الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُملاء الصهيونية أدركوا أهميّة الثورات الربيعية قبل أن يدركها المثقفون العرب

سامي بن بلعيد

2012 / 8 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


من أحد ألمسائل المهمّة التي تُظهر ضعف ألإنسان العربي في جهاز مناعته الثقافية هو ذلك الخلل البائن الذي جعل العربي عاجزاً عن تشخيص أسباب العلل والأزمات التي ما بَرِحت تتفاقم مع مرور الزمن وقابل ذلك عجزُة المؤكد في إيجاد الحلول , والأسوى من ذلك إن قوى الإستعمار ومراكز السيطرة العالمية أصبحت ترصد حركة العربي في كل ألإتجاهات وأصبحت تعرف عن العربي مالا يعرفه العربي عن نفسه

وعلى ضوء ذلك أصبحت قوى الهيمنة ترسم المخططات التي تنفّذ على إيادي العصابات العربية الحاكمة مع إستغلال كل الظروف السلبية التي وصل إليها ألإنسان العربي جراء تلك المخططات الطويلة ألأمد

والمعروف إن العرب قد وصلوا إلى ما وصلوا اليه نتيجةً للصراعات المُحتدمة بينهم , فقد وضعوا كل شيئ على حافة الصراع القائم على واقع التعصُّب والجهل والفقر والعُنف والإقصاء , وتلك الحالة ضمنة أمرين : ألأول إبقاء العرب في حالة ضعف نظراً لغياب العقل , والثاني ضمان إستمرار السيطرة على أرضهم ومقدراتهم , والشيئ المهم هُنا إن قوى النفوذ والسيطرة تحسب كل حساباتها من أجل إبقاء العربي داخل دائرة العُنف والصراع العاطفي , وهم يعلمون تماماً إن السلم هو الطريق الى العقل ولذلك يكرّسون كُل ألإمكانيات وعلى مختلف الطّرُق والأساليب كيف تضمن بقاء العربي في الجانب المُظلم من الحياة

ومن أخطر ألأساليب هو نار الفتنة الطائفية ومأساة الحلاج وحكاية قتل ألأمة بأسم عقيدتها , فقد تمكنت قوى ألإستكبار وأزلامها من قَسم الواقع العربي الى قسمين مختلفين متحاربين لا وجود للقبول والمنطق فيما بينهما , قسم مأجور يستخدم العقيدة من أجل الحصول على نتائج معاكسة وبالفعل يظهر القسم ألآخر ممن يمثِّل النتائج المعاكسة فيتحامل على كل شيئ له صلة بالدين

الدم العربي سيستمر نزفُه بكل الأساليب الوحشية الظاهرة والخفيّة , ولن تستقر ألأوضاع إلاّ إذا تم القضاء على أمل ثورات الربيع تماماً من إجل يستمر العقل العربي ألإنفعالي بالإعتقاد إن أسباب القتل قد سببتها ثورات الربيع والدليل إن القتل كان أقل قبل بزوغ فجرها وألأمر الخطير هنا هو على العكس تماماً لأن قوى ألإستكبار وركائزها في الوطن العربي تمارس مخطط قتل حُريّة وكرامة وهوية ألإنسان العربي بطريقة مُمنهجة على مر التأريخ الطويل ففي حال أن يفكّر العربي في أمر الخلاص والإنعتاق من تلك القوى القهريّة المُستبدة سرعان ما تحوّل الواقع من حوله الى خراب وبصورة سهلة وغير مُكلّفة عليهم لأنهم يؤسسون لتلك العقليات من زمن طويل كما أشرنا مسبقاً

لكن المؤسف هو موقف أغلب الفئات المثقفة في الوطن العربي من تلك الثورات , فمنهم من غرق في التحليل هل هي إنتفضات أم ثورات ومن كان له شراكةٌ قويّة أسماها ثورة ومن ضعفة مشاركته أسماها إنتفاضة , وهناك من تحوّل الى معلٌق لأحداث الثورات وكأنها أتت من مجرّة أخرى أو إنّه هو من مجرّة أخرى , أما من تحول الى أقصى الطريق متهماً الثورات ومُشكك في نزاهتها فما من شك إن أولئك ينتمون الى زمرة الحاكم الفاسد أو ممن عَلِقَتْ ثقافة المؤامرة في عقولهم ألمتعصبة العاطفية ألإنفعالية

أين المثقفين الذين يمثلون عقل هذه الشعوب وكياناتها ؟
أين المثقفين الذين يمتلكون قدرة على رصد خطوات ألأعداء قبل رصد خطوات الأخوان ؟
لماذا تكبرون أمام أنفسكم وبعضكم أيها المثقفون العرب وانتم وشعوبكم صغار أمام أعداء الشعوب ؟
الرأسمالية ألإحتكارية ( شركات عالمية أو عائلية ) هي الداء فأحذروها ولا تتطيروا كثيراً من الدين , فهناك إمكانية للوصول الى ألف حالة سلام مع الدين ولا توجد إمكانية واحدة للوصول الى حالة سلام مع مصاصي الدماء والمتاجرين بكرامة الشعوب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء استئناف الخطوط الجوية الجزائرية رحلاتها الجوية من


.. مجلس الامن يدعو في قرار جديد إلى فرض عقوبات ضد من يهدّدون ال




.. إيران تضع الخطط.. هذا موعد الضربة على إسرائيل | #رادار


.. مراسل الجزيرة: 4 شهداء بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزل




.. محمود يزبك: نتنياهو يريد القضاء على حماس وتفريغ شمال قطاع غز