الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشام

علي غشام

2012 / 8 / 28
الادب والفن


تخاتلنا المدينة البيضاء بأزقتها الضيقة والتي ما إن تسير بها حتى تسمع أصوات الذين سبقوا وعبق تاريخ طويل جدا ً.
أكثر ما يستهويني بها هو السير في حواريها وشوارعها أيام الشتاء الممطرة أنا وصديقي الذي لا اعرف أخباره حتى الآن .. كنا نسترق نظرات الى حوريات تلك البيوت التي أطبقت على أسرار كثيرة ، وعلى حكايات من زمن بعيد .. حكايات من تاهوا في أزقتها ومن ساروا على أسفلت شوارعها التي تغص بالناس خصوصا في تلك الأمسيات الربيعية ذات الطقس المحبب الى النفس .
كنا نضع سيناريوهات لحكايات وراء الجدران العالية، وكم من علاقة حب وفراق وحنين ومجون ورائها ..؟؟
كان صديقي يحلم كثيرا ..فتثيره تلك المرأة التي تنادي على صغيرها .."بسام ..يا بسام وينك يا ولد" ..
كان يتمنى ان يكون هو ذلك الولد وتمنحه تلك المرأة بعض من حنانها وحنينها ، وطالما ضحكنا في مقاهي الشام الحبيبة ..الشام التي لا تدخر حبا لغريب فتمنحنا الأمل والطمأنينة والأحلام ..الشام التي لا تنام أبدا ولا تسكر أبدا ولا تبخل في حنين ..؟
المطر يسقط بعنف على تلك الأرض فيثير فيها مكامن الحزن والشوق في أنٍ معاً ، فتمنحنا الدفء دون مقابل ، تمنحنا الاستكانة الى الذكريات الجميلة ، التاريخ المخضب بألف لون ولون ، تنبئنا بأخبار من سروا ومن حزنوا ، نسمع عندما نسير في أزقتها ضربات حوافر الخيول وأصوات أهلها مختلطة بدخان (أراكيلها) وعبق ياسمينها الشامي المشهور ، مشكلة لوحة فنية سريالية تمتد بنا الى ما لا نهاية ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في