الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا .... لديمقراطية التطبير

رشيد كرمه

2005 / 2 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


كان عليَ وقبل أن أُشرع بالكتابة عن مقال جديد أن أقرأ ما يكتبه الآخرون,وأتصفح كل المواقع الالكترونية وبعض الصحف وما يرسله لي الاحبة , وان اتابع ما يعرض على الفضائيات..ثُم عليَ ان أُصغي جيداً لما يبديه زملائي ورفاقي وأساتذتي من ملاحظات نقدية جادة وفي الاعم الغالب مفيده حول هذا الموضوع أو ذاك أو هذه القضية أو تلك ومن ثم يتعين علي ان اكتب موضوعاً جديداً لم يتناوله الآخرون وهم كثيرون ورغم كتابتي موضوعاً كاملاً عن إتجاه الفيحاء الطائفي والفخ الذي نصب لها ألا أنني اعتبرته متأخراً وخصوصاً بعد مقال أُستاذي ومنارة جمع لايُستهان بهم من حملة الفكر التقدمي الرائع الدكتور كاظم حبيب
لذا أرتأيت أن أكتب عن إسبوع ماض كان حافلاً بعاشوراء العراق الجديد,وعاشوراء لبنان في الوقت الذي لم يزل عاشوراء جنوب شرق آسيا يلقي بظلاله على الشارع المحلى والعالمي لكثرة ضحاياه.
غير انني لم أعثر على عاشوراء في الدول المتقدمة بل وجدت نقيضها تماماً فكانت باشوراء حملت اكثر من بشرىجميلة لكل العالم بما فيهم العاشوريون والعاشوريات.إذ أُعلن في الاسبوع الماضي عن اكتشا ف خرائط الجينات الوراثية التي ستساعد العلماء والباحثين على سبر غور المجهول وليعم الخير لبني البشر.
في العالم المتقدم وفي الاسبوع المنصرم سمعت من اذاعة القسم العربي في السويد عن اكتشاف عقار لمرضى نقص المناعة { الآيدز } وقد تطوع رجل غير مصاب بالمرض لتجربة اللقاح الجديد وعثرت على خبراً آخر لايقل اهميةً عما سبق وهو طرح لقاح لمكافحة السرطان الآفة التي تنخر ببني البشر يومياً وباعداد هائلة, فهل اصبح التراجع في المنطقة العربية ومنطقة التخوم الاسلامية صفة من صفاته وخاصية من خصائصه؟ لا أشك في ذلك مطلقاً , طالما أن هناك من يدفع بهذا الاتجاه و خصوصاً المتزمتين من رجال الدين وكهنتهم إنهم يبنون الانسان الجديد بقوالب يصعب الخروج منها الى العالم الخارجي حيث العلم المادي,,وحيث التقدم الى الامام وبسرعة فائقة في جميع مجالات الحياة وليصبح الانسان المسلم العربي والافغاني والايراني والماليزي,وو أسير افكار لاهوتية جند لها جهابذتها كل شئ ابتداءً من اعداد برامج اذاعية وتلفزية وانتهاءً بتدخل مباشرمن البعض قد يصل الى القتل.
اما الفضائيات العربية التي اصبحت عبئاً اضافياً وثقيلاً على التنويريين فهي تمارس عملية غسيل الادمغة دون رادع من أحد وهمها الاول جمع أكبر عدد ممكن من الشابات والشبان ورجل ذو لسان مطواع مثل { عمر أو خالد } وليحضر بطريقة فجة أشباحاً وملائكة وليساهم في غسل أدمغة البشر من –آفة- العلم والتطور وليرمي شريحة مهمة من مجتمعنا بعيداً هناك في قرون سالفة ومظلمة تحاكي الجن والشعوذة ولكن بلباس العصر وذو ربطة عنق انيقة. والشارع العربي والاسلامي مهيئاُ لها بفعل احباطات عديدة منها انه لم يعي الديمقراطية بعد. وان تحققت الديمقراطية في مكان ما أُسئ فهمها كما هو حاصل في اكثر من مكان . وفي العراق تحديداً حيث يعتقد البعض انها ديمقراطية { التمن والقيمه } أو ديمقراطية نشر السادية والمازوشية على حد سواء بما يعنيه أذى النفس لتصبح ديمقراطية الدم المراق ولتحول بالتالي قضية استشهاد الحسين الى لطم على الخدود وسلاسل على الظهر وسيوف على الرأس لذا لابد من لفت الانتباه الى خطورة ما يحمله الفكر الطائفي من رسالة واضحة الى شعب أنهكته الدكتاتورية البعثية كما انهكته استبدادية الدين.
واليوم اذ نعود الى نظرية خطوة الى الامام وعشرة الى الوراء أجد نفسي عاشورياً بمعنى الحزن والغم لما قرأته للشاعر المبدع سعدي يوسف وإستخفافه بل واستنكاره لما أقدم عليه الشعب العراقي في الثلاثون من كانون الثاني اليوم الذي صوت فيه للديمقراطية ولم يكن خياره ماضوياً كما يعتقد الجميل { ابو حيدر}
بل انه انتخبها نهجاً واسلوباً للقادم من الايام . أما ان يفهمها عبد العزيز الحكيم بطريقة الماحق و الساحق والبرقع كطريقة تقديمه لزوجته اثناء التصويت وليوحي لنا من خلال الزي الذي ارتدته على انه الزي الجديد وملوحين لنا بالويل والثبور فهذا ما يجب التصدي له.
وإذا كان الشاعر سعدي يوسف قد إستنبط نتيجة الانتخابات لاستقراءه الدقيق لحال المجتمع العراقي والحركة اليسارية والديمقراطية ببصيرة شاعر ذكي فانني وآخرون أعرفهم جيداً - ما – كنا نتوقع اكثر من هذا للخلل الواضح للاداء الشيوعي والديمقراطي داخل الحزب وخارجه داخل التنظيمات الديمقراطية وخارجها . وعلينا تقع مسؤولية التصحيح والتقويم وتكملة المسيرة .لاننا على قاب قوسين أو أدنى ليس من جحيم دانتي أو المعري وإنما من جحيم العمائم القادمه وأسأل مجرباً ولا تسأل حكيما لذا أصرخ بقوة وبما أستطيع ان لا لديمقراطية التطبير لا لديمقراطية الدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف