الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة السورية كشفت شخصيتكم الازدواجية أيها العراقيين... بئساً لكم

مراد العبد الله

2012 / 8 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


من منا لا يتابع الإحداث الساخنة التي تجري على الساحة السورية الآن، ومن منا لم يتفاعل معها، فذهبنا بين مؤيد ومعارض لما يحدث، وهل ما يحدث هو امتداد للربيع العربي أم انه تمزيق متعمد لوحدة الإسلام؟ بعد أن تم اصطناع الثورة فيها لأنها لم تك قط عفويةً كما هو الحال في بقية بلدان الربيع! والسؤال الأهم الذي طفا على السطح من خلال ما يذهب إليه العراقيون فيما بينهم:لو كان صدام باقياً على سدة الحكم فهل سيكون هناك ربيع عربي وثورة شعبية ساخطة؟ هل ستمتد يد السعودية وقطر الذين قتلوه ويتباكون عليه الآن إلى أبناء الشعب لمساعدة الشعب العراقي للإطاحة به كبقية الديكتاتوريات العربية؟ والسؤال الأتعس من ذلك هل سيكون الشعب العراقي بأكمله مشاركا في الربيع العراقي الجديد؟
لقد جلت الثورة السورية شخصية المواطن العراقي بشكل عفوي فانقسمت شخصياتهم الازدواجية بين مؤيد ومعارض، لكن لِمَ هذا التأييد ولم هذا التعارض؟ لقد خضع العراق لحكم بعثي مقيت قام من خلاله بتصفية وقتل مئات آلاف من البشر وكان وسيلة بطش ضد الطائفة الشيعية قتل وعانت محافظاتهم من الحرمان والعوز والإقصاء والتهميش بينما كان يتمتع أهل السنة بكل المميزات التي كان يوفرها لهم هذا النظام -لأنه نظام سني- من أموال ومكرمات وقطع أراضي وسيارات ورواتب عالية ومناصب إدارية وعسكرية حتى أصبح السني هو الإنسان الدرجة الأولى والشيعي إنسان درجة ثانية والكردي إنسان درجة ثالثة...الخ، فكان الشيعة يكرهون حزب البعث لأنه نظام دموي قتل وفتك بهم بينما أهل السنة يؤيدونه لأنه يمثل لهم قمة الحكم العادل للعراق لأنهم المستفيد الوحيد طوال مدة الحكم، لذلك وبعد سقوط النظام البعثي المقيت في العراق بقوة (أمريكية بريطانية سعودية قطرية كويتية) استيقظ أهل السنة من السبات الذي كانوا يعيشونه إبان تلك الفترة فكل ما كانوا يتمتعون به من امتيازات ذهبت بين ليلة وضحاها حتى وصل الأمر بهم إلى تقديم فروض الطاعة والولاء وإقامة الولائم والعزائم في مضايفهم خصوصاً عند دخول القوات الأمريكية إلى مدن تكريت وسامراء والأنبار والفلوجة ذات الأغلبية السنية والتي كان من المفروض أن تكون آخر محافظات العراق سقوطاً بيد الاحتلال لكنها لم تثر منها ولا أطلاقة بوجه القوات الغازية حينذاك، في حين ثارت بعد مدة ليست بالقصيرة وأعلنوا مقاومة المحتل، فهل كانت القوات الأمريكية أول نزولها غير محتلة ثم تحولت إلى محتلة ؟؟؟؟بينما كانت المحافظات الجنوبية البصرة الناصرية العمارة ذات الأغلبية الشيعية تحارب وتقاوم حتى باتت البصرة آخر محافظة سقطت بيد الاحتلال وهذا ما حير العالم والعراقيين، لكنهم كانوا يظنون بفعلتهم هذه أنهم سيرجعون الحكم مرة أخرى لهم وان أمريكا ستوليهم على العراقيين مرة أخرى، لكن أمريكا سحقت ظنونهم هذه المرة، لذلك لجأ اغلب هؤلاء السنة والعبثيين البعثيين والموالين للملعون صدام إلى سوريا ولم تكن الحكومة السورية بمنأى عنهم بل احتضنتهم بشكل رائع عبر توظيف القيادات البعثية للتخطيط في ضرب العراق والعملية السياسية وبشهادة السفير السوري المنشق في العراق، فكانوا يعيشون بأمن وأمان ويتمتعون بأموالهم التي حصلوا عليها إبان حكمهم وكانوا يوالون بشار الأسد الرئيس السوري وينعتونه بأخر رجالات مقاومة جبروت وطغيان أمريكا والصهيونية كما يقال، لكن يا سبحان الله هذا الشعب الذي ناهز المليون مواطن سني سرعان ما تنكروا للجميل لحكومة بشار الأسد واخذوا ينادون بإسقاط حزب البعث السوري الحاكم لسوريا وبدأ أهل سنة في العراق كلهم واجمعهم بلا استثناء بذم الحكم البعثي في سوريا وهم من مؤيدي حزب البعث العراقي لحد هذه اللحظة، وينادون بإسقاط حكم بشار الديكتاتوري الفاشي الدموي...الخ ليس هذا فحسب بل ذهبوا إلى تأييد كل العمليات الإرهابية التي يقوم بها بما يعرف بالجيش الحر من قتل الأسرى بأبشع الطرق والتمثيل بجثث الموتى والقتلى ورميها من أعلى أسطح البنايات وسحلها في الشوارع وتعليقها على أعمدة الكهرباء وغيرها تحت راية الله واكبر، بينما ذهب شيعة العراق إلى الوقوف جنب بشار الأسد وحكمه البعثي ودعمه بقدر المستطاع علماً أنهم لم يفروا من العراق بعد سقوط صدام ولم يعيشوا طوال 10 سنوات في سوريا كما هم أهل السنة، وهم يرفضون الجيش الحر ويؤيدون العمليات العسكرية ضد المنتفضين.
لذلك أيها العراقي كن منصفا مرة واحدة في حياتك ولا تكن متلوناً ولا تكن منافقاً ولا تكن كالغصن الرطب الذي يميل حيثما تدفعه الهواء، وكن صاحب كلمة حق لان أرضك ارض الأنبياء وارض الأولياء وارض الحسين الذي لم يهن ولم يخف من قول الحقيقة في وجه أقذر خلق الله وهم آل أمية لذلك كن منصفاً... كن منصفاً واحكم بالعدل على الأقل بينك وبين نفسك، فأنت أيها السني تحب البعث العراقي بينما تكره البعث السوري، وتحب صدام لأنه ليس ديكتاتورياً، بينما تنعت بشار الأسد بأنه ديكتاتورياً، وأنت أيها الشيعي تذكر أن حكم بشار هو حكم بعثي وأنت من جاهدت وناضلت ضده طوال سنين مضت، وتذكر أن بشار يفعل كما فعل بك عندما انتفضت في الثورة الشعبانية، لذلك أيها الشعب العراقي، فالحرب الآن وما يحدث في سوريا هي تصفيات سياسية بين أمريكا والقوة المتحالفة معها من جهة وبين روسيا والصين من جهة أخرى، الغرض الأساس منها هو غرض صهيوني وهو تمزيق وحدة الإسلام وزرع التفرقة والطائفية داخل الدين الواحد لأنها أسهل وسيلة لضربنا كإسلام وجعل المسلمين يقتلون ويعذبون إخوانهم المسلمين تحت اسم راية الإسلام وتحت كلمة الله واكبر، مستخدمين أولياء الشر والبغض حكام آل سعود وقطر وأبواقهم من وعاظ السلاطين الذين يحرمون قتال اليهود والذهاب لتحرير فلسطين ويحللون قتال المسلمين فبئساً لكم أيها العراقيين ولكم مرتين أيها العرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بئسًا للإزدواجية في الرأي
امين حجي الدوسكي ( 2012 / 8 / 29 - 12:40 )
وهذا ما حصل للشيعة مثل ما حصل للسنة مع البعث العراقي والسوري، بسبب أن صدام سني وبعثي فهو ملعون، أما بشار بما أنه بعثي ولكنه ما دام شيعي فبغضه لأبو بكر وعمر وعائشة وحبه لعلي مع أنه بغض له؛ فهذا سيشفع لإجرامه وجرائمه ولا بأس بذلك، أخ مراد لو كنت كتبت الموضوع هكذا (الثورة السورية كشفت شخصيتكم الازدواجية أيها السنيين العراقيين... بئساً لكم) كان أوضح وأصرح وأنصف) لأنك نزلت جام غضبك على سنة العرب بسبب الإزدواجية في رأيهم وترتكت الشيعة وما يعانونه من الإزدواجية الان في الرأي تجاه اليسار البعثي في سوريا شريك البعث العراقي السني في الإجرام، مع أنهما في الحقيقة لا يمثلان لا الشيعة الحقيقية الذين يضحون لأجل إخوانهم السنة ولا السنة الذين يحبون أخوانهم الشيعة ويفدون لهم. تيحياتي لك أخ مراد.


