الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين صدق بن كيران و لا أحد أنصفه

مصطفى ملو

2012 / 8 / 26
كتابات ساخرة


قليلون هم أولئك الذين ينصفون بن كيران في كل خرجة إعلامية له,هذه الأقلية ليست سوى منتمين إلى حزبه من صحافيين و كتاب أو متعاطفين,أما الأغلبية ممن ينتقدونه,فلا يحصون إلا زلاته و لا يتصيدون سوى أخطائه,في حين يغضون الطرف عن التطرق لما يصيب فيه,حتى أمكن القول أنهم لا يتحدثون عن أشياء إيجابية حين انتقاده.
صحيح أن بن كيران يكثر من الكلام الفارغ الذي "لا يشتري خضرا و لا يملأ قدرا" و صحيح أيضا أن أغلب كلامه مغالطات و شعبوية لا طائل من ورائها,لا تهدف سوى إلى دغدغة العواطف و تهدئة الخواطر ولو إلى حين,لكن كل ذلك لا يمنع من وجوب إنصاف الرجل كلما أصاب,وهذا ما سنحاول فعله بالعودة إلى حواره الأخير مع قناة الجزيرة,وذلك إحقاقا للحق و إنصافا للرجل,مهما بلغت حدة اختلافنا معه.
قلنا أن من ينصف بن كيران,هم كتاب و صحافيو حزبه,لكن الجدير بالملاحظة هنا أن هؤلاء في محاولتهم تلك لإنصافه في الحقيقة يسيئون إليه من حيث لا يدرون,ففي دفاعهم عنه والرد على خصومه لا يقابلون الحجة بالحجة و الدليل بالدليل و مناقشة إنجازاته و أقواله,بل يسلكون أسهل الطرق وهي تخوين هؤلاء الخصوم و نعتهم بشتى النعوت القدحية,مما يجعل ردودهم فارغة من أي معنى وتتسم بالضعف و انعدام القدرة على الإقناع,و من خطابهم خطابا لا يختلف كثيرا عن خطاب بن كيران نفسه,إن لم يكن أشد منه رداءة وسوءا,فهم لا يركزون على تدقيق ما يقوله بن كيران و تمحيصه,حتى يتمكن لهم الاحتجاج به واستثماره في الرد على خصومهم.
كي لا نسقط في نفس الخطأ الذي يسقط فيه أتباع بن كيران,سنحاول مناقشة نقطة مهمة مما جاء في حواره في برنامج بلا حدود,لنبرهن على مدى صدقه,رغم ما يقال عنه من "كثرة الشفوي",عدم وزن كلامه قبل النطق يه و الاكتفاء بتمرير الكلام الفاضي على حد تعبير المصريين.
جاء في حوار بن كيران مع قناة الجزيرة,كلام جميل و معقول لا أحد انتبه إليه و لا أحد كفأ رئيس الحكومة عليه,بمن فيهم المدافعون عنه,مفاد هذا الكلام "أنه ليس من السهل إيجاد من يستحق تحمل المسؤولية",فهل يستطيع أحد أن يكذب هذا الكلام أو يشك في صدقه؟
لمن يقول العكس,أي لمن يشك في صدق بن كيران و معقولية كلامه,سنبين له بالدليل القاطع,كيف أن رئيس الحكومة صادق حتى النخاع,ونتحدى من يقول عكس ذلك.
كان المغاربة يحملون أمالا كبيرة,و يحلمون بحياة أفضل و بغد مشرق,مع وصول حكومة عبد الرحمان اليوسفي إلى الحكم,والتي رأوا فيها حكومة ستنصف الكدح و الطبقة المسحوقة,باعتبار توجهها الاشتراكي و شعاراتها المؤيدة للبروليتاريا و المناهضة للرأسمالية وغيرها من الخطابات و الأحلام الوردية التي كان يتغنى بها حزب الوردة وقتها,قبل أن تنكشف عورته و يتبين مدى زيف تلك الشعارات,فاتضح للمغاربة-على الأقل من المصوتين على الاتحاد الاشتراكي-أنه حزب لا يستحق ثقتهم و لم يتحمل المسؤولية و لم يؤد المهمة كما يجب(صدق بن كيران).
