الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بات الاردن ماوى للاجئين السوريين ام ماوى لعناصر الجيش السوري الحر؟

خليل خوري

2012 / 8 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


هل بات الاردن مأوى
للاجئين سوريين ام مأوى
لعناصر الجيش
السوري الحر وعوائلهم ؟؟
وكأنه لا يكفي ان الشعب الاردني يرزح تحت وطأة ازمات اقتصادية ومعيشية مستعصية مثل المديونية الخارجية التي لا تقل عن 23 مليار دولار ، وتفاقم ظاهرتي البطالة والفقر تسعى الحكومة الرشيدة مشكورة الحد من اثارها بموائد الرحمن وتكية ام علي وغيرها من الوسائل التخديرية الترقيعية ، وتضخم الفاتورة النفطية الى 5 مليارات دولار وايضا نتيجة تطبيق الحكو مة الرشيدة سياسة الاستيراد المفتوح لسيارات الركوب الترفية ، وفقر مائي يضع الاردن في مرتبة "الطش " بين دول العالم ان لم يكن بين سكان الكواكب الاخرى من حيث نصيب الفرد والزراعة من المياه ، وتوسع فجوة العجز في الميزانين التجاري والمدفوعات لاسباب عديدة ياتي في مقدمتها اننا شعب ياكل مما لا يزرع ويلبس مما لايصنع أي اننا شعب يتمتع بشهية مرتفعة للاستهلاك ويعاني ترهلا وضعفا في الانتاج ، الى غير ذلك من الازمات ، حتى ترفع الحكومة الرشيدة من منسوب الازمات بايواء ما تسميه " باللاجئين السوريين" مع التاكيد ولو بشكل غير مباشر بانهم قد التجأوا الى حضن الاردن الدافىء والحنون هربا من بطش وتنكيل النظام الدكتاتوري الاستبدادي السوري . وهنا يتبادر الى الاذهان السؤال التالي : ما دام المواطن الاردني الغلبان يرزح تحت وطاة كل هذه الازمات فلماذا تفتح الحكومة ذراعيها لاستقبال هؤلاء اللاجئين السوريين ؟ اليس الاولى تخفيفا لوطأة هذه الازمات على المواطن الغلبان ان تغلق المنافذ الحدودية مع سوريا في وجه اللاجئين السوريين ؟
في الواقع اسئلة من هذا القبيل تعكس "جهلا للحقائق الماساوية الماثلة على الارض " فلو استمع المتسائل جيدا لتصريحات رئيس الحكومة وغيرة من كبار المسئولين فسوف يدرك ان الاردن لا يفتح ذراعيه لاستقبال اللاجئين هكذا جزافا بل يقوم بذلك لاسباب انسانية محضة ، ولو دقق جيدا في الاخبار التي بثتها صباح اليوم وسائل اعلام تتوخى الدقة والموضوعية في ايصال المعلومة للمتلقي وتحديدا قناتي الجزيرة والعربية التي لا يتوخى بدورهم ممولوها من مشايخ النفط والغاز غير نشر الديمقراطية في ربوع سوريا ، فسوف يسمع كما سيشاهد بان عشرات الالوف ان لم يكن مئات الالوف من السوريين قد احيو يوم امس الجمعة جمعة " لا تحزني درعا ان الله معنا " في تظاهرات حتى في الاحياء التي تتعرض لقصف قوات بشار الاسد في حلب ودمشق وريفها ودرعا فيما اصحاب القلوب الضعيفة في هذه المناطق ولوا الادبار باتجاه الاردن هربا من الموت وسعيا وراء رغيف الخبز ، بدورها فقد توسعت الصحف الاردنية الصادرة صباح اليوم السبت في مسالة احزان درعا ورعاية الرب لها فذكرت ان مخيمات اللاجئين قد استقبلت ليلة اول امس 14581 لاجئا سوريا وهو رقم قياسي يمكن ان تستند اليه الجهات الرسمية كي تسجله ضمن الارقام القياسية لموسوعة جينيس ، وفي نفس الوقت لضخ نسبة كبيرة من اموال الخزينة من اجل توفير مستلزمات معيشية تليق بهؤلاء اللاجئين حتى لو كان ذلك على حساب الاموال المخصصة لتوفير الخدمات الاساسية لدافع الضرائب الاردني !!! واعجب هنا كيف لا يفتح رئيس الحكومة ايضا ذراعيه ولنفس الاسباب الانسانية لاستقبال مليون لاجىء سوري تركوا بيوتهم في حلب ودمشق وفي اريافها وما زالوا يهيمون على وجوههم داخل سوريا !!!
