الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الماركسيون قالوا ويقولون ذلك فقط

جاسم محمد كاظم

2012 / 8 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


قبل ربع قرن من زمن تلاشى قرءنا في درس التاريخ والوطنية تحليلات اشتراكية تقول أن الرأسمالية والامبريالية تزرع وتنمي الفتن الطائفية في البلدان البدائية التي تخضع تحت نفوذها وتنعش كل التيارات الدينية المتخاصمة وتساعد الكل للقضاء على الكل من اجل استغلال الكل .
ضحكنا على ذلك كثيرا بوعي طفلي لازال يخضع لسلطة الموروث تشكل اللغة كل أفكاره وتصورناه كذبة من أكاذيب هؤلاء القوم الذين يكتبون ويضعون هذه المناهج.
وسار الزمن مغلقا لا يسمح لقاطنيه بالتقاط موجات بعيدة أو حتى بكلمات بسيطة تخالف سلطة الحاكم نردد فقط ما تقوله السلطة حتى رأينا نهايتها التعسة بحراب المارينز .
ليعود كل شي بعد ذلك إلى نقطة البداية نتذكر تلك السطور الأولى ونحن نرى الزمن يرتدي ثوبا عتيقا مخالفا سير التاريخ الذي يسير إلى الأمام دائما .
ومع تقدم العلم بأشواط هائلة عاد الموروث البدائي يسير موازيا له وكأن العلم والموروث سيان عندما استغل الموروث المتخلف سلطة العلم راكبا ظهره متسلقا آخر تقنيات أقماره الصناعية من اجل أن يقول كلمات عتيقة تعود لألف سنة يخالط الكذب 99% من حروفها المكتوبة .
يقول "الآن تورين" من أنصار البنيوية في كتابة" الديمقراطية " بان الفقاقيع الدينية بقيت عصية على التغيير ولم تنتهي بعلاقة نفي النفي في البلدان المتخلفة البدائية التي تبنت النظام الاشتراكي بعد ثورات التحرر الوطني لتدب فيها الحياة من جديد بقوة بعد انهيار تلك الاشتراكيات وفقدان سيادتها الوطنية ليقول بعد ذلك بان النسق ثابت ولا يمكن تغييره بأي شكل .
ولم يذكر ألان تورين التغيير الذي حصل في أوربا وانتهاء عهد الكنيسة وكيف انتهى حكم الفقاقيع البروتستانتية والكاثوليكية بعد انتصار الرأسمالية على الإقطاع مغيرة النسق الأوربي بكاملة .
ولا تكمن المشكلة في الاشتراكية التي طبقتها البلدان المتخلفة بعد ثورات التحرر الوطني بل بالسلطات التي مسكت دفة الحكم والتي شكلت الانقلابات العسكرية ما يتراوح 99% منها وسيطر العسكر على جل مفاتيح الحكم .
وحين نأخذ العراق نموذجا للدراسة نرى الشكل المنغولي الهجين في تطبيق الاشتراكية التي يقول منطق الشرح أن الحكام لم يفهموا منها شيئا حين عرفوها بكلمة أو كلمتين بأنها "المجانية في الخدمة " أو "العدالة الاجتماعية " ومثلما يقول الرفيق النمري في إحدى مقالاته منتقدا بعض الأحزاب الشيوعية بأنها لا تعرف الرأسمالية كمضمون لتعرف الاشتراكية كشكل بالقول (لا يمكن الحديث عن أي تطور أو تغيّر في النظام الرأسمالي دون التعرف بشكل دقيق وأمين على جوهر ومكونات النظام الرأسمالي، فبدون ذلك يبقى الحديث ليس أكثر من ثرثرة لا معنى لها.) لذلك لا يمكن الحديث عن الاشتراكية بدون معرفة مقومات النظام الاشتراكي .
اعتمد العراق على الاقتصاد الريعي اليتيم الذي تُشكل إيرادات النفط عموده الفقري بنسبة 97% ولم تنهض فيه الصناعة المولدة للصناعة كما نشأت في بلدان أوربا الغربية أو حتى تلك التي نشأت في روسيا بعد ثورة أكتوبر وانعدمت فيه الصناعة الثقيلة سوى بمعمل قديم للصلب جلبته السلطة من فرنسا اعتمد في صناعته على إعادة صهر المعادن .
