الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المشكلة ليست في السافرات

زاهر الزبيدي

2012 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


طالعتنا الصحف المحلية لهذا اليوم بخبر منع السافرات من دخول مدينة الكاظمية المقدسة وكأن مشكلتنا تكمن فيهن ومشكلة العراق كلها في السافرات وعلى الرغم من كل ملابسات القرار إلا إن السافرت لسن وحدهن ممن يجب أن يمنعن من دخول الكاظمية بل أن هناك أشياء كثيرة يجب أن تمنع من دخول المدينة قبلهن كالمشروبات الكحولية والمفخخات وغيرها ممن نكدت على المدينة الجميلة جمال هدوئها .
شاءت الظروف أن امر في مدينة الكاظمية يومياً ولمدة ثلاثة أشهر لعمل ما وكنت أراقب شوارعها وبالأخص ساحة عبد المحسن الكاظمي وأستغرب كثيراً بأني أجد علب المشروبات الكحولية مترامية هنا وهناك .. فيا ترى هل السافرات أخطر على المدينة من المشروبات الروحية وكلنا يعلم أن ذنب الشرب أكبر من ذنب تارك الصلاة وليست بالضرورة أن تكون السافرة تاركة للصلاة فتلك السافرة التي فرحنا اليوم بمنعها من دخول الكاظمية لهي أشرف بألف مرة من ذلك الأرهابي الذي فجر عبوته الناسفة في قلب المدينة وذبح ابناءها .
مشكلتنا أيها الأخوة ليست في المرأة السافرة فلدينا مجنون الكاظمية العاري الذي يتجول في المدينة ذهاباً وأياباً وهو لا يغطي سورى عورته بصعوبة ويمر أمام المدارس الدينية والحوزات العلمية والكليات الأسلامية ولا احد يتابع حالته .. لقد كان هذا المجنون يتغوط جالساً في الساحة أمام الألاف ولا أحد يساعده على أن يجد له ملجأ في برد الشتاء القارس وهو لايضع على كتفته إلا قطعة قمش بالية .. وعورته تسترها قطعة قماش قذرة لا تستر حتى خصيتية ولا أعلم في أية زاوية ينام ونحن منعمون مترفون بأفرشتنا الوثيرة الدافئة .
مشكلتنا في تلك العجوز التي تسكن في تلك الساحة لا تملك من عينيها إلا 5% ليست قادرة على المشي وتسكن في خرابة نتنه وتعيل بنت معاقة وتتعرض للسرقة بين الحين والآخر يكاد الزمن يقصم ظهرها الذي قارب على أن يلمس الأرض من قوة أنحناءه وآلاف غيرها يسكنون الكاظمية ينهش الفقر لحم اطفالهم.
وأهل الكاظمية فرحون بهذا القرار ويباركون القيادة التأريخية التي منعت دخولهن الى المدينة وكأن المدينة قد خلت من المشاكل ولم يتبقى إلا السافرات ليكتمل عقد المستقبل الذي فرطه الأرهاب وضعف التركيز على ما يهم أبناء الشعب العراقي المظلوم في كل شيء ..
مشكلتنا أننا نخلق المشاكل وكلما حاولنا أن ننفض عن واحده تظهر لنا الأخرى لتقصف اعمارنا وتهدد مستقبلنا أننا نصنعها بكل حرفية ودقة غير أهبهين بالقفزات التي يقفزها العالم في تقديم الخدمات لمجتمعاتهم الفخورة بهم لقد أخترعوا خدمات لم تخطر على بال البشرية ليقدموها لأبناء شعوبهم وهذا كله لكونهم ليسوا ضيقي التفكير مثلما نبحث نحن عن توافه الأمور لنخلق منها معجزات لنحصل على مباركة البعض وكأننا حققنا أنجازاً عظيماً لنغطي بها عجزنا.
المشكلة أن اللافتة التي عرضتها الصحف في هذا اليوم تبين وكأننا قد حققنا إنتصاراً مبيناً على شرذمة أو جيش عدو أو حركة إرهابية أو حللنا عقد العصر المتمثلة بالكهرباء على الرغم من أن السافرات هن عراقيات أولاً وأخير لازلن غير مقتنعات بالحجاب وعلى أحد ما ان يساعدهن على أن يقتنعن بذلك ، إذا تمكن طبعاً ؟ وإذا لم يتمكن فلا إكراه في الدين والسافرة قد تكون من غير المسلمات فكيف سيمنعن من دخول المدينة للتسوق مثلاً وبأي قانون لا يتعارض والدستور العراقي.
وارجوكم من كل قلبي عندما تقدمون الخدمات لشعبكم وترضوه امنعو السافرات من دخول المدينة حينها لنقول أننا أكملنا ما علينا .. ولكن على الرغم من ذلك فالسافرة تلك أشرف من ألف ألف ألف ارهابي فجر نفسه عند حضرة الأمام وذبح زواره وجندل محبيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق.. رقصة تحيل أربعة عسكريين إلى التحقيق • فرانس 24


.. -افعل ما يحلو لك أيام الجمعة-.. لماذا حولت هذه الشركة أسبوع




.. طفلة صمّاء تتمكن من السمع بعد علاج جيني يجرّب لأول مرة


.. القسام: استهداف ناقلة جند ومبنى تحصن فيه جنود عند مسجد الدعو




.. حزب الله: مقاتلونا استهدفوا آليات إسرائيلية لدى وصولها لموقع