الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفوضية العليا الطائفية للأنتخابات

زاهر الزبيدي

2012 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


عبثاً نحاول أن نتخلص من النزغة الطائفية السوداء التي خالطت قلوبنا منذ عقد من الزمن وجعلت من الخوف الرابض على صدورنا من بعضنا البعض هو السمة الغالبة التي تتحكم في كل تصرفاتنا السياسية والأمنية.. خوف مطبق على قلوبنا كان سببه الأولى فقدان الثقة بالأخرين .
ولكننا سنكون جازمين بأن الوجوه التي فازت في إنتخابات 2010 هي ذاتها من ستخرج علينا في 2014 عندما يحين موعد الأنتخابات القادمة .. وذلك هو النتاج الحقيقي الذي سيكون حصيلة تحويل إستقلالية المفوضية العليا للأنتخابات لتكون ألعوبة بيد المحاصصة الطائفية المقيتة في محاولة من الكتل النافذة للسيطرة منذ الآن على نتائج الأنتخابات القادمة .
فبدلاً من أن تكون المفوضية مستقلة عن الأرتباط بأي مؤسسة من مؤسسات الدولة وأن يكون أعضائها مستقلين عن الأنتماء لأي مكون سياسي .. يجري اليوم التخطيط بكل خبث لزيادة عدد مفوضيها وإدخالها في أفران المحاصصة الرثة لتنضج على نار الطائفية وتخرج المفوضية الطائفية الجديدة والتي ستكون من أهم الأدوات المهمة التي ستحدد الفائزين في الأنتخابات القادمة منذ الآن .
أي مرض هذا الذي يسري في عروقنا وكيف سولت لنا أنفسنا أمراً مثل هذا وكيف طاوعت نفوس البرلمانيين الموافقة على مثل تلك التصرفات التي تهين العملية الديمقراطية التي تجري في العراق .
المشكلة أن جميع الكتل السياسية الكبيرة تصرح بأنها ليست مع زيادة أعضاء المفوضية ولكنها على الأغلب جميعها ترغب في رسم الصورة الجديدة لعمل المفوضية خوفاً من ضياع المكتسبات التي حققتها خلال السنوات السابقة وبمختلف الطرق مما يدعونا للتساؤل عن الكتلة التي طالبت بزيادة عدد المفوضين لتحقيق التوازن الطائفي المزعوم .. ربما البرلمان الصومالي من طالب بذلك !.

بالطبع فاننا لانتكلم عن زيادة الاعضاء ومايقتضيه هذا من ارهاق مالي يمكن ان تعاني منه ميزانية الدولة نتيجة ايجاد مناصب جديدة تستلزم ان يكون لها حصة مالية ضخمة من ميزانية الدولة العراقية التي انهكتها مصاريف واموال السادة مسؤولي الحكومة العراقية ... ولو كان هذا هو السبب الوحيد للحديث عن هذا الموضوع لكان كافيا لدرجة كبيرة لرفض فكرة زيادة اعضاء المفوضية ! لكن القضية فيها بعد اخر !
هذا الامر يؤكد لنا لنا بأن جميع الكتل الكبيرة لها الرغبة الكبيرة في ان يكون لها "وزن" في مجلس المفوضين وبما يحقق لها الضمان الأكيد لفوزها في الأنتخابات القادمة وليس ببعيد التصريح الخطير الذي أطلقه علي حاتم السليمان في أحد البرامج التلفزيونية حين قال بانه يعترف بنفسه بانه زور الانتخابات الماضية, وقال انه لا يعني انه ذهب وزور تلك الاوراق بنفسه لكنه بعد ان امتنع اهل الانبار من الحضور الى قاعات الانتخابات وامتنعوا عن التصويت امر السليمان اتباعه المشرفين على قاعات الانتخابات بان يملؤوا اوراق الانتخابات لكي يفوز من يدعمونه من المرشحين.الا ان السليمان عاد وقال, لسنا نحن وحدنا من فعل هذا, فكل الكتل السياسية كانت تفعل ذلك .
وفي الأعوام القادمة سيقوم المفوضين الملوثين بالطائفية والفئوية بملئ استمارات الانتخابات الخاصة بكتلهم أو على أقل تقدير الفارغة منها ليحقق الكسب الأكيد لقائمته ! لقد أمتلك السليمان الشجاعة وأعترف بذلك فكم غيره سيعترف بما فعله في الأنتخابات الماضية أم أن الشجاعة تنقصهم كما ينقصهم الكثير غيرها ؟ .
علينا مواجهة الخطر المحدق بالعملية الديمقراطية بالوقوف أمام المحاولات الرامية الى تسييس عمل المفوضية والأصرار على إعادة تشكيلها وفق ما نص عليها الدستور وعدم السماح للكتل الكبيرة في تقاسم السلطة الممنوحة لمجلس المفوضين والأبقاء على عددهم البالغ تسعة مفوضين وبموجب قانون المفوضية رقم 11 لسنة 2007 المعدل مع مراعات الدقة في تنفيذ الشروط الواجب توفرها في مفوضيها وفيما يخص الفقرة 6 من ثانياً وإلا فدماء شعبنا ستكون الثمن لا حبر الأنتخابات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد زاهر الزبيدي
ماهر ( 2012 / 8 / 27 - 18:28 )
الكاتب زاهر الزبيدي
تحية طيبة لكم
لقد شخصت الجرح العراقي الحقيقي وهو يكمن في الطائفية
ولكل اسف مازال العراق يعاني منها

اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم