الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناجي عطالله وفرقته الناجية /

أوس حسن

2012 / 8 / 27
الادب والفن


عرضت القنوات الفضائية في شهر رمضان الكريم مسلسل فرقة ناجي عطالله بطولة الفنان المصري الكبير عادل إمام ونخبة من الممثلين العرب المعروفين ..يتناول المسلسل سيرة حياة دبلوماسي مصري يعمل في السفارة المصرية في تل أبيب ..العمل أظهر شخصية البطل في حلقاته الأولى أنه رجل محب للمال والقمار والنساء متناسيا ً ماضيه الكفاحي عندما كان ضابطا ً في الجيش المصري أثناء حرب أكتوبر..منخرطا ً في عمله الدبلوماسي بكل أمانة وأخلاص إلى أن يقع عليه الظلم بمصادرة كمية كبيرة من أمواله في بنك لئومي فيقرر العودة إلى وطنه حاملاً معه رايةالإنتقام ممن ظلمه فيقوم بجمع مجموعة من الشباب المحبط المهمش والمرفوض داخل نطاق المجتمع ..يجمعهم على هدف واحد وراية واحدة ..لكن الهدف بحد ذاته هو ذاتي شخصي وبمثابة حلم لكل فرد من افراد المجموعة ..فينجح في التوليف بينهم وبث روح المحبة والتعاون بالرغم من اختلاف فصيلهم الطبقي وعقائدهم الأيدلوجية المتنوعة .. تبدأ الرحلةالطويلة من معبر رفح إلى غزة..إلى تل أبيب. ومن ثم العودة إلى جنوب لبنان..سوريا ..بغداد..الصومال ثم العودة ً أخيرا ً إلى مصر فكان لهم في كل بلد قصة وذكرى أليمة .
مما لا شك فيه أن العمل لم يخلُ من الطابع السياسي المحزن تارة والساخر تارة أخرى . فتم الولوج إلى عمق القضية العربية وطرح المشكلات المعاصرة في كل بلد عربي وما تعانيه الدول العربية من تمزق وتفتت على أساس الهوية الطائفية والعرقية التي غذتها إسرائيل في الآونة الأخيرة وأظهر العمل شخصيات سياسية لها دور اللاعب الأكبر على الساحة العربية والشرق أوسطية.
وبالرغم من انتقاد الكثير من الكتاب والمثقفين العرب(لا سيما العراقيين والفلسطينيين منهم) للعمل بإنه لم يطرح الوقائع كما هي وانه جاء مبطن يحمل رسالة من جهة معينة ..حيث قام بتمجيد الأرهابيين والاستهزاء بعدة قضايا جوهرية عن طريق الكوميديا الساخرة
إلا انه لم يخلُ من البعد الإنساني النبيل وصرخة الضمير الحية..هذه الإنسانية التي جعلت من رجل يعبد المال والنساء والقمارإلى رجل صاحب رسالة إنسانية سامية فيتخلى عن ماله بلحظة واحدة هي لحظة الصدق والحقيقة ..الحقيقة التي تبين لنا الجانب المشرق والمضيء في النفس البشرية وإن عكرها ظلام العبودية ..فتتبعه فرقته فرداً فردا ً لتضحي بحلمها الشخصي في سبيل حرية الشعوب المضطهدة بعد أن دوى في أعماقهم صوت الإنسان البائس ..الجائع،الجائع الذي لا يحس بالجوع فقط وإنما بامتهان كرامته ومكانته الأجتماعية
أما أنتم يا كتاب البلاط والسلطات يا من أنكرتم واقع بلادكم المريض ودافعتم عن ملوككم وأمرائكم بأقلامكم المأجورة وتكالبتم للطعن والتشهير في مصداقية وشرف هذا العمل الفني الشريف آخذين الموضوع من زواية ضيقة ومن قراءة سطحية ظاهرية تخلو من أي عمق.. أقول لكم كفاكم كذبا ًوتدليسا كفاكم ذبحا ً للثقافة بسكين الإنتهازية والوصولية كفاكم لحسا ً لأقدام السلطان من أجل فتات الخبز الملقى اليكم ..فالبلاد تعج بالفقر والمرض والجهل وعملاء اسرائيل يسرحون ويمرحون من المحيط إلى الخليج بعد أن عاثوا فيها ظلما ً ودمارا ً،وقفة عز واحدة،لحظة صدق واحدة كفيلتان بأن تضعكم في جبهة التاريخ وتصنع منكم مناضلين حقيقين،تعلموا كيف تكونوا أحرارا ًوتكسروا قيد العبودية،تعلموا من ناجي عطالله وفرقته الناجية كي لا تسقطوا كالفئران في مزابل التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال