الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتَقتُلوا بَناتَكمْ وَأَوْلادَكمْ

زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)

2012 / 8 / 28
ملف مفتوح: مناهضة ومنع قتل النساء بذريعة جرائم الشرف


لاتَقتُلوا بَناتَكمْ وَأَوْلادَكمْ وَإِنْ أَتَوْا فَاحِشَةً مُبَيَّةً، لأَنَّ القَتْلَ فَاحِشَةٌ أَكبَرْ ، وَإنْ فَعَلْتُمْ ذلِكَ فإِنِّما تُعَذِّبون أَرْواحَكمْ، ومَا خَلقْنا الأَرواحَ لِتُعَذِّبونَهَا،فارْحَمُوا أَبناءَكمْ وأَرْواحَكمْ، وَعُودوا إِلى رِشْدِكُم وفَكِّروا بِما تَعْمَلُون ، وَماجَعَلْنا فِي رؤسِكُم عُقُولاً لِتَتَغابَوا وَتظْلِموا. وَإنْ أَتَيَا مِنْكمَا فاحِشةً مُبَيَّةً فزوجوهما.
قبل يومين قرأت خبرا عن قتل شاب لأخته بسبب علاقة (غير شرعية)مع أحدهم في منطقة عفرين(حلب-سوريا). الرأي العام هناك تعاطف مع الشاب بل وأحسسه أنه أتى عملا محموداً، ليعود هو أو غيره إلى قتل أخواتهم.
ثمة أسئلة كثيرة ملحة تطرح نفسها ولعدم الإطالة اكتفي بسؤالين:
- الأول: ما هي المقاييس التي تتحدد بموجبها ماهية العلاقة بين شخصين –في حالتنا بين شاب وفتاة-.
- الثاني: من هو المكلف بتنفيذ هذ الجريمة؟ ومن يقوم بالتكليف؟ ومن يتحمل عواقب هذه الجريمة؟ ومن يتحمل مسؤلية هذه الجريمة؟

أعتقد أن الجهل وسوء الحالة المادية والبيئة الإجتماعية المتخلفة يلعب الدور الأهم في حدوث هذه الجريمة ثم دور العادات والتقاليد والأعراف الإجتماعية ثم تأتي الشريعة الدينية – مع أن القتل غير وارد في هذه الحالة في الشرائع كلها - .
المكلف بتنفيذ هذه الجرائم هو الأخ في غالب الأحيان ثم الأب أحياناَ، الذي يكلف الأخ- أخ البنت- بتفيذ الجريمة هو الأب ثم الحلقة الضيقة جدا من الذكور المحيطة بالعائلة، أما عن عواقب هذه الجريمة، فإنها تطال الأخ والأب او القاتل ومكلفه، تلك العواقب التي تلازم الجناة الى مابقي حياً. أما عن المسؤولية فكل من لم يستنكر هذ الجريمة فهو مسؤول عنها بدرجة أو اخرى.
لاحظ معي أنّ دور العقل هنا- في هذه الجريمة- مغيب كلياً ( هذا إن وافقتني إلى ماذهبت إليه إلى الآن)، وإن فكرت قليلاً تجد أن العادات والتقاليد والأعراف الإجتماعية مدعومة بالدين ( لاتجوز إقامة صلاة الجنازة في مثل هذه الحالة) هي التي تتحكم في قتل الضحية، والفتاة تكاد تكون هي وحدها المدانة، اما الرجل المشارك في هذه العلاقة فغالبا ما يغض الطرف عنه.
إذا تمعنا قليلا بما ذكرت وبقليل من الجهد سنصل إلى نتيجة اخرى كلياً، فمرتكب الجريمة ومكلفه والمحيطبن بهما والمجتع جميع هؤلاء لاحول لهم ولا قوة ، وهم ليسوا سوى أدوات (مجرد أدوات) لتفيذ هذه الجريمة بأيدي أناس أموات من مئات وآلاف السنين تركوا لنا هذه العادات والتقاليد التي ننفذ بموجبها أحكام القتل والإعدام، بل وكل الأشياء التي تتعلق بحياتنا تقريباً.

لكني هنا لا أدين هؤلاء الأموات الذين أوروثونا هذه الأحكام، لأني لا استطيع تبيان مدى وعيهم وكيفية ظروفهم وأحوالهم ..الخ. لكن من المؤكد أنهم لم يحملوا الدنيا على أكفهم، ولم يعرفوا الكومبيوتر ولا التلفاز ولا الراديو ولا المطبعة ولا آلة الكوبي او الفاكس او غير وذاك من هذه الأدوات التي لايختلف معي أحد في أهميتها، وكذلك لايختلف معي على ان لو هذه الأدوات كانت متوفرة بحوزة هؤلاء الأموات لكان لهم شأن آخر من هذه العادات والتقاليد ولأورثونا غير هذه العادات والأحكام ، وبالتالي لما قمنا بتنفيذ هذه الأحكام بحق أخواتنا وبناتنا.
في الحقيقة ، والحقيقة مرة على الكثيرين، أرى أن نعمل على تشغيل عقولنا، ليس فقط في هذه الحالة، بل وفي كل مجلات حياتنا، فمن العار ان نكون مجرد أدوات وآليات تَتَحكّم بتلقينها وتحريكها وتوليفها، نَاسٌ أَمْواتٌ غادرونا منذ زمن بعيد، بعيد جداً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المشاركة أمال دنون


.. المشاركة رشا نصر




.. -سياسة الترهيب لن تثنينا عن الاستمرار باحتجاجاتنا المطالبة ب


.. لبنى الباسط إحدى المحتجات




.. المشاركة نجاح حديفة