لك يا عزيزي عمار : ليس من طبعي ولا سجيتي أن أسيء لعمر انسانٍ ولكنْ من لا يحترم عمره كيف ينتظر من الآخرين احترامه !!؟
وكل الشكر لك أيها الشاعر الأصيل ولسلام كاظم الأديب القدير والمثقف المحنك


6 - لنتّفق على شيءٍ واحد
عمّار المطّلبي ( 2012 / 8 / 25 - 14:44 )
الشاعر الصديق سامي العامري:
شكراً لكَ، و شكراً للصديق الشاعر و الناقد العزيز الأستاذ سلام كاظم فرج . لنتّفق على شيءٍ واحد هو أنّهُ لا يجوز مطلقاً التلميح بالغمز لعمر إنسان أو شكله أو طائفته أو معتقده . ما أسهل الشتيمة، و ما أصعب امتلاك النفس .. وها أنا أنحني لنفسكَ الكبيرة يا شاعرنا سامي العامري، كما انحنيتُ لنفس الشاعر الرائع سلام كاظم فرج، و هو يقصّ المأساة التي حرمتْهُ منْ عائلته الأولى ، فيحتفظ، يا للعجب، بهذا الكمّ من الحبّ و التعاطف مع الآخرين، و الحلم مع مَنْ يُحاور.
لكما محبّتي و احترامي.

اخر الافلام

.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا


.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي




.. بميزانية حوالي 12 مليون دولار.. الناقد الفني عمرو صحصاح يتحد


.. ما رأيك في فيلم ولاد رزق 3؟.. الجمهور المصري يجيب




.. على ارتفاع 120 متراً.. الفنان المصري تامر حسني يطير في الهوا