الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسئول عن بط ء الإجراءات في وزارة العدل والمحاكم الفلسطينية

محمد أيوب

2005 / 2 / 22
القضية الفلسطينية


يعاني المواطنون الفلسطينيون من بط ء شديد في إجراءات التقاضي وفي تحصيل الأموال المحكوم بها لصالح هؤلاء المواطنين ، فقد دأبت المحاكم على تحويل أموال الذمة والحقوق إلى صندوق وزارة العدل في وزارة المالية ، تدخل هذه الأموال صندوق وزارة العدل وتستحي أن تخرج ، تبقى هناك مرهونة ومحجوزة لعدة أشهر قبل أن يصل هذا الحق الذي حكمت به المحكمة إلى أصحابه .
يعاني المواطن الأمرّين في إجراءات التقاضي ، يكون حقه واضحا كالشمس ، لكن العقبات توضع في طريق القضية لعرقلتها وإطالة إجراءات التقاضي ، وقد تأتي هذه العقبات بسبب إغلاق الطريق إذا كان القاضي يسكن بعيداً عن مكان عمله ، أو بسبب مرض القاضي، وإذا حضر القاضي تغيب المحامي لسبب أو دون سبب حقيقي وجوهري عدا الرغبة في إطالة إجراءات القضية والعبء كل العبء يقع على كاهل المواطن الذي لا يدري ماذا يفعل ، وإذا من الله عليه بالصحة والعافية وبقي حياً إلى أن يصدر الحكم في صالحه فإنه يبدأ رحلة عذاب جديدة ، يتوجب عليه أن يرفع قضية إجرائية لتنفيذ الحكم الصادر لصالحه ، وقد يحضر خاسر القضية أو لا يحضر لأسباب منه تهرب هذا الخاسر من استلام إشعار المحكمة له بالحضور ، وإذا ما حضر أخيراً وصدر القرار بالتنفيذ ، ترسل المحكمة إلى قسم التنفيذات في الشرطة لتنفيذ قرارها ، وقد يتهرب الخاسر من الشرطة ، أو قد لا يستطيع الشرطي تسليم الإشعار لهذا الشخص بسبب الظروف التي كانت وما زالت سائدة حتى الآن ، ولا تقوم الشرطة لذلك بتنفيذ أمر الحبس الصادر ضد المدعى عليه .
وزيادة في المناكفة يوعز البعض للمدعى عليه أن يدفع الأموال المستحقة عليه ـ بعد مماطلة طويلة ـ في صندوق المحكمة ، الذي يقوم بدوره بتحويل المبالغ التي يتم تحصيلها إلى وزارة المالية لحساب وزارة العدل ، وبعد ذلك ينطبق على من كسب القضية المثل القائل : " رن يا حمار لما يجيك العليق " ، على صاحب الحق أن ينتظر خمسة أو ستة أشهر وربما أكثر حتى تتكرم وزارة المالية بصرف هذا الحق !
ترى لمصلحة من تحجز هذه الحقوق ؟ ولماذا كل هذا التأخير في صرفها ؟ وما ذنب المرأة المطلقة أو الحردانة التي حكمت لها المحكمة بنفقة على زوجها هو ملزم بها أصلا دون اللجوء إلى المحكمة لأنه ينفق على أولاده ؟ ما ذنب هذه المرأة حتى تتأخر مستحقاتها كل هذا الوقت ؟ ولمصلحة من تذهب أرباح هذه الأموال التي توضع بالتأكيد في البنوك ؟ ولماذا لا يودع المبلغ في أقرب بنك للمحكمة باسم صاحب الحق يصرفه وقتما يشاء ؟ لماذا كل هذا التعقيد في الإجراءات ؟ لقد تفوقت بيروقراطيتنا الوليدة على البيروقراطية التي يزيد عمرها عن أربعة آلاف سنة ، يدعي البعض أن في مصر بيروقراطية ، ولكني في معاملاتي هناك لم أجد إلا التسهيلات دون معرفة مسبقة ، عند تسجيلي لنيل درجة الدكتوراه وجدت خطأ في العنوان بعد الموافقة ، شعرت بالقلق لما أسمعه عن بط ء الإجراءات هناك ، ولما توجهت إلى الأستاذ الدكتور يوسف نوفل رئيس قسم اللغة العربية وقتها شعرت بالذهول ، فقد أنهى الرجل إجراءات التعديل بكل بساطة ولم يلزمني أكثر من زيارة واحدة له بعد أن كنت قد هيأت نفسي لمشوار طويل من المعاناة .
لماذا إذن يقوم البعض بتعقيد الأمور وتأخير مصالح الناس ، لقد عانيت طويلا في قضية بسيطة ، قضية تنازل عن سيارة ، لقد احتاج الأمر إلى أكثر من ثلاث سنوات من ترددي بين سلطة الترخيص وشرطة المرور والشرطة والمحاكم والنيابة ، كنت أخشى أن تستغل السيارة التي قمت ببيعها في غرض منافٍ للقانون ، ولما صدر الحكم لمصلحتي بدأت قضية الإجراء للحصول على المصاريف التي أنفقتها والتي ألزمت المحكمة خاسر القضية بدفعها ، كان خاسر القضية مطمئنا إلى أن الشرطة لن تسجنه لأسباب يعرفها هو ويرددها ، طلب من المحكمة أن تقسط المبلغ إلى أقساط قيمة كل منها خمسين شيكلا في الشهر مع أن دخله اليومي يزيد عن خمسمائة شيكل ،ولكن القاضي قسط المبلغ إلى ثلاثة أقساط قيمة كل قسط 250 شيكلا ، يتم دفع أولها في 1/10/2004 ، وبعد جهد دفع القسط الأول في صندوق المحكمة بتاريخ 24/10/ 2004 م ، ولم يدفع القسط الثاني الذي يستحق عليه في 1/11/2004 م إلا في 6/12/2004 م بعد أن توجهت بشكوى مكتوبة عن بط ء الإجراءات في الشرطة إلى السيد اللواء مدير عام الشرطة ، وحتى تاريخ كتابة هذا المقال لم يتم صرف القسطين من وزارة المالية ، وعندما توجهت إلى السيد موظف الإجراء في محكمة صلح خان يونس سائلا عما إذا كانت الشيكات قد وصلت ، قال لي بالحرف الواحد : " اذهب إلى فلان المكلف بإحضار الشيكات وقل له : دخيلك أحضر شيكاتي " استفزني الرجل فقلت له : كل المبلغ لا يستحق أن أرجو أحداً من أجله ، ما عاش من أكون مضطرا لأن أقول له دخيلك ، كان ذلك أمام بعض الحضور ، خرجت من المحكمة وأن أشعر بالمرارة من تصرف البعض، ومن الكيفية التي يحولون بها صاحب الحق إلى شحاذ يستجدي حقه في حين يربتون على ظهور الأفاقين والنصابين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة ساخنة بين بايدن وترامب؟ | المسائية


.. الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ جليلي يتأهلان للدور الثاني من الا




.. ميقاتي: لبنان سيتجاوز هذه المرحلة والتهديدات التي نتعرض لها


.. حماس تدعو الأردن للتحرك من أجل مواجهة مشروع ضمّ الضفة الغربي




.. أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطيين في حال أرادوا استبدال