الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هوس التعليقات للاسماء النسوية

جابر السوداني

2012 / 8 / 25
الادب والفن


هوس التعليقات للأسماء النسوية

جابر السوداني

في البدء لابد من الإشارة إلى إن ما سأقوله أدناه ليس موجه ضد احد ما ، لكنه نقد لظاهرة عامة شاعت بشكل واسع النطاق في اغلب مواقع النشر والصحافة الالكترونية والفيسبوك خلال الفترة الماضية ، وظلت تتواصل بوتيرة متسارعة دون أن تلوح في الأفق بوادر تدل على تراجعها مستقبلا ، وأيضا لابد من الإشادة بالدور المتميز الذي لعبته الصحافة الالكترونية في مجال دعم المنجز الإبداعي من خلال توفير الفرصة سانحة وسهلة أمام الكثيرات من النساء اللواتي لم تتيسر لهن إمكانية النشر والشيوع عبر وسائل الإعلام الأخرى
والخلاصة: إننا ومنذ مدة غير قصيرة نطالع كل يوم سيلا هائلا من النصوص في مختلف مجالات الكتابة وخصوصا في مجال( القصيدة ) تفتقر إلى ابسط مقومات المنجز الإبداعي المقبول والدراية بحيثيات المبنى والمنعى والعروض وتوزيع المقاطع وسلاسة اللغة والخ ... وتتعدى ذلك دائما إلى حد السقوط في وحل السذاجة والنثرية السمجة،
وأصبحنا ونحن نتلمس طريقنا بصعوبة بالغة للبحث عن ضالتنا وسط ركام هذه السذاجة أصبحنا نركن مرغمين إلى قوله تعالى (أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) ومع إيماننا الراسخ بأن الزبد ، لابد أن يذهب جفاء حتما، لكن ظلت في نفوسنا غصة سببها ليس النصوص الساذجة فهذه محكوم عليها أن تذهب جفاء حتما لا يحفل بها احد وبمجرد أن تختفي من واجهات المواقع الرئيسية سيطويها النسيان إلى الأبد،
لكن سبب غصتنا هم كـُتاب التعليقات الذين يتراكضون في ماراثون (مخجل وغير حرفي) وراء الأسماء النسوية يتملقونها وتستهويهم هذه المُـلقة (لغاية في نفس يعقوب)...
وكـُتاب تعليقات المجاملة والمديح الخالي من الصدق والحرفية الأدبية بغض النظر عن افتقار النصوص التي يعلقون لها إلى ابسط مقومات المنجز الإبداعي المقبول وسقوطها في وحل النثرية السمجة أوهموا الكثير من كاتبات الخواطر الشخصية الساذجة بأنهن شاعرات من طراز الخنساء ونازك الملائكة وجعلوا هنَّ يزاحمنّ بدون أن يعرفن إنهنّ لا يعرفن
وهذا ليس بالضرورة إن ينطبق على الجميع فهناك شاعرات يملكن القدرة الفذة على إنتاج نصوص أدبية تفوق في جودتها وسباكتها ما ينتجه الكثير من الكتاب والشعراء ، ولازال من الممكن لهذه التعليقات أن تتحول ظاهرة نقدية رائعة وسريعة تساهم في تقويم أركان المنجز الإبداعي بشرط أن يكف أصحاب هذه المجاملات عن غيهم ويعتمدوا جودة النص سببا وحيدا لكتابة تعليقات لإطراء دون النظر إلى جنس الكاتب وهل كان ذكر أم أنثى ومثل هذا التحول سيؤدي إلى إضافة ميزة ايجابية جديدة للصحافة الالكترونية لم تتوفر لغيرها من وسائل الإعلام الورقية ، وهي مشاركة عدة أراء في عملية نقد النص الواحد كما لو إن طاولة مستديرة تجمع أصحاب هذه الآراء معا وتوفر للجميع ميزة الاطلاع عليها من اجل تعميم الفائدة على كل المهتمين بجنس النص المطروح على طاولة النقد ، لكن أنى لهم ذلك وهم غير قادرين على التمييز بين القصيدة المتكاملة وبين الخواطر الشخصية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-