مما لا شك فيه ان ارقام اللاجئين السوريين داخل الاراضي السورية في تزايد مستمر وطبقا للارقام التي توصلت اليها الجهات الرسمية السورية ومنظمات الاغاثة الدولية يناهز عددهم مليون لا جىء ولكنهم لا يهيمون على وجوههم كما تدعي فضائيات مشايخ النفط والغاز بحثا عن الطعام والامان بل تقوم الحكومة السورية ومعها منظمات الاغاثة الدولية بتوفير الماوى لهم في مباني المدارس والجامعات والاديرة ودور السينما والمسارح والمباني الخالية من السكان فضلا عن توفير الملبس والطعام والخدمات الطبية لهم مجانا . من هنا يبدو جليا ان اللاجئين السوريين لا يواجهون اية عقبة في الحصول على اماكن امنة وتتوفر فيها كافة الخدمات الاساسية ما داموا يتحركون داخل الاراضي السورية ، كما انهم لا يتعرضون لرصاص وقذائف الجيش السوري النظامي التي تستهدف اوكار الجيش السوري الحر في المدن والريف السوري طالما ان الجيش النظامي لا يقصف ولا يوجه نيرانه الى هذه المناطق الا بعد اخلائها من المدنيين وتوفير ممرات امنة لهم ‘ اما اللاجئون الذين يتدفقون تسللا الى الاردن وحيث يتم استقبالهم واحتضانهم بالاذرع المفتوحة للحكومة فهم بالتاكيد في اغلبيتهم الساحة من عناصر الجيش السوري الحر ومن اسرهم ومن المواطنين السوريين المتورطين في تقديم كافة اشكال الدعم للجيش الحر وتزويده بالمتطوعين , وألاّ لماذا يولون الادبار هاربين باتجاه دول الجوار في الوقت الذي توفر الحكومة السورية ومنظمات الاغاثة الدولية فيه الماوى والمستلزمات المعيشية الاساسية لهم ؟ وكيف نفسرايضا تدفق ما يقارب 15 الف لا جىء يوم الخميس الماضي اي في نفس اليوم الذي فرض فيه الجيش النظامى السوري سيطرته على مدينة الحراك في درعا وطرد منها عناصر الجيش السوري الحر ، فهل يعقل تدفق هذا العدد الكبير من اللاجئين باتجاه الاردن في يوم واحد لولا ان غالبيتهم من عناصر الجيش السوري الحر ولولا ان الاردن بات ملاذا امنا وسلة خبز
لهم ؟ من هنا لا نبالغ لوقلنا ان تدفق اللاجئين باتجاه الاراضي الاردنية وانجذابهم الى حضنها الدافىء يعود الى التسهيلات والرعاية التي تقدمها لهم الحكومة الرشيدة و سيتراجع زخمه الى اعداد قليلة لو شددت الحكومة الاردنية رقابتها على الحدود الفاصلة بين الاردن وسورية ومنعت بالتالي تسلل اللاجئين من بعض المنافذ الحدودية ، وربما توقف تبعا لذلك الجيش السوري الاخواني الحر عن القيام باية نشاطات عسكرية تستهدف الجيش النظامي او تستهدف تدمير المرافق العامة وبالتالي توقفت كافة اشكال العنف في جنوب سوريا على الاقل طالما انه يفتقد الى قواعد امنة "مخيمات لاجئين " يتوجه اليها داخل الاراضي الاردنية كلما ضيق الجيش النظامى السوري الخناق عليه ... فاذا كانت الحكومة الاردنية جادة في موقفها الداعي الى حل الازمة السورية حلا سلميا ودون اي تدخل اجنبي واذ كان الاردن في نفس الوقت يعاني من ضائقة اقتصادية لا تمكنه من تحمل تبعات كلفة ايواء عشرات الالوف من اللاجئين السوريين المتورطين بالقيام بنشاطات مسلحة ضد النظام السوري فلماذا لا تبادر الى اتخاذ اجراءات عملية تمنع تدفق الهاربين من النظام السوري ؟
