الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حتى الممكن صار مستحيلاً!

فلورنس غزلان

2012 / 8 / 27
مواضيع وابحاث سياسية





ــ يخيل لبعض المعارضين السوريين ، ممن لاأشك أبداً بوطنيتهم، ولا بغيرتهم على إنقاذ هذا الوطن ووقف حمام الدم والتدمير المستمر مسلسلاً لاينقطع منذ سبعة عشر شهراً، يخرج علينا هذا البعض بين فترة وأخرى بمقترحات وحلول..بعضها يرفع السقف عالياً ، وبعضها الآخر يحاول أن يجد منفذاً حتى لو تنازل عن بعض المُسَّلمات والثوابت الوطنية، لكن أحداً منهم لم يقل أو يطرح أن إمكانية هذه الحلول موجودة فعلاً على الأرض ، وتم البحث فيها مع الطرف الأول المعني بوقف الموت، ألا وهو نظام الأسد نفسه!!..مقترحات تتنازل وتتراجع مع تزايد حجم وهول الموت..مع تدمير كل سبل الحياة على سطح الوطن السوري، فبعد أن كان شعار الأسد وشبيحته الرسميين وغير الرسميين يقول:" الأسد أو لاأحد، الأسد أو نحرق البلد"!...تحول بفعل ساديته المفرطة وهوسه اللامحدود بالمجازر الجماعية إلى شعار أكثر تشدداً " الأسد وحرق البلد"!!..فكيف يمكن إقناع الأسد بوقف الإبادة الجماعية لشعب سوريا؟..
ماذا يملك هذا البعض من وسيلة سحرية تنازلية ترضي غرور الطاغية أو ترغمه على فسح المجال لأحد أعوانه ...لمفاوضات مع معارضة من هذا النوع؟..نقرأ الطروحات..المسماة منطقية..وعقلانية!..ولا نقرأ كيف وضعت على الطاولة ومع من تم تداولها؟ ولا إن كان الطرف المتعنت قد قبل بها أم لا..فهي مجرد تخدير وتصدير لكسب موقع هنا، أو تنافس على قادم مجهول يحمل من الخيبات ــ ربما ـ أكثر مما يحمل من الآمال، أو يمنح بطاقة مرور لهذا الطرف على حساب ذاك...يامعارضاتنا صاحبة السقف العالي أو المنخفض...أبوس روحكم...من كان لديه مشروع ينقذ البلد ويوقف سفك الدماء...ويضع حداً للدمار...فلا ينشره لمجرد النشر واسمعي ياجارتنا" النظام"!! ، أو يامعارضة لاتعرف سوى المستحيلات ..بينما نحن نبحث عن الممكن!..دخيل عين الممكن..اجعلوه ممكناً فعلاً.. وسيكتب لكم التاريخ نصراً واسماً بأنكم حمامات السلام وأنبياء الوفاق ورتق الشقاق...وزواج الحلال...لاتفلقونا بشعارات وفضائيات ورش مبيدات في طريق من لايناسب هواكم هنا ، وغمز لذاك الذي يفتح لكم نوافذه المواربة لغاية نفوذ وحسابات جمارك مناطقية يود ضمكم وضم سوريا الغد لحلفه المقدس ، ولتمرير هذه الأغراض يصل بكم الأمر للحط من قيمة هذا الطرف..ورفع مدماك الوطنية للطرف الآخر...
الفعل باعتقادي خير من القول...الفعل وإن كان الأقل درجة..والأدنى سقفاً إنما يمكنه أن يزيح عن كاهل الشعب السوري المجازر اليومية..ويوفر بيوتاً وأرواحاً كمشروع للموت والخراب...سيروا به ولنختلف فيما بعد على المرحلة الانتقالية ومن سيتصدرها...
فكم من حلول طرحت وسُوِّدت بها الصفحات على طاولات الجامعة العربية ومجلس الأمن ، من الدابي لكوفي أنان ، وغداً الإبراهيمي، وكلها يبدأ موفدها من نقطة الصفر ، بينما عداد بشار الأسد يرتفع ليتجاوز كل ماحفلت به موسوعة غينيس من إبادات جماعية ليتصدر قائمة البرابرة في وحشيته.. يخيل لهذا البعض أننا لانريد حلاً سياسياً..!! فأي حل سياسي ممكن لم نقبل به؟!..نحن لانبحث عن المستحيل، أما إن كان الممكن هو السماح لبشار الأسد بالبقاء..وغسل يديه من الإجرام ...فهذا الأمر باعتقادي بات من الأساطير الإغريقية المغرقة في اللامعقول..وسيفضل المواطن السوري أن يبقى على أطلال وطن على أن يرى بشار الأسد سيداً عليه...فإما أن نرى مسلتكم واضحة بينة وخيوطها بأيدي نظيفة تريد سوريا ديمقراطية حرة...أو كفوا خطبكم العجفاء واذهبوا حيث تجدون سوقاً لبضاعتكم الفاسدة..
لو كانت النوايا صافية، بعيدة عن الأغراض الشخصية أو الأجندات الخارجية...فباعتقادي أن الممكن يفرض نفسه لو توحدت الجهود وكنست المعارضة أمام وداخل بيتها مما علق به وبجنباته من طحالب...وفتحت الباب الواضح لتدخل منه شمس الحقيقة، ونقاء القصد واستقلالية القرار السوري داخلاً وخارجاً ..متوافقاً على الأسلم والأقل ضرراً والأسرع في حسم الأمر ووقف المجازر...دون الإصغاء لأطراف تدعي الصداقة والحرص والأخوة..وهي الصامتة والمُمَدِدة لبقاء بشار الأسد ..والمتخفية خلف حجج شرذمتكم وتناحركم السياسي والعسكري...كونوا صادقين مع أنفسكم ، مع شعبكم..مع دماء أبنائه وبمستوى تضحياته..طوقوا محاولات النيل من ثورتكم وسرقتها....أو عودوا لبيوتكم واعلنوا تقاعدكم..واتركوا ريح الآخر تلعب بنا إلى أن تمحى سوريا عن الخارطة الكونية..كفى بالله تمييعاً للوقت وضياعاً للجهد وهدراً للدم وبيعه في سوق نخاسة المصالح العربية والدولية...فلم يبق لنا ..إلا انتظار الموت ..او معجزة تعيد للرشد مكانته ومكانه بين صفوف المعارضات على اختلاف تجاذباتها.

ــ باريس 27/8/2012.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور وبانين ستارز.. أسئلة الجمهور المحرجة وأجوبة جريئة وصدمة


.. ما العقبات التي تقف في طريق الطائرات المروحية في ظل الظروف ا




.. شخصيات رفيعة كانت على متن مروحية الرئيس الإيراني


.. كتائب القسام تستهدف دبابتين إسرائيليتين بقذائف -الياسين 105-




.. جوامع إيران تصدح بالدعاء للرئيس الإيراني والوفد المرافق له