وبدل أن تنموا طبقة عمالية فذة قادرة على تطوير الإنتاج وتحسينه كما هو الحال في البلدان الشيوعية طفت على السطح طبقة وسطية تعيش على الريع النقدي القادم من مردودات النفط بدل الإنتاج البضاعي الميت قوامها المعلمون والمشتغلين بحقل التدريس. الصحة. الاتصالات.الخدمات البلدية.الشرطة .الجيش إضافة إلى طبقة من ذوي الامتيازات السلطوية الخاصة تعتبر من اكبر أعداء الطبقة العمالية والكارهين لها .
وظهر تنظير جديد للاشتراكية بكراريس ملتبسة الكلمات غير مفهومة المضمون والمعنى توائم الاشتراكية مع الدين ك "اشتراكيتنا من نوع خاص " وعادت هذه الاشتراكيات تأكل من الموروث القديم تصور الاشتراكية كعدالة اجتماعية فقط وليست ثورة من نوع آخر بأسلوب لجا إلية الحكام ليضعوا قدما مع الدين وقدما مع التنوير الذي تقوده الاشتراكية العالمية وظهرت للسامع اشتراكيات إسلامية تسير مع الاشتراكية العلمية بالتساوي كاشتراكية أبو ذر الغفاري وأجمل ما سمعت في هذا المعنى قول احد أساتذة التاريخ في احد البرامج الإذاعية قبل شهر من الزمان بالنص "" بأنة لو قدر للتاريخ أن يسمع ماركس وانجلز ولينين باشتراكية أبو ذر الغفاري لكانوا تلاميذا صغارا عنده ولتخلوا عن اشتراكيتهم المسماة بالعلمية ".
وكان من الخطأ الجسيم الذي جرت الاشتراكيات العربية نفسها إلية أنها فصلت نفسها عن الثورة الاشتراكية التي يقودها الاتحاد السوفيتي وسارت على خط معاديا لها وانضمت أكثر هذه الدول التي نالت استقلالها بمساعدة دولة لينين إلى منظمة هزيلة البناء مصابة بالأنيميا الشديدة تسمى "منظمة عدم الانحياز " بقيت تقف دولها على قدم واحدة تاركة للأحلاف العسكرية ودول الرأسمال تتغلغل في مفاصلها حتى وجدت أكثر البلدان التي نالت استقلالها تعود من جديد إلى مرحلة ما قبل الدولة بعد انهيار الكتلة الاشتراكية لتعود الخثر الدينية الراكدة تهيمن على مقود الحكم من جديد وكأن الزمن عاد إلى ما قبل مرحلة القرن العشرين بخطاب قديم يعتمد هذه المرة على احدث تقنيات الإنسان في الاتصال وإيصال المعلومة إلى ابعد مكان ونحن نرى صراع الفرق الحشوية وهي تتسيد قنوات البث الفضائي وآخر تقنيات الإنسان مستغلة حتى سيناريوهات الدراما التلفزيونية من اجل تأكيد تفوقها على الفرقة الأخرى بخطاب لا يثمر عن شي سوى تأجيج الحقد والكراهية والاقتتال وجد ت فيه الدول الاستعمارية ضالتها من اجل البقاء ونهب الموارد الأولية والثروات الطبيعية وبث خطاب جديد أسمة العولمة وحقوق الإنسان وان العالم أصبح قرية صغيرة يحكمها القانون ومن يخالف ذلك يحشر في قائمة الإرهاب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كيف ترون المستقبل ؟
سجاد البصري ( 2012 / 8 / 24 - 23:37 )
شكرا للكاتب على هذا المقال المتوازن .. أنت تقول ان التحليلات الاشتراكية تقول بأن الرأسمالية والامبريالية تزرع وتنمي الفتن الطائفية في البلدان البدائية التي تخضع تحت نفوذها . وهذا ما حصل فعلا بعد سقوط بغداد حيث برزت الطائفية والاقتتال الطائفي واضحا على مسرح الاحداث , و أنا لا أبريء أمريكا من جانب ماحصل , ولكن أعتقد ان الجهل المتعمق في المجتمع كان له أكبر أثر في ذلك , اضافة الى دفع جهات اقليمية باتجاه التحشيد الطائفي المقيت , فعلا عادت الخثر الدينية الراكدة تهيمن على مفاصل الدولة وتبث أفكارها وتسلطها على رقاب الناس , يا ترى أخي الكاتب العزيز كيف تنظرون الى المستقبل ؟ هل سيحصل تصادم بين الهيمنة الدينية الناشطة الآن في المجتمعات العربية وبالاخص العراق وبين الغرب الرأسمالي ؟ مع تحياتي