تذكرنا الاذرع المفتوحة للحكومة في استقبال اللاجئين السوريين "ولاسباب انسانية محضة" ان حكومة مماثلة لها في رشدها والتزامها بالقيم الانسانية قد استقبلت باذرع مفتوحة اثناء حرب حزيران سنة 67 "حرب الستة ايام لمن نسي نتائجها الكارثية " وبعد ان وضعت الحرب اوزارها باسابيع قليلة "ولاسباب انسانية محضة " ما يقارب من 300 الف نازح فلسطيني تركوا منازلهم في المخيمات والقرى والمدن الفلسطينية هربا من الة الحرب الاسرائيلية وبحثا عن مصادر الرزق على شحها انذاك في الضفة الشرقية فكانت المحصلة بعد تكاثرهم وتضخم عددهم بعد 45 عاما من الاحتلال الى ما يقارب 2 مليون نازح وهو نمو سكاني ان لم يكن طفرة سكانية لا تتناسب مع الموارد المائية والثروات الطبيعية الشحيحة المتوفرة في الاردن ، بينما كانت محصلة هذا النزوح الجماعي في الجانب الاسرائيلي انهم تخلصوا من عبء ديمغرافي ومن اعباء توفير الخدمات المختلفة لهم . الا يدل هذا ان الحكومة لم تقدم من الناحيتين السياسية والاجتماعية اية خدمة انسانية لهؤلاء النازحين وكان الاولى اغلاق الحدود في وجوههم ، بل اسدت من الناحية العملية خدمة لاسرائيل تمثلت في تخفيض كلفة الاحتلال وفي توفير الظروف الملائمة لاسرائيل لبناء عشرات المستوطنات في الضفة الغربية كان من المتعذر بناء اكثر من نصفها وتوطين عشرات الالوف من المستوطنين فيها لو بقي النازحون الفلسطينيون صامدين بارضهم . كذلك سياتي وقت ستندم فيها الحكومة على استقبال ما يسمى باللاجئين السوريين لان اغلبهم اذا ما استقرت الاوضاع في سورية وتم تصفية العصابات الاخوانية السلفية القاعدية المسلحة لن يعودوا الى سورية بسبب تورط قسم منهم بنشاطات ارهابية ضد النظام وتورط القسم الاخر بتشكيلهم حاضنة للارهابيين !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ألا بُتت أيادي الجبناء
نايـــــــــــــــــا ( 2012 / 8 / 27 - 02:46 )
هلا بالشبيح هلا... خسائر كتائب الجيش الأسدي أمام صمود الثوار الأشاوس الأحرار دفعت النظام إلى تجنب المواجهات الأرضية فقرر استخدام طائرات الميغ 21 و 23 لتقصف القرى والبلدات والمدن بمذابح لا تنتهي، هادما البيوت فوق رؤوس المواطنين المدنيين العزّل، بكل فخر وبطولة واعتزاز يقوم بتنفيذ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، مدعيا محاربة العصابات الإرهابية -حسب زعم الطاغية الوريث- إن هذا الإجرام الممنهج ضد الشعب السوري دفع مئات الألوف من المدنيين السوريين اللجوء إلى بلدان الجوار هربا من إجرام الشبيح الأكبر بشار 000

اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط