الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سآوي الى ركن شديد يعصمني

عمار طلال

2012 / 8 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


دعى النبي نوح (ع) مستقبل الكون للركوب في سفينته، درءاً لخطر الفيضان الذي طهر الوجود؛ بغية انشاء حياة جديدة خالية من الآثام، اذ سمح الرب لنبيه، باصطحاب زوجين اثنين من كل كائن حي واهله!
الا ان الضال من اهله.. ولده، تحدى العطف الرباني الذي اكسبه ميزة استثنائية من سواه، معتمدا على ما هو دون رحمة الله الا وهو (الجبل) الذي بدى لمحدودية وعيه، منيعا، في حين هو اضعف موضوعيا. بالقول:
"سأوي الى ركن شديد يعصمني"
ولا عاصم من دون الله، فالجبل الشاهق والتل المنيف والشجرة.. لعيطة والجيش المسلح، كلها موجودات هشة تكتظ بثقل كتلتها لولا رحمة الله التي تخففها عن نفسها وتحفظ لها قوة تعصمها بخفة الانجاز.
تلك معادلة يعصى فهمها على البشر الذي لن يؤتَ من العلم الا قليلا، ما يفسر لنا ان الاتكال على الله بصدق متفاعل مع المنجز، هو الاسلوب الامثل في السير على السراط الدنيوي المستقيم، الذي يرتقي بالسائر عليه نحو علياء الحضارة المعصومة من الانهيار.
تلك المعادلة تقوم على حسن الاختيار وجودة استثمار الجهد الايجابي في الايمان بالله والولاء للوطن وخدمة الانسانية، باستعارة التجارب الناضجة التي اثبتت نجاحها في الاماكن التي انبثقت منها، وكانت فاعلة عند الضرورة.
ما ينفتح بنا على التساؤل: ما الضرورة التي تلجئ بعض السياسيين العراقيين، الى التلويح بامكانية تشكيل (جيش حر) في الانبار، على اساس طائفي وليس وطني.. انه طرق لقضية عفى عليها القدر ولن تعود، لكنها اشارة غير بريئة تنبه الذين في قلوبهم مرض الى منطقة حوار اجرائية، من شأنها ان تعيد الاستقرار الامني الذي نتمتع به الان، خطوات الى الوراء.. لا سمح الله.
فالعراق من البلدان مثالية الديمقراطية؛ فلماذا اللجوء الى تاسيس جيش (حر) ان جيشه وشعبه حران، ومن لديه اعتراض على امر ما في ادارة الدولة يمكنه التقدم به آلية وسيلقى استجابة ان كان موقفه صحيح، وهذه الاستجابة ربما من الحكومة موضع التداول او ما يليها من خلال صناديق الاقتراع الانتخابية.
بلد يكفل الدستور تركيبته الديمقراطية، هل يحتاج استنساخ تجربة (الجيش الحر) التي لجأ اليها السوريون بوجود اسباب انتفت في العراق منذ 9 نيسان 2003، ولا يقول بها الا من طاش به هوس العنف عودا الى طغيان صدام استقواءً على ضعف الشعب.
تجربة الجيش الحر في سوريا لها ظروفها الملائمة، اما في العراق، فلن تجد الطائفية لها موضعا ولا مرتعا خصبا حد تأسيس جيش (حر) الجيش في العراق مرتبط بالدولة وليس حرا لابيد الحكومة ولا الميليشيات الفئوية ولا سواها.. الجيش في العراق مرهون بالدولة وليس بالحكومة، فكيف يؤسس ابناء طائفة ما جيشا في الانبار، واليست الانبار ضلع العراق الواقي لنبضات قلبه؟ فكيف تنفرط عن عقده بجيش (سائب).
لا صحة لما يروجون الا لتنبيه المتضامنين مع ضمائرهم الوطنية الى بدعة ضالة تقلق العراق تعيده الى الاحتقان الطائفي الذي لا يبقي ولا يذر ان عاد من جديد لا سمح الله.
فلا عاصم لعراقي سوى الوطن، التمسك به عروة وثقى لا انفصام لها، تثبت الارواح كنزا طائرا يكن في عش العراق، باعتبار العراق ماض ينطلق من الحاضر الى المستقبل.
فهل يفرط انسان بمستقبل ابنائه؟ اذن دعو الهمزات واللمزات المغرضة واتجهوا للبناء الحضاري باخلاص مقتدين بحسنات الاخرين وليس سيئاتهم.
او استعارة حسنات الاخرين لتطبيقها سوءاً في العراق، حين لا حاجة لنا بجيش يصطدم بالدولة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقارنة بين أقوى مواقع الذكاء الاصطناعي ChatGPT vs Gemini - س


.. فرنسا: سيوتي يتمسك بمنصبه كرئيس لحزب الجمهوريين رغم قرار طرد




.. وزير الدفاع الأميركي: الحرب في أوكرانيا وحّدت العالم ضد روسي


.. إسرائيل تحشد دبابات وتتقدم في رفح.. وسط معارك ضارية وقصف جوي




.. عبر الخريطة التفاعلية.. حزب الله يعلن استهداف الاحتلال في مو