الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروتوكولات حكماء بني طغيون ... (2)

مسَلم الكساسبة

2012 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


ا
البروتوكول السادس :

إن الوضوح والعلن والمصارحة والتي يختصرها جميعا اسم واحد هو الشفافية والتي تستلزم فيما تستلزم ان يكون لنا شركاء في صنع القرار وشهود عليه هي أعدى عدو لكل الحكام الذين يحكمون ويسوسون الناس بطريقتنا وإلا كشفنا أنفسنا للناس أننا نخدعهم ونحكمهم باسم آبائنا وأجدادنا وأنفسنا وما لا ينبغي ولا يجوز لنا.. لذا يجب أن نجند كل قوانا لمحاربة هذه المعاني وإن أظهرنا غير ذلك وتسامحنا في أمور جانبية غير ذات أهمية لذر الرماد في العيون. أما في حقيقة توجهنا فيجب أن نشيع التقية والباطنية ونحارب العلن والشفافية فتكون هناك أوامر وأحاديث معلنة هي الأوامر والأحاديث الزائفة بينما حقيقة ما نريد يبقى ينسرب في قنوات سرية لا يعلمها إلا نحن والراسخون في الولاء لنا.

وعلى نفس المنوال وبنفس الوقت يكون هناك شخصيات وقادة معلنون هم واجهات يمارس القادة الحقيقيون والسريون من ورائها الفعل والسلطة الحقيقية .

وهكذا في سلسلة من الباطنية تطال كل شيء ..حتى تغدو خلقا ونظاما شاملا كل شيء في حياة الناس .

البروتوكول السابع :

إننا نحكم بلادا ليست إقطاعا خاصا أو ملكية لنا وبأسلوب لا يحق لنا .. وإننا إذا خدعنا الدنيا كلها وكذبنا عليها لن نخدع أنفسنا .. وان هؤلاء الناس الذين نحمهم لن يظلوا مذعنين إلى الأبد ولن يظلوا مجردين من النخوة والحمية والكرامة للأبد.. لذا يجب أن نحتاط لكل أمر.. فيجب أن تكون لنا أموال خاصة وأرصدة نستنفزها من دماء هؤلاء الناس نستقوي بها عليهم حين يراودهم شيء من كرامة فنشتري بعضهم ضد بعض ونداوي صحوة ضمائرهم بذات الداء الذي نبههم وبمزيد من الفساد والإفساد .. عدا عما يلزم من تلك الأموال ذخرا ليوم اسود لا ندري متى يجيء ؟ عاملين ومحاولين جهدنا بالوسائل التي سبق ذكرها أن لا يجيء أبدا ومع ذلك فيجب أن نحتاط له .

البروتوكول الثامن :

إن الجماهير تشبه إلى حد بعيد ذلك الحصان البري غير المروض وغير القابل للترويض أبدا ..لذا فهي بحاجة لسائس ماهر وماكر يتوقى جِماحها ما ستطاع إلى ذلك سبيلا وباستمرار ..لذا فإننا أحيانا وحيثما يلزم الأمر يجب أن نتخلى ونضحي بشيء من السلطة كضريبة لابد عنها وكبش فداء للاحتفاظ بما تبقى منها في أيدينا ..ثم نتربص حتى إذا صار بوسعنا أن نستعيد ما منحنا فنفعل دون بطء أو تردد.. فيكون كل ما عملناه أننا أرخينا الحبل حينما شده الناس حتى إذا عادوا وأرخوه عدنا من طرفنا وسحبناه لناحيتنا واستعدنا إلينا ما كانوا جذبوه منه لجانبهم ..وهكذا في سجال بيننا وبينهم لا ينتهي ..على أن لا نعطي شيئا لم نكن مضطرين للتخلي عنه وإذا لم يتأكد لدينا تماما أنه كبش الفداء الذي لا مناص من التخلي عنه وتقديمه على مذبح الاحتفاظ بالسلطة .

البروتوكول التاسع :

إن النساء بما فُطرن عليه من الرغبة في التملك والاستئثار بالأشياء وحب الذهب والفضة بأي ثمن هن من أهم أدواتنا ..فلقد هزمت ممالك وهدمت عروش بسبب مثل تلك المرأة المتطلبة التي تريد وتريد ولا ينتهي ما تريد .. فنسلط على الرجل الشريف الذي يمتنع علينا لخلو نفسه من تلك المطامع والرغبات زوجته أو أمه أو من يدنو منه من النساء في مثل تلك المنزلة فتغريه وتزن في أذنيه وتدفعه إلينا أو على الأقل إذا امتنع تقلق راحته وتضعف قواه فيكون كل ذلك في صالحنا في نهاية المطاف.

البروتوكول العاشر:

إن المرأة الصالحة القنوعة التي يخرج من رحمها ويتربى في حجرها امرأة صالحة مثلها أو رجل صالح على الخير والفضيلة وتمثل معاني الحرية والتضحية وحب شعوبهم وأوطانهم واحترام الصدق والحقيقة هي من الأخطار التي تتهدد أمثالنا . لذا فإن كان لها زوج أو أخ أو أب فاسد كان علينا أن نسلطه عليها لكي يحول بينها وبين أن تنشئ وتربي بهذه الطريقة الخطرة ..وإذا لم نجد منهم من يتولى هذه المهمة تولينا نحن بواسطة أجهزتنا وأدواتنا مهمة إفساد هؤلاء الأبناء الذين يخرجون من حجر تلك الأم وتحريضهم عليها .

البروتوكول الحادي عشر :

إننا لم نحصل على هذه السلطة التي هي بين أيدينا عن رضا واقتناع وموافقة من الناس أو في العلن والنور أو لأننا من طينة أسما وأعلا من بقية البشر .. بل بالخداع والمخاتلة والغدر والقهر والظلم والتآمر .. لذلك فإن هذه هي أدواتنا للاحتفاظ بها بين أيدينا وإلا فلو كان بأمر الناس واختيارهم لما رضوا أن يستمر في حكمهم من لم يولوه ولم يختاروه ومن لا يشاورهم فيما يقرر ويصنع ولا يدرون كيف وأين وماذا يقرر لهم وباسمهم دون رأيهم أو مشورتهم . والذي يسوسهم بواضح الخداع والمكر والدجل ..لو كان بإرادتهم واختيارهم لما رضوا به ساعة واحدة .

البروتوكول الثاني عشر :

وحيث إننا لا نفتأ نذكر ونذكّر انفسنا باننا لم نتبوء مكاننا هذا من هذه الشعوب بالحق والموافقة والرضا .. بل بالغصب حكمنا وبالخداع حكمنا وبإسكات صوت الرفض إما بالشراء إن نفع وإلا فبالعسف ان لم ينفع ...

لذا فإن المكر والخديعة والدهاء وخلق التفاوت بين الناس وحكمهم وإخضاعهم بعضهم ببعض وتسليط بعضهم على بعض هي أساس الملك لممالك كممالكنا .. وإننا وإن كنا نسطر على العتبات "العدل أساس الملك".. . إلا أننا نكون مجانين وحمقى إذا كنا فعلا نقصد ونعني ذلك .. وإن الشرطي الذي يقف على ناصية الشارع ليحرسه وينظم المرور فيه والعسكري الذي يقف على التخوم ليحمي تراب الأرض والعامل الكادح الذي يعرق أضعاف ما يحصل عليه هؤلاء جميعا ليسوا هم جنودنا ورجالنا الحقيقيون وإن أوهمناهم بذلك تشجيعا لنضمن ولاءهم ليس إلا .. لكن الحقيقة أن رجالنا الحقيقيون هم الشطار والعيارون والزعران والنصابون والمخادعون والمنافقون والفقهاء المطاوعون لنا والذين قد يحلون ما حرم الله إذا اردنا ذلك ويحرمون ما أحل .. والشعراء المداحون الذين يجعلوننا من نسل الآلهة وما نحن إلا شياطين في هيئة بشر والكتبة الذين يجعلون الأبيض أسود والأسود أبيض .. والمرابون الجشعون والفاسدون والمرتشون .. كل أولئك هم جنودنا قصدوا بفعلهم خدمتنا أم لم يقصدوا..

بينما كل جهد يسعى لإحقاق الحق والعدل واحترام الحقيقة فهو جهد مآله إذا تنامى أن يقوض بنيان عروشنا ..لذلك فإننا يجب أن نراقب في كل نواحي ملكنا أصحاب الضمائر الصاحية النقية والأيدي النظيفة والنوايا المخلصة ونحول بينهم وبين أن يفسدوا الناس علينا بطباعهم وأخلاقهم تلك..وان نُحجمهم ونُهمشهم ونحصر شرهم في أضيق الحدود والدوائر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ولي العهد السعودي بحث مع سوليفان الصيغة شبه النهائية لمشروعا


.. سوليفان يبحث في تل أبيب تطورات الحرب في غزة ومواقف حكومة نتن




.. تسيير سفن مساعدات من لارنكا إلى غزة بعد تدشين الرصيف الأميرك


.. تقدم- و -حركة تحرير السودان- توقعان إعلاناً يدعو لوقف الحرب




.. حدة الخلافات تتصاعد داخل حكومة الحرب الإسرائيلية وغانتس يهدد