2 - تمعن فيما قلت ستجدني لا حيد عما ذكرت
مراد العبدالله ( 2012 / 8 / 29 - 12:50 )

انا لم استثن احد ولم اصب جام غضبي على فئة دون اخرى لكني صورت الواقع العراقي وما تعانية الشخصية العراقية من ازدواجية في الراي وانا لا اخل ساحة الشيعة من هذه الازدواجية فلو انك قرأت المقال جيدا ستتجدني اشير الى ذلك ولا استثني احد منه وهذا نص مما ذكرت :

وأنت أيها الشيعي تذكر أن حكم بشار هو حكم بعثي وأنت من جاهدت وناضلت ضده طوال سنين(( مضت، وتذكر أن بشار يفعل كما فعل بك عندما انتفضت في الثورة الشعبانية))


3 - تمعن فيما قلت ستجدني لا حيد عما ذكرت
مراد العبدالله ( 2012 / 8 / 29 - 12:51 )

انا لم استثن احد ولم اصب جام غضبي على فئة دون اخرى لكني صورت الواقع العراقي وما تعانية الشخصية العراقية من ازدواجية في الراي وانا لا اخل ساحة الشيعة من هذه الازدواجية فلو انك قرأت المقال جيدا ستتجدني اشير الى ذلك ولا استثني احد منه وهذا نص مما ذكرت :

وأنت أيها الشيعي تذكر أن حكم بشار هو حكم بعثي وأنت من جاهدت وناضلت ضده طوال سنين(( مضت، وتذكر أن بشار يفعل كما فعل بك عندما انتفضت في الثورة الشعبانية))


4 - تكملة
إحسان السامرائي ( 2012 / 9 / 3 - 17:54 )
في مواصلة لفضح طائفية الكاتب، نأتي إلى هجرة العراقيين إلى سورية، صحيح أن كثيرا من القيادات البعثية -من كل الطوائف لا من السنة وحدهم- ذهبوا إلى سورية، إلا أن أغلب الناس خرجوا بسبب التمييز العنصري الذي تقوم به حكومة الاحتلال ضد السنة، وهذا شيء غير خفي على أحد، فما خرج الناس إلا بسبب المليشيات والمعممين الذين أباحوا الدماء والأموال، فإن كنت تعيب تمييزا -خياليا في عقلك فقط- (للسنة) في زمن صدام فكيف تقبل به في عهد (الشيعة)؟، أما ثورة سوريا فقد كنتم أشد الناس فرحا بها وأشدهم شماتة قبل أن تأتيكم تعليمات الولي السفيه بمساندته، فلئن شكرنا فضل سوريا وبشار على الاستضافة فأمر طبيعي لأن العمل الحسن يستحق الثناء، وأن نقف ضده في قتل شعبه، فلأن من الطبيعي أن يقف الإنسان الشريف ضد القتل، فكل موقف مرتبط بنوع العمل، وهذا هو الإنصاف إن كنت تعرفه، ومرة أخرى وقفت ضد ثورة الشعب وبدأت تعدد جرائم الجيش السوري الحر، ونسيت جرائم النظام بل تناسيتها لغاية في نفس خامنئي، وفي نهاية الأمر لم تستطع أن تكتم طائفيتك فذهبت تشتم الأمويين وتكيل السباب واللعائن، ثم ختمت بسب العراقيين والعرب، فبئسا لمن؟ وتعسا لمن؟ فكر بالأمر

اخر الافلام

.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام


.. ماذا تريد الباطرونا من وراء تعديل مدونة الشغل؟ مداخلة إسماعي




.. وقفة احتجاجية لأنصار الحزب الاشتراكي الإسباني تضامنا مع رئيس


.. مشاهد لمتظاهرين يحتجون بالأعلام والكوفية الفلسطينية في شوارع




.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد