الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسرائيلي أحسن من الشيعي!

بهروز الجاف
أكاديمي وكاتب

(Bahrouz Al-jaff)

2012 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


كتبت نادين البدير، التي احترم آراءها وجرءتها، في موقع الحوار المتمدن مقالا بهذا العنوان الذي ارتأيت التعقيب عليه بنفس العنوان ولكن باضافة علامة التعجب اليه، وهي الايماءة التي لم تشا البدير أن تلوّح بها لربما لاثارة القارئ للانجرار لقراءتها. لقد جاءت الكاتبة بظاهرة يبدو انها ترسخت في ذهنية المواطن العربي و"المسلم!" حين ذكرت: "وأن جموع العرب والمسلمين التى تعلمت ألا تفكر وألا تقرأ لأن هناك من يفكر ويقرأ بدلا عنها، تلك الجموع انقادت وراء المذهبية بل واستمتعت بها بسبب فراغ العقل والوعى الذى تعيشه"، لقد أصابت في ذلك كبد الحقيقة في سيادة الهدف السياسي في تطويع المذهبية الدينية كعامل فرقة، والمذهبية اجتهادات في تطبيق الفرائض والاحكام وربما نتج عنها مدارس فكرية لم تمس بأي حال من الأحوال صلب العقيدة، الا ان الكاتبة شاءت ان تفرق بين النظرة الى الشيعة وايرن التي وصفتها "أمام ما تفعله إيران والصراع المحتدم معها ومع مخالبها فى المنطقة". و يتضح من ذلك بأن ما استهدفته السيدة البدير في مقالهاهو المواطن العربي، والسعودي بالذات، وحرمت عليه تسييس المذهبية، وهي مصيبة في ذلك، فيما حللت علية الوقوف "ضد مطامع إيران" من خلال ماقالته: " أبهذه الطريقة نحمى البلد من إيران؟ هل تفتيت البلد هو سلاح يقينا من إيران أم يقدمنا لها على طبق من ذهب؟". فان كانت الكاتبة تستهجن مقولتها "الاسرائيلي أحسن من الشيعي" لكانت قد ربطت بين العنوان والموضوع وذكّرتنا بأصل العبارة وبمن يدعيها، وليس نسبها الى أحد العامة، ولماذا يدّعونها وما هي المبررات والدوافع التي ادت الى ترسيخ هذه الفكرة- الظاهرة، أي المفاضلة بين الاسرائيلي والشيعي، حيث أوردت كلمة "الاسرائيلي" ضمن العنوان فقط. ولأجل أن أفهم أنا ويفهم من لايدور في فلك الطائفية والعدوانية مايدور في خلد البدير التي يبدو انها انحازت الى "الاسرائيلي أحسن من الايراني" وما يدور في خلد من أشارت اليهم الكاتبة من العرب وهو "الاسرائيلي أحسن من الشيعي" لوجب علينا أن ننبذ المبرر الطائفي، كما أرادت الكاتبة مشكورة في طرحها، وهو ليس المنطلق في المقارنة كما أرادت، ونبقي على المبرر السياسي الذي أجاز العبارة عند المواطن العربي الذي نفترضه سنيا أو شيعيا بسبب نبذنا للمبرر الطائفي كما أسلفنا، ونسأل أنفسنا: بماذا يُبَرر تفضيل الاسرائيلي على "الايراني"؟ ولأجل المفاضلة بينهما يجب ايراد وجه المقارنة بينهما، وهي بطبيعة الحال ليست بين شيعي وسني، وليست بين منهج ديني اسلامي في ايران ومنهج التلمود الذي تتبناه اسرائيل، بل بين ايران واسرائيل ونظرة العرب اليهما. ولا أعتقد بأن المقارنة تتعدى الآتي: أولا: ايران دولة اسلامية شيعية وفيها سنة وأسرائيل دولة يهودية وفيها مسلمين. ثانيا: اللغة الرسمية في ايران هي الفارسية واللغة الرسمية في اسرائيل هي العبرية. ثالثا: ايران دولة قديمة تحكم ارضها لقرون طويلة واسرائيل دولة جديدة اقيمت في عام 1948 على أرض الميعاد اليهودية بنظر الاسرائيليين اليهود فيما هي الأراضي العربية الفلسطينية المحتلة بنظر العرب بشكل عام والفلسطينيين، وبضمنهم فلسطينيي اسرائيل، بشكل خاص. رابعا: ايران دولة معترف بها من قبل جميع الدول العربية فيما تعترف دول عربية قليلة بأسرائيل. خامسا: تنتهج ايران مبدأ معاداة اسرائيل فيما تعادي اسرائيل العرب (على الأقل من وجهة نظر الأغلبية الساحقة من العرب). تدعم ايران الدول والحركات والاحزاب العربية المعادية لاسرائيل ماديا وفكريا ومعنويا فيما تعادي اسرائيل تلك الجهات وتضرب بعضها عسكريا وبشكل مستمر أو دوري. هذه هي النقاط الرئيسية في وجه المقارنة، ولو قارنا بين موقفي ايران وأمريكا من القضية الفلسطينية لقال العرب وأكدوا بأن " امريكا أحسن من ايران"، ولو قارنا بين موقفي ايران وتركيا المعترفة باسرائيل لقال العرب:" تركيا احسن من ايران"، ولو قارنا بين مواقف الدول العربية الصديقة لاسرائيل وحزب الله اللبناني "العربي- الشيعي" المعادي لاسرائيل لقال العرب: "الدول العربية الصديقة لاسرائيل أحسن من حزب الله". فالأشكالية هنا واضحة ولاتحتاج الى تمييز أكثر، اذ هي فيما استنتجته البدير حين قالت: " وأن جموع العرب والمسلمين التى تعلمت ألا تفكر وألا تقرأ لأن هناك من يفكر ويقرأ بدلا عنها، تلك الجموع انقادت وراء المذهبية بل واستمتعت بها بسبب فراغ العقل والوعى الذى تعيشه".
لقراءة مقال الكاتبة نادين البدير انقر على الرابط في أدناه:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=321691









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات