الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مياسة الحفافة والثقافة

كامل حسن الدليمي

2012 / 8 / 29
كتابات ساخرة


ولدت مياسة في قرية من قرى مدينتي العتيدة ساعة قحط وجوع ، وأكملت دراستها الأولية في مجلس " طويره الكواله" ثم تخرجت ولديها خزين هائل من المعلومات والحركات المهيجة للمشاعر ففوق مهنة " الحف بكافة أشكاله" أصبحت كواله من الدرجة الأولى وابتاعت لها جهازا إيراني الصنع وحقيبة جلدية تخفي بداخلها " الردات " كما تسميها وهو شعر مصنوع لهذا الغرض ودارت على البيوت في موسم جني ثمار ما تعلمته حتى ذاعت شهرتها في الإحياء وصار اسمها على السن النسوة المهوسات باللطم على لا شيء .
وبعد هذا التحول الكبير والطفرة النوعية في حياتها حاولت اختراق الوسط الثقافي وتسجيل حضور فيه خصوصا بعد عام 2003 حين اصبح الحقل الثقافي ساحة لمن هب ودب وبابا للارتزاق الغير مشروع وصار حامل أختام ملوك الثقافة ملكا والملوك عاملين على رفع التهم عنهم ،ومن وسط هذه الفوضى خرجت " مياسة " بنتاجها الأدبي الذي تشكل خليطا بين ما يسمى "باللطميات والادعية" المنتحلة من مفاتيح ....! وتربعت صدارة المشهد الثقافي وجاملها ملوك الثقافة لتقربهم من الصدارة زلفى لما لها من تأثير على الدهاقنة من كل الصنوف.
مياسة لها رأي في كل منتج ثقافي فهي شاعرة دون معرفتها ببحر من بحوره ، وناقدة فلتة ولغوية دون أن تميز بين الفاعل والمفعول به وقد اعتدت التنبؤ لمستقبل العديد من المثقفين وهم في بداية الطريق لكني الآن أعلن عجزي عن استشراف مستقبل مياسة والمنصب الثقافي أو السياسي الذي ستحتله لان صدمة العقل في أشخاص كانوا يحلمون بالسيطرة على أعقابهم من الأبناء والبنات تسنموا مناصب خطيرة وتحسنت أحوالهم في الملبس والمشرب والتصريح الناري ضد خصومهم بل صاروا اللاعبين الأساسين والباقون في الاحتياط يجلسون على مصاطب الانتظار ممتعظين .
وقضية مياسة الحفافة تذكرني دائما بالفوال : والفوال تسمية دارجة في الأوساط الشعبية العراقية تعني من يتنبأ كذبا بالمستقبل ويقرأ الطالع لليائسين القابعين وراء خيباتهم الحياتية وجور الزمان عليهم ، الباحثين عن إسعاف حاجتهم ولو بـ (عوذة ) تطرد أعين الحساد أو طلسم يحملونه دائما يحفظهم من شر المفخخات المستطير ، وعقول " العلاسة" الذين اعتاشوا على ضفاف انهار الدم المراق على شرف النهب والسلب والحوسمة الشرعية منطلقين بذلك من مبدأ " أفد وأستفد "
إن الفوال الذي كان عائثا بالفقراء سلبا ونهبا صار اليوم مسئولا كبيرا تحف به رعاية الحمايات بدلا من عين الله يقوم لقيامهم الجالسون إجلالا لمقامه ومركزه المؤثر وهو يشم رائحة العارفين بمهنته الأولى عن بعد فيوسدهم " الغبراء" كي ما يفضحوا أمره فقد كان من قبل من الرفاق السائرين على خطى سادتهم بقناعة تامة فوق عمله بفتاحة الفأل ، لكنه سرعان ما انقلب بعد ان رأى الرياح تجري بما لا تشتهي سفنه وابتاع مسبحة أطول من قامته ومداسا أسود واطلق لحيته بفوضوية عارمة حتى غطت كل ملامحه ودار على بيوت المعارف عازما على الفوز بمقام حكومي رفيع بطريقة ديمقراطية جدا ورغم أن لا أحد من المعارف والاهل اختاره الا انه فاز فوزا ساحقا بضربة أقصت منافسية وجعلته من المسؤولين الذين إذا سألوا سيصمتون فما حقق أي حسنة تذكر سوى انه ملأ كل فراغاته أموالا واتجه في نهاية الأمر ليصبح راعيا للثقافة وبيتا للمثقفين ، شكرا لمياسة والفوال على حسن الصنيع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: بحب التمثيل من وأن


.. كل يوم - دينا فؤاد لخالد أبو بكر: الفنان نور الشريف تابعني ك




.. الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: لحد النهاردة الجمهور بيوقفن


.. كل يوم - الفنانة دينا فؤاد لخالد أبو بكر: كل ما أشتغل بحس بن




.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو