الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفشو وشوف ما... ( احبشو )

ابراهيم الحمدان

2012 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بمرحلة الدكتاتورية الوطنية ، ( مرحلة الراحل حافظ الاسد ) كانت تعتمد السلطه على سياسة القبضه الامنيه ، ولم يكن هناك رأس كبيره في سوريا ، فالرجل مهما بلغ من مناصب يعلم أن في سوريا لا رأس كبيره ، ومن السهولة بمكان تكسير أي رأس مهما كبر ، فهل رأس رفعت الأسد لم تكسر رغم وقوف الرجعيه العربيه ( السعوديه ) وراء تلك الرأس ،ورغم أنه أسس جيش مسلح بأحدث الأسلحه بتلك المرحلة ( سرايا الدفاع ) حتى رؤوس كانت تدير اللعبة الأمنيه ك (علي دوبا) بمرحلة ما تم تطويعها ، وما خفي كان أعظم ... لم يكن يجرؤ أي شخص مهما امتلك من أوراق قوه أن يرفع رأسه للمناطحة على مصلحة الوطن ، بل كانت طموحاته الحفاظ على مكتسباته ، (والتمرجل على مرؤوسيه) ...
حتى في المقلب الاخر ، المعارضة السياسيه ، كان سقف مطالبها لا يتعدى المطالبه بهامش ديمقراطي ، وتعليق العمل بقانون الطواريء ، (والتنحنح) لتقول نحن هنا ، ك (رياض الترك ، وحزب العمل الشيوعي في سوريا) ، ومن تجرأ على حمل السلاح كالاخوان المسلمين تم تكسير رأسه ، رغم وقوف أطراف خارجيه وراءها ، كما تم في نفس المرحله ضرب حزب البعث الذي حمل السلاح بوجه النظام بدعم الراحل صدام حسين بتلك المرحلة .
أما المواطن الغير مهتم بالسياسة ، كان يريد ( سلته بلا عنب )، وكان يسير بجانب الحائط ليطلب الستر من خالقه ، ،،كانت مرحلة مقيته ، فلا أحد يرغب بالعيش تحت الخوف ، وتحت مظلة نظام أمني ،،،، ناطحنا النظام بتلك المرحله ، ودخلنا المعتقلات ، لتزاد القناعة أن النظام الامني بغيض ومكروه ، وكان الاستنتاج الآخر ، أن المعارضه السياسيه التي تطالب بالحرية والديمقراطية وترفع شعارات حقوق الانسان ، تمتلك نفس العقليه الأمنيه ، بل أدهى من النظام نفسه لأنها تحاول اثبات وجودها ، ولا تملك أي نهج آخر غير النهج القمعي الذي ترعرعت فيه ، فكانت تعيش حالة من الفصام بين شعاراتها وممارستها ،،، ولكن بنهاية المطاف ، الطبع غلب التطبع .
أتت مرحلة جديده للوطن ، و فرصه حقيقية للوطن لخلق حالة جديده ، ( حالة لا بد منها لتهيئة الوطن والمواطنين للانتقال من النظام الامني الى النظام المدني من خلال اصلاح المؤسسات المدنية ومحاربة الفساد الذي تحول الى أكبر مؤسسة أصبحت قانون يحكم العلاقات الاجتماعية والثقافية والسياسية ، ونخرت ليس فقط أزلام السلطه بل أزلام المعارضة ايضا ، وحتى المواطن البعيد عن العمل السياسي )وكان معول على هذه المرحله ترك مساحه لخلق أحزاب سياسيه تعيد الحياة للحراك السياسي الفكري تحت مظلة الوطن لتعويض المرحله التي انعدم فيها اي حراك سياسي خارج منظومة البعث والاحزاب المعروضة في متحف النظام، تحت اسم ، الجبهة الوطنيه .
بدأت المرحلة بخطاب القسم لرئيس شاب يحمل برنامج اصلاحي يتمتع برقي وثقافة سياسيه وحضارة أخلاقيه ، ومن خطابه تلمس أنه يتلمس مكامن الخلل ويدرك أن الاصلاح ضرورة للوطن ، فتفائلنا خيراً لانقاذ سوريا من فكي المعارضه المتربصه للثأر والنظام الامني المستفيد ، لكن هل سيستطيع الرئيس الشاب مواجهة ملفات مخيفه من الفساد المنتشر بطول البلاد وعرضها ، وهل تستطيع المعارضه أن تغلب التطبع على طبعها ... ناهيك عن ديناصورات عالمية ( امريكا )(اوربا) تتربص بأي بقعة جغرافيه لتنقب فيها عن ما يزيد من رفاهية شعوبها ، والأخطر منهم ،السلحفاة الاسرائيليه ، المحمية بقبة دول العالم أجمع ،لتسبق الأرانب لاستغلال المنطقة العربية النائمه بالعسل ، خاصة وأن سقوط المعسكر الاشتراكي جعل من الديناصور الامبريالي ينفث الهبة النار ويشعل دول بأكملها دون حسيب أو رقيب ، وكل ما قيل سابقا في كفة ، والرجعية العربيه بكفه بالنسبة لسوريا ، فهم بغدرهم وخيانتهم يستطيعون اختراق الوطن لأنهم يلبسون (العكال العربي ) ويتستروا بالقرآن ويملكون البترول ، ومخلصين لسيدهم الامريكي الذي نفخ بعظامهم وهي رميم فخلق منهم ملوك وامراء ويعلمون انه يملك سجلات حساباتهم ويخيرهم بين جنة الخيانة ونار مخالفته.
بدأ الرئيس الشاب برفع القبضة الامنية من الشارع المدني ، وترك مجال لهامش من حرية الحركه للعمل السياسي ، وبقدرة قادر تحول المخبر للأمن العسكري ,الى معارض سياسي مثقف ، والمعارض السياسي الذي ترك السياسة يائساً الى مراهق سياسي مكبوت الحلم بالزعامة ، وحتى من كان يمشي الحيط الحيط ، أراد اأن يمشي وسط الشارع غير عابيء بعرقلة المرور ، وانصهر الاخونجي مع الماركسي ولم نعد نفرق بين لحية الارهابي الوهابي وبين لحية الجيفاري واختلط الحابل بالنابل خاصة أن المنطقة العربيه كلها تعيش مرحلة (( الجنبلاطيه ))، وأصبحت الخيانة وجهة نظر يجب احترامها تحت تنظير مجموعات من (( المنانيع )) التي تفهم من حقوق الانسان أنها حق الفرد على حساب الوطن والمجتمع وليس العكس أن تقف حرية الانسان عند ما تتعدى على حرية الآخر ، وحق التعدي لم يعد حق للفرد فقط بل حق أمريكا بالتعدي على أفغانستان وتدميرها والعراق واحتلالها والصومال وتمزيقها وليبيا وتقاسم نفطها.
رغم (( جنبلطة )) المرحلة للعقل العربي ، ورغم استنساخ المنانيع المخصيه ، رغم تماهي اليسار باليمين ، رغم أحلام سليلي الاقطاع بعودتهم لأمجاد أجدادهم ، كان الرئيس متواضع يتجول بسيارته كمواطن سوري ، يلتقي عامة الشعب دون كلفه ، يدخل المعامل والدوائر الحكوميه ، يلتقي مع شباب من الوطن ، فأصبح أغلب من يسلم على الرئيس ويتصور بجانبه يعتقد أنه أنجز أهم خطوه بحياته ، والخطوه القادمه ستكون أن يحل محل الرئيس ، حتى من أُعطي فرصة التحدث عبر اذاعه او عبر شاشة التلفاز ، اعتقد انه زعيم ، بغض النظر عن ثقافة ((التتنيح والتكويع )) ، وأصبح من حوله يتعامل معه كزعيم ،أو على أقل تقدير انه رجل المرحلة ، وتضخمت رؤوس المنفوشين ، بعد أن اشتهر البعض ، ولم يدركوا جميعهم أن الشهرة لا تعني الزعامه بل ينالها حتى المجرم ان ظهر يندم على شاشات التلفاز ، وأن هيفاء وهبي أشهر منهم جميعاً ، لكن ليست الخمرة وحدها تذهب بالعقل بل أيضا مرض الجنون أيضا يذهب بالعقل ، فهل يعقل أن (( محمد حبش ، وهيثم المناع وميشيل كيلو وحكم البابا وهيثم حقي وأصاله نصري ووووو )) تعطيهم الشهرة حق الحلم بالزعامة ، فآخر تصريح للحبش يثير السخريه اذ يطالب ( المطالبة على لسان الثوار بفرض منطقة عازلة وحظر جوي، وهي مطالب لم يستجب لها العالم مع أنها كانت ستنقذ آلاف الناس من الموت، والآن نفكر مع بعض الشخصيات الوطنية بإطلاق حملة مطالبة بقوات ردع عربية وإسلامية تحت مظلة الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ) أليست هذه الرأس تستحق التكسير ، والتكسير لهذه الرؤوس هي بمثابة خدمه للوطن ، لأننا وبعد رؤيتنا لماهية الثوار العرب ، والثوار السوريين ، وما قدمته ثورات الربيع العربي في ليبيا واليمن ومصر ، نقول رحم الله أيام النظام الأمني ،لأنه على الأقل حقق الأمن للناس في الداخل ، وعلى كرامة الوطن بوجه العدو المتربص بنا ، و ان كانت الديمقراطيه ،لا تحقق الامن والامان للمواطن والمجتمع ، أصبحت ديمقراطية القتل ، وحق السفهاء بالخيانة وتحليل قتل المواطن،وان كانت مقولة (داروا سفهائكم) مقولة لا تخدم الوطن، أقول اضربوا رؤوس سفهائكم لمصلحة الوطن .
الديمقراطيه حلال للشعوب الغربيه التي تربت عليها ثقافيا وفكريا واجتماعيا ، وكثفتها بشعارات وممارسه سياسيه ،أما تحليلها عربيا واسلاميا بطريقة الذبح الحلال ، ستحولنا جميعاً الى وجبة دسمه للامريكي والاسرائيلي والاوروبي، الديمقراطيه ليست شعار سياسي ، ولا صناديق اقتراع ، الديمقراطيه تربيه اجتماعيه وممارسه يوميه مع الذات والاخر اولاً ، وان كنا نحلم بتحقيقها لمجتمعنا يجب البدء بتربية وتعليم أطفالنا ، ولا أعتقد أن جيلنا جاهز لممارستها كعمل سياسي ، لأنها كما قلت تربيه لم يتلقاها جيلنا ، وان استطعنا البدء بتربية أطفالنا نكون بالاتجاه الصحيح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسعى إسرائيل لـ-محو- غزة عن الخريطة فعلا؟| مسائية


.. زيلينسكي: الغرب يخشى هزيمة روسية في الحرب ولا يريد لكييف أن




.. جيروزاليم بوست: نتنياهو المدرج الأول على قائمة مسؤولين ألحقو


.. تقارير بريطانية: هجوم بصاروخ على ناقلة نفط ترفع علم بنما جنو




.. مشاهد من وداع شهيد جنين إسلام خمايسة