2 - أأبو ذر الغفاري
فؤاد النمري ( 2012 / 8 / 25 - 03:31 )
إسمح لي يا رفيقي العزيز ألا أتفق معك في الهجوم عل كتلة عدم الانحياز حيث أن هذه الدول هي التي وجهت الضربات القاتلة الأخيرة للنظام الرأسمالي بحماية المظلة السوفياتية بالطبع
لكن ما جذبني للتعليق هو اشتراكية أبو ذر الغفاري وهي من أفكار ميشال عفلق حيث حاضر عضو للقياد القومية لحزب البعث عن الاشتراكية العربية التي بشر بها أبو ذو
كنت حاضراً وقلت للمحاضر .. عيب عليك أن تقول بمثل هذه الفكرة السخيفة من سخافات ميشيل عفلق فالمجتمع العربي زمن الغفاري كان مجتمعاً بطريركا منقسماً إنقساماً عمودياً وليس أفقياً طبقياً وفيها فقط تولد الأفكار الاشتراكية

ومع فنجان الشاي بعد المحاصرة قلت لعضو القيادة القومية أن البورجوازية الشامية التي قاتلت بشجاعة ضد الإمنريالية هي التي أقامت حزب البعث حزباً للبورجوازية الوضيعة بهدف حماية ظهرها من الشيوعية
اعترف ذلك القيادي بأن كل ما علمه ميشيل عفلق هو كراهية الشيوعية
وهنا ذكرت الرجل بمقولة ميشيل عفلق .. من أفضال الإسلام على الأمة العربية هو أنه وقف سداً منيعاً بوجه الشيوعية !!

ولذلك أسلم ميشيل عفلق كارهاً للشيوعية


3 - الأخ العزيز سجاد البصري
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 8 / 25 - 09:40 )
كيف يحصل التصادم بين الخثر الدينية والهيمنة الامبريالية ؟ إذا عرفنا أن القوى الاستعمارية هي العراب الذي يوجه هذه القوى ويعطيها الشرعية بالحكم خوف تغلغل القوى اليسارية والعمالية .بل على العكس من ذلك أن القوى الاستعمارية هل التي تسلح هذه الخثر وتجعلها بالتالي شرطيا مجانيا يحرس لها مصالحها بحجة محاربة الإرهاب الوهمي وضمان حقوق الإنسان لديمومة النهب الاستعماري . مع تحياتي


4 - الرفيق المعلم النمري تحية رفاقيه
جاسم محمد كاظم ( 2012 / 8 / 25 - 09:41 )
وأشكرك جدا على هذه الإضافة الرائعة التي اعتبرها مكملة للمقال ومتمة له .
وأجمل ما في هذه الفكرة السخيفة لميشيل عفلق أن تلاقفها منة ملالي المشايخ ونسبوها لأنفسهم واعتبروها استكشافا يوازي اكتشاف روتنجن للأشعة السينية والدكتور فلمنج للبنسلين بدون أن يعرفوا مصدرها الأصلي وملئوا بها الأرض ضجيجا . حتى أصبحت اشتراكية أبو ذر الغفاري حقيقة مطلقة بدون معرفة قوى الإنتاج وعلاقاته في ذلك الزمن الغابر المعتمد على النهب والسلب كحرفة .
واو دان أضيف سطرا لسطرك الأخير عن ميشيل عفلق (من أفضال الإسلام على الأمة العربية هو أنه وقف سداً منيعاً بوجه الشيوعية !!) وسلم هذه الأمة طيعة مثل الحملان الى لصوص الرأسمال وحرامية الخصخصة .مع اسمي اعتبار واجل تحية

اخر الافلام

.. فرنسا تنتخب وأوروبا تكتم أنفاسها.. اليمين المتطرف يحلم بـ-ال


.. من تأسيسه إلى تغيير اسمه.. كيف نشأ حزب التجمع الوطني الفرنسي




.. مقابلة خاصة مع رئيس تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية السودا


.. ارتباك في فرنسا مع انطلاق الجولة الثانية للانتخابات.. واليسا




.. شرطة نيويورك تقمع بالضرب متظاهرين داعمين لغزة