ذهب عهد اليوسفي الذي اتسعت فيه الفوارق الطبقية و انتشر فيه الفقر,حتى انقرضت الطبقة المتوسطة أو كادت و التي تعتبر دينامو كل مجتمع,مع العلم أن حزب الوردة,وعد بتقليص الفوارق و تحقيق حياة سعيدة للمواطنين من أبناء الطبقة الفقيرة,والعمل على تحقيق ما لم تنجح أي حكومة من قبل في تحقيقه,كنا حينها تلامذة في الإعدادي أو الثانوي على أكثر تقدير و رأينا كيف غزا الاشتراكيون جميع الصناديق تقريبا في قرانا النائية,المهمشة و المفقرة التي لا يفهم سكانها شيئا في السياسة و لا معنى الاشتراكية,بل يكتفون فقط بتصديق ما يملى عليهم من برامج و خطابات.قلت ذهب هذا العهد فجاءت الانتخابات و قال المغاربة أو قلة قليلة منهم,هذه فرصتنا,"أراونا نجربو آل الفاسي أو ما يسمى اختصارا بحزب الاستقلال",جاء عهد آل الفاسي,في هذا العهد ازدادت الأوضاع سوءا في شتى الميادين,وارتفعت نسب البطالة و الفقر,وتدهورت الأوضاع الصحية ووصل التعليم إلى الحضيض,رغم الإحصائيات الرسمية التي تقدم المغرب وكأنه أحسن من ألمانيا!
في هذا العهد عمت الاحتجاجات,وأخذ المغاربة يرفعون أكف الضراعة بالليل و النهار إلى العالي القدير,أن ينهي عهد الحكومة الفاسية في أقرب الآجال و أن يكفهم شر سياساتها الفاشلة,كما رفعت شعارات في جميع المدن و البوادي تقول:"حكومة الفاسي كلها مآسي"و" سير واجي من وزير الوزير أش هادشي أحكومات الخ...."و"المحكومات مشات أو جات أو الحالة هي,هي"و غيرها من الشعارات التي تفيد أن حكومة آل الفاسي لم تكن في مستوى المسؤولية,ولم تكن أحسن حالا من سابقتها الاشتراكية(مرة أخرى صدق بن كيران).
ثم جاء العهد البنكيراني,الذي اعتبره المصوتون عليه من المغاربة على قلتهم,بمثابة المهدي غير المنتظر الذي جاء لينقذهم مما هم فيه من فاقة و بؤس و عوز,فيرد للمدرسة هيبتها,وللمستشفى اسمه الحقيقي بعدما تحول إلى مقبرة جماعية,وينصر المظلوم ويعاقب الظالم,خاصة و هو المدعي أن مرجعيته إسلامية,وكذلك كان!
جاء عهد بن كيران فدشنه أول ما دشنه بالزيادة في ثمن المحروقات التي انعكست على المستوى المعيشي للطبقة المسحوقة,ثم خرج وزيره في التعليم ليعبر عن نيته إلغاء مجانية التعليم,ثم كشف السيد الوزير عن نظريته العجيبة في محاربة الفساد و المفسدين,وازدادت حدة قمع الاحتجاجات و الاعتقالات,حتى أصبح البعض يخشى من تحول العهد البنكيراني إلى عهد جمر و رصاص,حينها تأكد للمغاربة أنهم يعيشون في الوهم و أن لا أحد يستحق ثقتهم و لا أحد يستحق تحمل المسؤولية(أصاب بن كيران مرة ثالثة)
بعد هذه الأدلة التي أوردناها,هل يجرؤ أحد على تكذيب فكرة بن كيران القائلة "من الصعب أن تجد من يستحق تحمل المسؤولية"وهي الفكرة الوحيدة-ربما- التي أصاب فيها منذ توليه زمام الأمور؟؟
صدق بن كيران و صدقت معه مجموعة جيل جيلالة حين قالت في إحدى روائعها بعنوان" يا اللي غادي و تكدم":
-ما بقا فيك يا هاد الكون.
-من يمسك عهد و يصون.
-كل من تقنا فيه إخون.
-من عرقنا يدرك دنيا.
-اللي نتسناوه ارفد بالعار.
-مازال ما ظهر ليه أثر.
-خليك يا قلب صامد صبار.
-لازم حقنا تكون لو مجية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة